ان من يطلع على تاريخ العراق القديم قد يفاجأ بتعدد الآلهة والتي قد تصل عددا يصعب إحصائها معه وقد يبدوا للبعض ان معرفة جميع تلك الآلهة وقصصها أمر مستحيل , إلا أن أكثر الآلهة العراقية القديمة شهرة حتى في عصرنا الحديث هي إلالهه الأنثى ( عشتار ) والتي تعني ( الكثرة ) وهي كلمة مرادفة للخصوبة والإنجاب والتكاثر وحولها تدور كل تلك المنظومة الفكرية التي تعظم الولادة و التي تعكس واقع العراق الزراعي المتمثل بالتباهي بالإنجاب والتي لازلنا نستطيع ملاحظتها حتى الآن, إلا إن الأعراف العراقية القديمة برغم تأليهها للمرأة غير ان هذا التأليه مرده قدرة المرأة على الإنجاب لا تقدير للمرأة بذاتها حيث ان تلك الأعراف نفسها تعتقد أن عدم قدرة المرأة على الإنجاب تكمن وراءه أرواح شريرة مستولية على جسد تلك العاقر لذا تحاط بالعديد من التعويذات والرقى، وإذا استمر عقمها فإنها قد تقتل أو يعد عقد زواجها لاغيا إذا استمر العقم أكثر من عشر سنين ,وللرجل ان يطلق زوجته متى شاء أما المرأة فإنها في اغلب الحالات يتم اغراقها في النهر ان بادرت هي في طلب الطلاق بعذر غير مقنع أو ارتكبت الخيانة الزوجية , إلا أن قانون حمورابي قام بإصلاح هذا العرف إذ انه ووفق المادة 142 ينص على إن للمرأة حق الطلاق من زوجها: "إذا تخلت إلمراة عن حبها لزوجها أو إذا تعمد الزوج ترك زوجته وحيدة ويخرج دونها ويحتقرها ويميل للكذب عليها أو خداعها وعليه ان يعيد لها مهرها ثم تعود إلى بيت أبيها." أما في حالة إختلاق المرأة افتراءات ضد زوجها من اجل الطلاق منه فيكون القانون مع الزوج. إذ يستطيع طلاقها أو الزواج بأخرى واعتبارها جارية له ويمكن له ايضا الزواج باخرى في حال تعرض زوجته لمرض مزمن وتعتبر الزوجة الثانية زوجة من الدرجة الثانية (الشقتوم), وعليها ان تحترم الزوجة الاولى وتقوم بغسل قدميها . كما كان يجوز للزوج أن يبيع زوجته على سبيل العقاب في حالة خيانتها له. او ان يرهنها لدى دائنيه بشرط ان لا تزيد مدة الرهن على الثلاث سنوات . غير ان أصل القانون العراقي القديم هو عدم السماح للرجل إلا بزوجة شرعية واحدة، مع احتفاظه بحق اتخاذ المحضيات والسرايا باستثناء الحالات سابقة الذكر التي تبيح للرجل اتخاذ زوجة أخرى , أما إذا تجرا احد مراهقي بابل وتحرش جنسيا بإحدى النساء بإشارة أو كلمة بذيئة فان المادة 127 ستكون له بالمرصاد حيث سيعاقب بحلاقة حاجبيه كإشارة تنتقص منه أخلاقيا , ومن الغريب ان القوانين البابلية في عصر حمورابي قد استثنت البنات من التوريث حيث اقر توزيع الإرث فقط على الأولاد الذكور بالتساوي. وبالعودة الى ( عشتار ) نجد ان وله العراقيين بالخصب جعل دياناتهم القديمة تدور في فلكه حيث ان العقل العراقي اختلق لذلك الرمز الأنثوي ( عشتار ) رمزا للذكورة يليق بتخصيبه هو ( تموز ) لتتحول العملية الجنسية إلى رمز ديني مقدس لذا اعتبرت بداية الربيع ( أول نيسان )،والذي هو تحريف للكلمة الاكدية ( نيشان ) والتي تعني العلامة (لظهور الخصب) بداية السنة الجديدة ومولد أول الأبراج (الحمل ) بمعناه الاخصابي لا كتسميه لنوع حيواني ,. ان مجمل الأفكار العراقية القديمة التي كانت تسيطر على الوعي الجمعي العراقي كانت تتمحور حول المرأة بوصفها مانحة الحياة لا بوصفها زوجة او أخت حبيبة وما الى ذلك من هنا نجد ان حالة الازدواج التي يعيشها العراقي في العصر الحديث بالنظر الى المرأة تجد لها أصولا قديمة اذ ان النساء بالنسبة إليه ينقسمن الى نوعين المرأة المجردة التي يستميت في تأليهها و الدفاع عن حقوقها ويسود الصفحات في التغزل بها , والمرأة الأخت والزوجة اللواتي يمارس عليهن ذكورية مقيته .
الموضوع : أوضاع المرأة في العراق القديم المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: قناص حضرموت توقيع العضو/ه :قناص حضرموت |
|