الشاعر ابراهيم طوقان
هو ابراهيم عبد الفتاح طوقان، من مدينه نابلس الفلسطينه، ولد عام 1905
وتوفي عام 1941، كان واسع الاطلاع على الاداب، شديد التعصب للغة العربيه،
شديد الوطأه على كل عربي متفرنج، وكان ذا شخصيه قوميه ، لا بد ان تترك في
اعماق من تعرف بها، اثرا منها.
عمل ابراهيم طوقان مدرسا ( معلم ) للغة العربيه، وكان شاعرا موهوبا وكتب
الكثير من القصائد الوطنيه ومن اشهرها الثلاثية الحمراء، والحديث عن
ابراهيم طوقان يطول، ولا مجال هنا للتعرض الى تاريخ حياته.
قرأ ابراهيم طوقان قصيده لاحمد شوقي امير الشعراء والتي يقول فيها:
قم للمعلم وفه التبجيلا = كاد المعلم ان يكون رسولا
ولان الامير لم يجرب التدريس، ولم يعرف ما هي المعاناة التي يعيشها المدرس، قال في شعره ما قال.
وقد اثارت هذه القصيده حفيظه ابراهيم طوقان فانشد يقول ردا على شوقي:
" شوقي" يقول وما درى بمصيبتي = " قم للمعلم وفه التبجيلا"
اقعد، فديتك، هل يكون مبجلا؟ = من كان للنشء الصغار خليلا!!
وتزداد الازمه عند طوقان حينا قرأ الشطر الثاني من البيت، فيكمل:
ويكاد ( يفلقني ) الامير بقوله = كاد المعلم ان يكون رسولا
لو جرب التعليم (شوقي) ساعة = لقضى الحياة شقاوة وخمولا
فلم يجرب التعليم امير الشعراء لانه كان يتنقل من قصر الى قصر، ولم يصحح
دفاتر الاطفال، بل كان يجمع الاموال ويقول الاشعار، اما طوقان فيقول عن
نفسه:
حسب المعلم غمّة وكآبة = مرآى ( الدفاتر ) بكرة واصيلا
مئة على مئة اذا هي صُلِّحت = وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو ان في "التصليح" نفعا يرتجى = وابيك، لم اكُ بالعيون بخيلا
ولكن طوقان كانت نظرته سوداويه للتعليم ، لانه كان يعتقد ان هؤلاء الطلبه
غير جديرين بالتعب الذي يبذله طوقان من اجلهم، ولكنه رغم ذلك يصلح الدفاتر
رغم قناعتة بان لا جدوى من ذلك، ومع ذلك فقد مضى بالتصليح ويا ليته ما صحح
الدفاتر:
لكن اصلح غلطة نحوية = مثلا، واتخذ " الكتاب" دليلا
مستشهدا بالغر من ايته = او " بالحديث مفصلا تفصيلا
قد كان طوقان، امينا ، وحريصا في تعليم اللغة العربيه، فكان مرجعه القران الكريم والسنة الشريفه، اضافة الى المنهاج المقرر
وهل اكتفي طوقان بهذا، لنستمع ما يقول
واغوص في الشعر القديم فانتقي = ما ليس ملتبسا ولا مبذولا
وأكاد ابعث ( سيبويه ) من البلى = وذويه من اهل القرون الاولى
اتدرون لماذا يريد سيبويه وذويه، لانه يعانى من الطلبه، فهم لا يفهمون
اللغه العربيه، رغم كل ما يفعل، هل يستطيع ان يفعل اكثر من ذلك، فماذا يفعل
الطلاب بعد كل هذا العناء:
فأرى (حمارا) بعد ذلك كلّه = رفع المضاف اليه والمفعولا
وهنا يصل اليأس اليه، ويطلب من المجتمع ان لا يستغربوا
لا تعجبوا ان صحت يوما صيحة = ووقعت ما بين " البنوك" قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته = ان المعلم لا يعيش طولا
وانا اعتقد كما اعتقد طوقان بان المعلم لا يعيش طويلا
البنوك = مقاعد الطلبه
مما راق لى.
الموضوع : ان المعلم لا يعيش طويلا. المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: أميرة