خاطرة من القلب

رقم العضوية : 176

خاطرة من القلب:

إليك قارئي أهدي كلمتي!

هي كلمة من القلب، لتصل بإذنه تعالى إلى القلب، هي كلمة كُتبت بمداد الحُرقة، وخطت على صفحات التجارب، أردت منها أن أهدي إليكم زهرةً فاحت بأطيب شذىً، زهرةً اقتطفتها من بستان الفؤاد، ألم أقل لكم أنها كلمة من القلب؟ تتلخص كلمتي في سؤال مباشر للقارئ الكريم وهو ما هي أمنية حياتك؟ وما الذي يسعدك في هذه الدنيا؟ وما الذي لو صحبك إلى الدار الآخرة لكفاك وأغناك عن كل رفقة أو متاع؟
وسؤالي بالطبع هنا ليس بقصد الحصول على إجابات عامة تصلح في كل مقام، كأن يُقال مثلا "العمل الصالح هو خير رفيق"، إنما أردت من سؤالي هذا أن يصل إلى أعماق قلبك، ليحدث ذلك التفاعل العظيم، وتلك المقارنة الحساسة بين كل ما فعلته في حياتك وبين ما تريد فعله، بين كل ما أهمّك وشغل بالك وبين ما كان يُفترض أن يهمّك ويشغل بالك، السؤال الذي أطرحه هدفه أن تصل إلى حقيقة الحقيقة فيما يسعدك أنت، وأنت بالتحديد، وليس في دار واحدة بل في الدارين معا.
لقد اختلفت توجهات الناس ومساعيهم في هذه الدنيا، فمنهم من رأى سعادته في متعة المال، ومنهم من رآها في العزوة والعيال، ومنهم من رآها في شهوة النساء، ومنهم من رآها في العمل للوطن، ومنهم من رآها في العمل للدين، وهكذا اختلفت التوجهات، وكذلك فقد اختلفت قوة الاندفاعات لتحقيق هذه التوجهات، فمنهم من اندفع بأقصى قوة حتى أصبح توجهه هذا ملء سمعه وبصره، ومنهم من بذل في سبيل توجهه القليل الدائم وهو بلا شك خير من الكثير المنقطع، ومنهم من تغنى بتوجهه ولم يتحرك قيد أنملة لتحقيق ما أحب، فأصابه الزهو بما رفع من شعار ولم يقدم له شيئا، ومنهم من تلاشى توجهه من قلبه وذاكرته، وغاب عنه أي أثر للفعل، حتى غدا توجهه اسما بلا مسمى!
إن السعادة قارئي الكريم تكمن في خمس:
أولا: أن تعرف مبكرا ما الذي تريده، وتحدد أهدافك لتحقيق سعادتك في الدنيا والآخرة.
ثانيا: أن تتوافق إمكاناتك، وما وهبك الله إياه بأعلى نسبة ممكنة مع ما تريده من توجه ومسعىً محدد المعالم والأهداف والخطوات.
ثالثا: أن تكون أفكارك وخواطرك وهمّاتك وعزائمك وأفعالك وعاداتك ومتابعاتك ومساعيك وعباداتك، بل وأنفاسك وكل ذرة منك، كلها مسخّرة لخدمة توجهك الذي ملأ قلبك وسمعك وبصرك (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) "الأنعام – 162" وهذا سر ثمين من أسرار النجاح!
رابعا: ألا تقنع أو تكتفي بأي مكسب تحققه أثناء ارتقاءك في مدارج الرفعة، فهناك المزيد والمزيد من المكاسب، ومن الأدوات الجديدة لتحقيقها، فما دام هناك قلب ينبض، ونفَس يدخل ويخرج، فلا بد من الارتقاء والتطوير والتجويد والاختراق لآفاق أرحب (وَقل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) "طه – 114" فلا مكان هنا للشعور بالاستغناء أو الاكتفاء، ولا بد من أن تأخذ الكتاب بقوة.
خامسا: أن يكون سعيك هذا سعيا منسجما مع أهداف الأمة في الرفعة والتمكين، فمن يعش لنفسه فحسب لا يحز إلا قدرا بسيطا جدا من السعادة، ذلك القدر الذي تتسع له نفس واحدة! أما من يعش لنفسه وأمته فإنه يحوز السعادة بحذافيرها، فكل خير يصيب الأمة، وكل رفعة تفوز بها، وكل كربة تفرّج عنها، بل أقول أن كل بسمة تسري فيها ستجد طريقها بإذن الله إلى قلب هذا العامل لنفسه وأمته سعادةً غامرةً قد بارك الله فيها ونمّاها أضعافا كثيرة!
وفي الختام، ما أجمل أن تعرف ما تريد، وما أجمل أن يكون ما تريده محققا لك خيري الدنيا والآخرة، وما أجمل أن ينسجم فعلك وأثرك مع ما تريد، وما أجمل أن تكون قويا ومؤثرا فيما تفعل، وما أجمل أن يمتد خيرك ليغمر الأمة كافة.

منقوووووووووووووووووووول

الموضوع : خاطرة من القلب المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: بحرالأمل
توقيع العضو/ه :بحرالأمل

رقم العضوية : 1

البداية حلوة
ولى عوده

الموضوع : خاطرة من القلب المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر
توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر

رقم العضوية : 176

الله يعود عليك بالخير
اظن ما تحب المواضيع الطويله
هههههههههههههههههههه

الموضوع : خاطرة من القلب المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: بحرالأمل
توقيع العضو/ه :بحرالأمل

خاطرة من القلب

خاطرة من القلب

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة