الشريعة الاسلامية
منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
بعدها تصبحون أعضاء و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
فأهلا بكم

فى منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam


منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
بعدها تصبحون أعضاء و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
فأهلا بكم

فى منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam



اضواء الاسلامالرئيسيةأحدث الصورالشريعة الاسلامية  0e3e464262f40dالتسجيلدخول
 
الشريعة الاسلامية
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
الشريعة الاسلامية  Empty
اذكرو الله ذكرا كثيرا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم والحمد لله والله اكبر ولااله الا الله ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم "و أكثروا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

شاطر | 
 

 الشريعة الاسلامية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
atefbbs

الشريعة الاسلامية  72185057206910704474
atefbbs


مدينتى :
الاسكندرية

الدولة :
الشريعة الاسلامية  Eg10

الجنس :
ذكر
عدد المشاركات :
140

تقيم نشاط المنتدى :
5596

نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى :
30

تاريخ التسجيل :
21/08/2010

المزاج :
رايق

الشريعة الاسلامية  E8s7dt


الشريعة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: الشريعة الاسلامية    الشريعة الاسلامية  I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 06, 2010 2:22 pm 

حينما يتصدَّى الإسلام لبناءِ دولته لا بد أن يختار الشكل السياسي المناسب الذي يتصف بالتميز والتفرد في جوانبَ عديدةٍ عما سواه من نظريات أو أديان أو أطروحات بشرية (الاشتراكية- الرأسمالية) كانت أو دينية سابقة النزول (اليهودية والمسيحية).

يتميز الإسلام بأنه دعوةٌ عالميةٌ غير مقصورةٍ على جنس من البشر أو طيفٍ من الأطياف البشرية التي تعيش على الكرة الأرضية؛ حيث إنَّ الإسلامَ يخاطب البشريةَ كلها.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)﴾ (البقرة)، ويعلن للبشرية كلها: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)﴾ (آل عمران).. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)﴾ (يونس).. نداء عام لكل البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم وليس لطائفة دون أخرى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)﴾ (سبأ).

إن رسالة الإسلام للبشريةِ تطرح حقيقةَ الألوهيةِ والربوبيةِ التي يَنشدُها الإنسان في حياتِه في أنقى صورها، والتي تتفق وتتسق والفطرةَ الإنسانيةَ.. فطرةَ الله التي فطر الناس عليها.
وتميز الإسلام بالعالميةِ؛ لأنه الرسالةُ الخاتمة، حيث تمتد رسالة الإسلام في أفق الزمان إلى نهايته وهو الذي يُعبر عنه بخلود الرسالة الإسلامية.

ويأتي خلود رسالة الإسلام من كونه يتميز بخاصية فريدة تميزه عن غيره من الديانات السابقة (اليهودية والمسيحية) حيث تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ مصادرها من التحريف. ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9).

هذا الامتداد لرسالة الإسلام في أفق الحياة البشرية إلى نهايتها إنما يرجع لكونها متضمنةً حلولاً وأسسًا تشريعيةً عامةً وشاملةً لمختلف جوانب الحياة الإنسانية على مستوى الفرد والمجتمع وهو الذي يُعبَّر عنه بشمول الرسالة الإسلامية.

فعالمية الرسالة الإسلامية هي المظهر السياسي المعبِّر عن ربوبيةٍ شاملة لكافة أطياف الجنس البشري تنظر للجميع بمنظار العدل والمساواة، قال تعالى في الثناء على نفسه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الفاتحة: 2) وقال تعالى:﴿رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأولِينَ(Cool﴾ (الدخان).. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)﴾ (يونس).

ذلك أنَّ التوحيدَ كونه حقيقةً مطلقةً لا يمكننا أن نحبسَه في نطاقٍ محدود من جهة من الجهات أو في دولة ما أو قارة، وإنما هو رسالة كونية عامة للبشرية، ولا يمكن أيضًا أن نقصرَه على فئة أو قومية أو جنس من الأجناس، ولا بد أن تأخذ هذه الحقيقةُ مداها في كل الآفاق المحيطة؛ لأن التوحيدَ يمثِّل جوهرَ الإسلام وحقيقتَه.

خصائص النظام الإسلامي يمكن أن نقسمها إلى قسمين:
1- خصائص توحيدية نابعة من عقيدة التوحيد: (توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية)
وهذه الخاصية تتميز بها الرسالةُ الإسلامية عن غيرها من الأنظمة والفلسفات البشرية حتى السماوية منها (اليهودية والمسيحية) وإن كانت قد تشاركت معها اليهودية والمسيحية قبل امتداد يدِ التحريف إلى تلك الديانتين، وتحويلهما عن جوهرهما الأصيلِ وهو التوحيد الخالص، وما رسالة الإسلام إلا امتدادٌ لدعوة الرسل على مدار التاريخ البشري، فكل الرسالات التي جاء بها الرسل جوهرُها ومضمونُها واحدٌ: الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الخالق لكل شيء الرزاق لكل الكائنات.

يوضح لنا جلَّ في علاه مهمةَ الرسل: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(36)﴾ (النحل).

ها هي دعوة نوح عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ(23)﴾ (المؤمنون).. ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)﴾ (هود).. ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (الأعراف: من الآية 59).

وها هي دعوة هود عليه السلام: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50)﴾ (هود).

هي نفس دعوة صالح عليه السلام: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)﴾ (هود).

ودعوة شعيب عليه السلام: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)﴾ (الأعراف).

ودعوة الصديق يوسف عليه السلام: ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)﴾ (يوسف).

ودعوة عيسى عليه السلام: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)﴾ (المائدة).. ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72)﴾ (المائددة).

وقبل هؤلاء دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (35)﴾ (إبراهيم).

فدعوة الرسل من لدن آدم حتى رسولنا الخاتم محمد- صلى الله عليه وسلم- دعوة واحدة هي عبادة الله الواحد الأحد.

2- خصائص تشريعية: نص عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام.

هنا ينفرد الإسلام ويسمو على غيره من التشريعات النقلية والوضعية بالآتي:
أ- ربانية المصدر: كونها من لدن حكيم خبير بالنفس البشرية فهو خالقها ورازقها.
أنه من عند الله تبارك وتعالى الذي يعلم ما كان وما سيكون، ولا يظلم أحدًا ولا ينحاز في حكمه إلى أحد من خلقه.

ولهذا لم يترك الله البشرية للتجارب في مجال الحقوق والواجبات والحلال والحرام، وغير ذلك من الأمور التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)﴾ (الحديد).

يقول (المودودي): "الحديد يُراد به القوى السياسية، فغاية بعث الرسل هو إقامة نظام العدالة الاجتماعية"، ويقول ابن تيمية: "الجمع بين الكتاب والحديد هو لتقويم مَن يُخالف التشريع فيقوم بالحديد.. ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)﴾ (الصافات).. ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)﴾ (هود).

ب- الملائمة والمناسبة والصلاحية: كونها تلائم وتناسب كل المجتمعات البشرية لماذا؟ لأنها من لدن حكيم خبير؛ عكس الخصائص التشريعية البشرية التي هي من وضعِ البشر والتي قد تتلاءم مع مجتمعٍ ولا تتلاءم مع مجتمعٍ آخر والتي قد يشوبها شبهة التحيز إلى فئةٍ على حسابِ فئةٍ أخرى كما هو واقع في الأنظمة الرأسمالية التي تجنح إلى تمييز فئة أصحاب رأس المال على حسابِ مصلحة المجتمع أو في الأنظمة الشيوعية التي يختفي فيها الفرد ويفقد شخصيته ومقوماته وفلسفته في الحياة.

أما الخصائص التشريعية الإسلامية فهي تلائم كل المجتمعات على امتداد الأفق الجغرافي والزمني إذ تتصف بالصلاحية والملائمة لكل زمان ومكان فلدينا فقه الحالة وفقه الضرورة وفقه الحرب وفقه السلم؛ حيث تدور الأحكام والتشريعات مع المصلحة حيث دارت؛ وذلك في حدودِ الضوابط والأطر الشرعية العامة.

ومن هنا تأتي عالمية الإسلام التي هي ميزة من مميزات رسالة الإسلام والتي هي التعبير الطبيعي عن ربوبية مطلقة رحيمة تنظر إلى البشرية بحيادية هي ربوبية عادلة تدير دفة المسيرة الإنسانية على أساس المساواة والحق والعدل.

ج- الشمولية: الشمول لكل جوانب الحياة والشمول لكل متطلبات الحياة سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع.. ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)﴾ (الأنعام).

فهي ليست حكمًا تشريعيًّا ذكره القرآن الكريم في آيةٍ أو آيتين وإنما شمل التشريع جوانب قانونية وأخلاقية عديدة لبناء المدينة الربانية الفاضلة.

هي جوانب تشريعية لم يتدخل البشر في وضعها وإنما أنزلها الله- جل في علاه- في صورة نصوص عامة أو تفصيلية تتصف بالشمولية والكمال لكل جوانب الحياة.

﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(18)﴾ (الجاثية)
﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً(36)﴾ (الإسراء).

إذن هذه التشريعات ليست من عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وليست من وضع البشر مما يطرح عنها التحيز لفئةٍ على حساب فئة أخرى أو لجنس على حساب جنس آخر.
وإنما هو وحي أنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليكون منهجًا ونبراسًا يأخذ بيد البشرية إلى النجاة؛ حيث يحقق للبشرية السعادة الدنيوية والآخروية على حدٍّ سواء.

﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13)﴾ (الشورى).

إذن يتصف الإسلام بالشمولية، أي شموليته لشتى جوانب الحياة التشريعية والأخلاقية؛ حيث يُلبي كل احتياجات الفرد والمجتمع مما يؤكد حاجة البشرية لهذا المنهج الرباني والتي تأتي من صلاحية ومناسبة الإسلام لكل المجتمعات على اختلاف أعراقها وأجناسها وألوانها.

ولا بد أن يكون التوحيد هو الأساس الطبيعي والوحيد للعالمية، فإن أُقيمت الحضارة على أساس التوحيد كانت عالمية في حقيقتها وجوهرها ومضمونها وتحققت أهدافها في إقامة مجتمعٍ فاضلٍ يسوده العدل والمساواة، وإن رفضت هذا الأساس لم تجد أمامها ما يكون أساسًا لها غير القومية أو الأممية اعتمادًا على فكر طائفة أو فئة أو جنس أو لون، وبالتالي كانت حضارةً متحيزةً متعصبةً لتلك الفئة أو الطائفة في حقيقتها وجوهرها.

فالتوحيد هو القاسم المشترك والمقوم الأساسي الحتمي والوحيد للعالمية أضف إلى ذلك تلك الخصائص التشريعية إلى سقناها.

ولكن ماذا لو لم يكن التوحيد هو القاسم المشترك للعالمية؟
عندما تخلو الساحة الإنسانية من إطارٍ إنساني جامع، تجد القومية أو الأممية فرصتها لتطفو على السطح وتطرح حلولاً ذات مظهرٍ خادعٍ كاذبٍ لا ينطلي إلا على الجهلاء حيث يقود في حقيقة الأمر إلى تقسيم المجتمع الإنساني إلى قوميات تدور بينها صراعات عنيفة وهو ما حدث في حربين عالميتين أتت على نحو من (16) مليون نفس بشرية في الحرب العالمية الأولى و(17) مليونًا في الحرب العالمية الثانية.

ففكرة القومية أو الأممية لا تملك القاسم المشترك الذي يمكنه من جمع المجتمع الإنساني وقيادته إلى بر الأمان.

فقط الذي يملك ذلك هو الإسلام بما يتميز به من نظرةٍ حياديةٍ إلى البشرية وشمولية في التشريع وصلاحية لكل المجتمعات ولكل أطياف المجتمع الإنساني، فلا يفضل فئة على فئة أو طائفة على أخرى.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)﴾ (النساء).. ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)﴾ (الحجر).

وبما يتميز به من كونه رسالة سماوية ربانية لم يتدخل العقل البشري في صياغتها أي أنها ذات مصدر رباني. ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى(4)﴾ (النجم).. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)﴾ (يونس).. ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(18)﴾ (الجاثية).

﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13)﴾ (الشورى).

ولقد عانت الإنسانية على مرِّ العصور من سيطرة مذهبٍ أو فكرٍ في فترةٍ من الفترات ونتج عن ذلك أن سادت العالمَ أنماطُ حكمٍ ونظمٍ كالإمبراطوريات، والملكيات، وأخيرًا العولمة التي يصرخ بها أئمة الظلم والطغيان والإرهاب وقادته وصانعوه ومصدروه في العالم.

ومن هنا فإننا ومن ناحيةٍ إسلامية وواقعية معًا نرفض المفهوم الشائع لفكرةِ العولمة التي تعتمد على عولمة العنف والإرهاب لا عولمةِ السلام، وعولمة الظلمِ لا عولمة العدل.

نؤمن بعولمة القيم الإسلامية لا عولمة أيديولوجيات الحرب والدمار والعنصرية وإخضاع الشعوب والهيمنة على مقدراتها ونهب ثرواتها وهدم قيمها تحت دعاوى كاذبة كالحرية تارةً ونشر الديمقراطية تارةً اعتمادًا على منطق القوة لا الحق.

كما ندد من قبل المفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- بهذه الدعوة، وأمثالها من دعاوى الصهيونية فقد كتب يقول: "أما مبدأ العالمية فهو وإن كان مبدأ الإنسانية والسلام والخير العام إلا أن أمم الغرب وحكومات الاستعمار جعلته شبكة تصطاد بها ضعاف العقول وتكسر به حدِّة المقاومة عند الشعوب المظلومة حتى تكون لقمةً سائغةً لها".

ولذا نعتقد أنَّ العالمية الإسلامية هي العالمية الحقيقية التي تمتلك إمكانية جمع شتات البشرية تحت مظلة واحدة بقيم العدل والمساواة والسلام.

أما العولمة التي يدعو وينادي بها أمراءُ الحربِ وكهنة ُالإرهابِ الدموي الذين يعشقون الدم وإراقته وسلب الأوطان وانتهاك المقدسات في العراق وفلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفا وغيرها من بلاد الإسلام التي غربت عنها شمس الخلافة فتداعت عليه أمم الباطل تسلب أوطانها وتستنزف خيراتها وتهتك أعراضها وتهين مقدساتها تحت مسميات باطلة ودعاوى مزيفة لا دافع وراءها إلا عقيدة التعصب وحب السيطرة والاستعلاء على الآخرين.

أتوا إلينا إلى أوطاننا فدمروها لا لأنهم أقوياء بل لأننا تبعناهم؛ انتجوا أدوات الفسق والفجور فاستقبلناها ورحبنا بها تحت مسميات باطلة قلدناهم في كل شيء.

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي عَنْ النَّبِي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" (البخاري حديث رقم 6026).

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تقوم أو تتشكل الدولة العالمية على أساسٍ ديني؟ أو بالأحرى هل يمتلك الإسلام مقومات قيام الدولة العالمية؟

لكي ندرس هذا الموضوع ونحكم له أو عليه لا بد أن نبدأ من النقطة التي تُمثِّل نقطة الانطلاق الأولى للدين على الساحة السياسية.

فإنَّ الدين كونه رسالة ربانية سماوية مصدرها إلهي رباني يعتمد في جوهره على التوحيد كقيمة سماوية مطلقة يمكنها أن تقود البشرية بما تمتلكه من حقٍّ ذاتي في توجيهِ الإنسان وإلزامه بما تشاء من الالتزاماتِ والتشريعات والمناهج التي تتصف بكونها ربانية المصدر ربانية التشريع شاملة لمختلفِ جوانب الحياة مستوعبة لكل طوائف وفئات البشرية حيادية النظر إلى الجنس البشري هذا هو ملخص الهدف الجوهري للدين في حياةِ البشرية بحيث يفقد الدين رسالته بدونه، فقد حدد الدين غرضًا واحدًا لخلقِ بني البشر
قال تعالى‏: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ (الذاريات).

والعبادة مفهوم روحي شمولي يبدأ من خضوع العبد لربه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112)﴾ هود ﴿بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ(66)﴾ (الزمر).

وينتهي بمشروعٍ اجتماعي سياسي متكامل يشمل حلولاً لكل متطلبات البشرية.
فالعبادة مفهوم شمولي بطبعه، وليس مفهومًا انعزاليًّا فرديًّا كما يقول العلمانيون، وهذا المفهوم الشمولي للعبادة هو النواة الأساسية للمشروع السياسي؛ حيث يمتد مفهوم العبادة ليشمل كل جوانب الحياة، فالإنسان يرفع اللقمة إلى فمِ زوجته له بها صدقة والإنسان يُميط الأذى عن الطريقِ له بها صدقة ويعمل ليوفِّر سبل العيش الكريم لأسرته إنما هو في عبادة حتى الرجل يأتي زوجته له بها صدقة، وخلاصة القول إنَّ مفهومَ العبادة لا يقتصر على الصلاةِ والصيام والزكاة والحج وإنما يمتد ليشمل كل جوانب الحياة.

﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أولُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).

هذا هو منهج الأنبياء ومن حوله تدور سائر الأحكام الشرعية ذات الصفة السياسية قال تعالى‏: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41)﴾ (الحج).

وهذا يعني ‏أنَّ المشروع السياسي للدين يعتمد على مفهوم العبادة كمفهوم عام، ذلك المفهوم الذي يستند إلى رؤية كونية توحيدية تشريعية شاملة كل جوانب الحياة ، بحيث إنَّ السياسةَ تعني في المفهومِ الديني عملاً عباديًّا يستهدف إثبات حاكمية الله على الإنسانِ متمثلة في حاكميةِ المنهجِ الرباني ونفي حاكمية ما عداه من مناهج وضعية بشرية لا تتصف بالكمالِ وإنما يشوبها ويعتريها التحيز لفئات وأنماط وأجناس بشرية حيث دائمًا ينظر المنهج الوضعي إلى البشرية نظرة أحادية.

وحينما يُنادي الأنبياء والرسل وأتباعهم بتطبيقِ الدين كمنهجٍ في الحياةِ فإنما يُريدون للإنسانِ أن يحظى بهذه الامتيازات التي لا يجدها في غيره من المناهجِ والمشاريع الوضعية التي تفتقد الكمال والشمولية والعمومية ويشوبها النقص والتحيز.

لذا فإننا عندما نقول بعالميةِ الإسلام إنما يعود لما يُقدِّمه الدين من امتيازٍ حقيقي لا يجده الإنسان في غيره من الأنظمة والنظريات الوضعية، فهي إذن ليست شعارًا عاطفيًّا يُنادي به لجمع شتات الدهماء، ولا عنوانًا طارئًا يستخدم للاستهلاك المحلي الذي يجني من ورائه مجدًا لفئةٍ معينةٍ أو شخص معين لتلتف حوله الجماهير وتهتف بحياته، بل دعوة حقيقية صادقة وجدَّية في مضمونها وأهدافها؛ لأنها مستمدة من عمق مفهوم العبودية ومفهوم الربوبية ومفهوم الألوهية، ومضمونة بما لتلك المفاهيم من قدرة ذاتية فطرية خلاقة قادرة على إلزامِ الإنسان وتوجيهه وتهذيبه وتقويم سلوكه وترويض شهواته بما ينفعه وينفع المجتمع في آنٍ واحدٍ ومصونة بما تكفل به المولى جل في علاه بحفظها.

وهذه القوة الذاتية الإلزامية إنما تأتي من كون هذا المنهج منهجًا ربانيًّا إلهي المصدر ليس من وضع بشر.

إنَّ صفةَ العالمية التي يتميز بها الإسلام لا تنبع من حكمٍ شرعي جزئي أو بضع آياتٍ في القرآنِ الكريم أو أحاديث من السنة، وإنما تنبع من سمو مفهوم التوحيد بشقيه توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فالقاعدة التوحيدية للدولةِ الإسلاميةِ تجعلها محكومةً بنظرةٍ عالميةٍ تجاه مَن يقع في نطاقِ خطابها الفكري والسياسي، وهنا تذوب أو تختفي الخصائص المحلية من اللون واللغة والوطن والقومية والجنس، وتتجه بكل قوتها وطاقاتها لتدعيم الخصائص الإنسانية المشتركة والمتأصلة في الإنسانِ كالعقل والفطرة والأخلاق والروح والقيم والمثل والفضيلة.

فخطابها أسمى وأرقى من ذلك الخطاب الذي يُميز بين إنسانٍ وآخر على أساسِ اللون والقومية والجنس، وإنما هو خطاب مَن لا يضع لهذه المفاهيم اعتبار بل لا ينظر إليها أصلاً سواء في الجانب العقدي أو التشريعي إذْ ليس للقومية أو اللون أو الجنس تأثير في الخطاب الإسلامي حيث يعتمد الخطاب الإسلامي على الخصائص البشرية المشتركة في أفرادِ النوعِ البشري.

عالمية الإسلام هي التي أظلت صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وسعد بن معاذ الأوسي وسعد بن عبادة الخزرجى مع ما بينهم من تفاوتٍ طبقي ولوني بل وعدائي في السابق إلا أن عالمية الإسلام أظلتهم تحت مظلته دون تفرقة أو تمييز إنها نظرة عادلة محايدة تحترم الجنس البشرى بكل طوائفه وألوانه.

وقيادة الإسلام للبشرية هي حقيقة لا محالةَ فهي وعدٌ رباني لأمةِ الإسلام يتحقق عندما تتوفر شروطه:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)﴾ (النور).

المراجع:
- القرآن الكريم.
- نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور أبو الأعلى المودودي.
- السياسة الشرعية في إصلاح الراعى والراعية لشيخ الإسلام ابن تيمية•
- فتح الباري في شرح صحيح البخاري.
- مجلة الوعي الإسلامي رقم العدد- 439 - الشهر: 5 السنة: 2 (الإسلام الفصل بين السلطات/ المستشار سالم البهنساوي).
- قول معروف (الشيخ عبد المعز عبد الستار).
- محاضرات في الإدارة العامة والمحلية (أ.د / محمد ماهر عبد الوهاب /أكاديمية السادات للعلوم الإدارية).
 الموضوع : الشريعة الاسلامية   المصدر : منتديات اضواء الاسلام  الكاتب:  atefbbs

 توقيع العضو/ه :atefbbs

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مهـ مع القرآن ـاجر

الشريعة الاسلامية  Stars10
مهـ مع القرآن ـاجر


رقم العضوية :
1

مدينتى :
الجيزة

الدولة :
مصر

الجنس :
ذكر
عدد المشاركات :
21848

تقيم نشاط المنتدى :
100136746

نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى :
84

تاريخ التسجيل :
24/10/2009

المزاج :
الشريعة الاسلامية  3810


الشريعة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشريعة الاسلامية    الشريعة الاسلامية  I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 06, 2010 8:59 pm 

لايسمح لك باكثر من موضعان فى القسم الاسلامى فى اليوم الواحد
ينقل
 الموضوع : الشريعة الاسلامية   المصدر : منتديات اضواء الاسلام  الكاتب:  مهـ مع القرآن ـاجر

 توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

الشريعة الاسلامية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam :: آلملتقى آلإدآري :: ارشيف اضواء الإسلام-