التسامح فى الإسلام
منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
بعدها تصبحون أعضاء و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
فأهلا بكم

فى منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam


منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
بعدها تصبحون أعضاء و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
فأهلا بكم

فى منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam



اضواء الاسلامالرئيسيةأحدث الصورالتسامح فى الإسلام 0e3e464262f40dالتسجيلدخول
 
التسامح فى الإسلام
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
التسامح فى الإسلام Empty
اذكرو الله ذكرا كثيرا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم والحمد لله والله اكبر ولااله الا الله ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم "و أكثروا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

شاطر | 
 

 التسامح فى الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
atefbbs

التسامح فى الإسلام 72185057206910704474
atefbbs


مدينتى :
الاسكندرية

الدولة :
التسامح فى الإسلام Eg10

الجنس :
ذكر
عدد المشاركات :
140

تقيم نشاط المنتدى :
5596

نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى :
30

تاريخ التسجيل :
21/08/2010

المزاج :
رايق

التسامح فى الإسلام E8s7dt


التسامح فى الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: التسامح فى الإسلام   التسامح فى الإسلام I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 29, 2010 6:26 pm 

تمهيد:
الإسلام دين عالمي يتَّجه برسالته إلى البشرية كلها، تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وترسي دعائم السلام في الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعا في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس، بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم؛ فالجميع ينحدرون من "نفس واحدة"(1).
وعالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى؛ نظرا لأَنَّ التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوما بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات، والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة.
والإسلام دين يسعى من خلال مبادئه وتعاليمه إلى تربية أتباعه على التسامح إزاء كُلّ الأديان والثقافات، فقد جعل الله الناس جميعا خلفاء في الأرض التي نعيش فوقها، وجعلهم شركاء في المسؤولية عنها، مسؤولين عن عمارتها ماديا ومعنويا، كما يقول القرآن الكريم: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾(2) أي طلب منكم عمارتها وصنع الحضارة فيها، ومن أجل ذلك ميز الله الإنسان بالعقل، وسلحه بالعلم حتى يكون قادرا على أداء مهمته، وتحمل مسؤولياته في هذه الحياة.
ولهذا يوجه القرآن الكريم خطابه إلى العقل الإنساني الذي يعد أجل نعمة أنعم الله بها على الإنسان، ومن هنا فإن على الإنسان أن يستخدم عقله الاستخدام الأمثل، وفي الوقت نفسه يطلب القرآن من الإنسان أن يمارس حريته التي منحها الله له والتي هي شرط ضروري لتحمل المسؤولية، فالله سبحانه لا يرضى لعباده الطاعة الآلية التي تجعل الإنسان عاجزا عن العمل الحر المسؤول؛ فعلى الإنسان إذن أن يحرص على حريته، وألا يبددها فيما يعود عليه وعلى الآخرين بالضرر.
ومن شأن الممارسة المسؤولة للحرية أن تجعل المرء على وعي بضرورة إتاحة الفرصة أمام الآخرين لممارسة حريتهم أيضا؛ لأنَّ لهم الْـحَقّ نفسه الذي طلبه الإنسان لنفسه، وهذا يعني أن العلاقة الإنسانية بين أفراد البشر هي علاقة موجودات حرة يتنازل كل منهم عن قدر من حريته في سبيل قيام مجتمع إنساني يحقق الخير للجميع.
وهذا يعني بعبارة أخرى أن هذا المجتمع الإنساني المنشود لن يتحقق على النحو الصحيح إلا إذا ساد التسامح بين أفراده، بمعنى أن يحب كل فرد فيه للآخرين ما يحب لنفسه.
التسامح الإيجابي الشامل:
ولا شك في أن وعينا بأننا خطاءون(3) يواكبه في الوقت ذاته وعينا بمسؤوليتنا التي ترتكز عليها كرامتنا الإنسانية، الأمر الذي يمكننا من السلوك القويم المتسامح حيال الآخرين الذين يشاركوننا في الإنسانية، والذين ينبغي أن يربطنا بهم رباط التضامن الإنساني المشترك. والتسامح –كما ألمحنا– يقوم على الاعتراف بحرية وكرامة كل إنسان. ونحن مطالبون أخلاقيا ودينيا أن نكون متسامحين مع كُلّ البشر، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والثقافية والدينية والآيديولوجية.
ولا يكتفي الإسلام بتعليم أتباعه هذا التسامح الشامل بوصفه شرطا من شروط السلام الضروري للمجتمع الإنساني، بل يطلب منهم أيضا الالتزام بالسلوك العادل الذي لا يقبل بالآخر فحسب، بل يحترم ثقافته وعقيدته وخصوصياته الحضارية، وخير وصف يمكن أن نطلقه على هذا التسامح أنه تسامح إيجابي وليس تسامحا حياديا، وفي هذا يقول القرآن الكريم: ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين﴾(4).
ومن الملاحظ في هذه الآية –وفي آيات أخرى كثيرة– أن القرآن لم يستخدم أسلوب الأمر بطريق مباشر، وَإِنَّمَا استخدم أسلوب التنبيه والتوجيه الذي يتطلب استخدام العقل الإنساني، ومن عادة القرآن أن يعالج المشكلات بطريقة متدرجة تتفق مع ثقافة كُلّ فرد، والإسلام لا يريد أن يقول للناس كلاما ليحفظوه ويعملوا به بطريقة آلية، وَإِنَّمَا يريد تربية النفس وتحقيق الذات والعمل المسؤول الذي يؤدِّى عن اقتناع.
ويشتمل النصّ القرآني الذي أوردناه على ثلاثة أمور، أولها: أن الله -سبحانه وتعالى- لم ينه عن التسامح مع الآخرين، وثانيها: أن التسامح مع الآخرين الذين لم يعتدوا على المسلمين والتعايش الإيجابي معهم بالبر والقسط هو العدل بعينه، وثالثها: التأكيد على أن من يسلك هذا السبيل يحظى بحب الله -سبحانه وتعالى-.
وبهذا الأسلوب المقنع الذي يخلو من الإكراه على فعل شيء ما، أو الامتناع عنه تصل الرسالة القرآنية –رسالة التسامح– إلى النفس في يسر وسهولة، وتحقق الهدف المطلوب، وهو التسامح بين الناس على أوسع نطاق.
التسامح والتعددية:
ومن هنا لا يجوز أن ينظر إلى اختلاف الجماعات البشرية في أعراقها وألوانها ومعتقداتها ولغاتها على أَنَّهَا تمثل حائلا يعوق التقارب والتسامح والتعايش الإيجابي بين الشعوب، فقد خلق الله الناس مختلفين ﴿ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك﴾(5) كما يقول القرآن الكريم، ولكن هذا الاختلاف بين الناس في أجناسهم ولغاتهم وعقائدهم لا ينبغي أن يكون منطلقا أو مبررا للنزاع والشقاق بين الأمم والشعوب، بل الأحرى أن يكون هذا الاختلاف والتنوع دافعا إلى التعارف والتعاون والتآلف بين الناس من أجل تحقيق ما يصبون إليه من تبادل للمنافع، وتعاون على تحصيل المعايش، وإثراء للحياة والنهوض بها، ومن هنا يقول القرآن الكريم: ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾(6)، والتعارف هو الخطوة الأولى نحو التآلف والتعاون في جميع المجالات.
وحتى يمكن الوصول إلى هذا الهدف كان لابد من إيجاد وسيلة للتفاهم، وتبادل المشاعر والأفكار بين الناس، فكانت اللغة التي يتخاطب بها الناس ويعبرون بها عن أغراضهم ومشاعرهم وأفكارهم، ويعد التفاهم عن طريق اللغة أسلوبا راقيا للتواصل بين البشر وتبادل الأفكار الذي يؤدي إلى تبادل المنافع فيما بينهم.
ولا يجوز أن يؤدي الخلاف في الرأي أو في الفكر أو في الاعتقاد إلى إفساد ما بين الناس من علاقات، وهذا ما يعبر عنه القول المشهور: "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، وكما أعطي لنفسي الْـحَقّ في أن يكون لي رأيي الخاص ووجهة نظري المستقلة، فكذلك ينبغي أن أعطي الْـحَقّ ذاته للآخر، فمن حقه أيضا أن يكون له رأيه الخاص ووجهة نظره المستقلة، بل ومن حقِّه أن يكون له معتقده المختلف، فكل فرد في هذا الوجود له شخصيته المستقلة، وقد أعطانا الله رمزا لهذه الاستقلالية يتمثل في عدم اتفاق بصمة إبهام فردين في هذا الوجود مع بعضهما، فالخلاف في الرأي إذن شيء طبيعي وليس أمرا شاذا.
ومن هنا فَإِنَّهُ لا ينبغي أن يضيق المرء صدرا بالآراء المخالفة لرأيه، ليس فقط في مجال الأمور اليومية العادية، بل حتى في أمور الدين والفكر والسياسة، فلا يجوز لطرف من الأطراف أن يدَّعي لنفسه أنه وحده الذي يملك الْـحَقّ المطلق، وأن غيره يقف في الطرف المقابل الذي يتساوى مع الباطل، وقد عبر الإمام الشافعي عن هذا المعنى في تسامح رائع قائلا: "رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب".
وقد بلغت السماحة في الفكر الإسلامي المستنير في هذا الصدد حدا لا نظير له، عبر عنه الشيخ مُـحَمَّد عبده بما "اشتهر بين المسلمين وعرف من قواعد أحكام دينهم" قائلا: "إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر"، ويعقِّب الشيخ على ذلك قائلا: فهل رأيت تسامحا مع أقوال الفلاسفة والحكماء أوسع من هذا؟(7).
التسامح والحوار:
إن الحوار في معناه الصحيح لا يقوم ولا يؤدي إلى الهدف المنشود إِلاَّ إذا كان هناك احترام متبادل بين أطراف الحوار، واحترام كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر، وبهذا المعنى فإن الحوار يعنى التسامح واحترام حرية الآخرين، واحترام الرأي الآخر لا يعني بالضرورة القبول به، وليس الهدف من الحوار مجرد فكّ الاشتباك بين الآراء المختلفة، أو تحييد كل طرف إزاء الطرف الآخر، وَإِنَّمَا هدفه الأكبر هو إثراء الفكر وترسيخ قيمة التسامح بين الناس، وتمهيد الطريق للتعاون المثمر فيما يعود على جميع الأطراف بالخير، وذلك بالبحث عن القواسم المشتركة التي تشكل الأساس المتين للتعاون البناء بين الأمم والشعوب. والحوار بهذا المعنى يعد قيمة حضارية ينبغي الحرص عليها والتمسك بها وإشاعتها على جميع المستويات.
والوعي بذلك كله أمر ضروري يجب أن نعلمه للأجيال الجديدة، وبصفة خاصة عن طريق القدوة وليس عن طريق التلقين، فالواقع المؤلم أَنَّهُ كثيرا ما تحدث مشادات عنيفة تخرج عن نطاق الموضوعية، وربما يتطور الأمر إلى شجار وتماسك بالأيدي بين الأطراف المختلفة في الرأي؛ لأنَّ كل جانب يريد فرض رأيه بشتى السبل، ولا يقتصر ذلك على المستويات الدنيا في المجتمع، بل ينسحب على شريحة لا يستهان بها بين المشتغلين بالفكر وبالثقافة بصفة عامة، حيث يصل الأمر في أحيان كثيرة إلى حد الخروج عن مناقشة الفكر بالفكر إلى الشتائم والتجريح الشخصي الذي لا صلة له بالنقاش الموضوعي، وإن دل هذا الخروج عن الموضوعية على شيء فَإِنَّمَا يَدُلُّ على ضحالة في الفكر، وقصور في الْـحُجَّة، وفقر في المنطق.
وهذا الخروج عن الموضوعية في الحوار على هذا النحو أمر لا يليق بالإنسان الذي كرمه الله، وفضله على بقية الكائنات، وميزه بالعقل، وجعله خليفة في الأرض ليعمرها بالخير، ويملأها بالعلم، وينشر فيها الْـحَقّ والعدل والأمن والسلام.
ولا جدال في أن الحوار قد أصبح في عصرنا الحاضر أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، بل أصبح ضرورة من ضرورات العصر، ليس فقط على مستوى الأفراد والجماعات، وَإِنَّمَا على مستوى العلاقات بين الأمم والشعوب المختلفة. وإذا كانت بعض الدول في القرن الجديد لا تزال تفضل شريعة الغاب بدلا من اللجوء إلى الحوار، فإنَّ على المجتمع الدولي أن يصحح الأوضاع، ويعيد مثل هذه الدول الخارجة على القيم الإنسانية والحضارية إلى صوابها حتى تنصاع إلى الأسلوب الحضاري في التعامل وهو الحوار، فليس هناك من سبيل إلى حل المشكلات وتجنب النزاعات إِلاَّ من خلال الحوار.
ومن منطلق الأهمية البالغة للتعارف –الذي أشارت إليه الآية الكريمة(Cool- بين الأمم والشعوب والحضارات والأديان، على الرغم من الاختلافات فيما بينها كانت دعوة الإسلام إلى الحوار بين الأديان. وذلك لِما للأديان من تأثير عميق في النفوس. ويعد الإسلام أوَّل دين يوجه هذه الدعوة واضحة صريحة في قوله تعالى: ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنـا مسلمون﴾(9).
ولم يكتف القرآن بمجرد الدعوة إلى الحوار بين الأديان، بل رسم المنهج الذي ينبغي اتباعه في مثل هذا الحوار، وذلك في قوله تعالى: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إِلاَّ الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون﴾(10).
أما الحكم على الآخرين الذين يشاركوننا في الإنسانية فيجدر بنا أن نتركه لله -جل شأنه-، وخير لنا بدلا من ذلك أن نجتهد في أن نسلك حيالهم مسلكا عادلا متسامحا طالما لم يسيئوا إلينا، فالدين لا يحفل إِلاَّ بالأعمال التي نتحمل نحن مسؤوليتها، ولهذا يقول القرآن الكريم في موضع آخر: ﴿وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا، وإليه المصير﴾(11).
التسامح الديني:
ونظرا لما للدين من عمق عميق في النفوس، فإن الحوار بين الأديان لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا إذا ساد التسامح بين المتحاورين، وحل محل التعصب المعتاد بين اتباع الديانات المختلفة، وقد حرص الإسلام كل الحرص على تأكيد هذا التسامح بين الأديان بجعله عنصرا جوهريا من عناصر عقيدة المسلمين.
فالأديان السماوية جميعها تعد – في نظر الإسلام – حلقات متصلة لرسالة واحدة جاء بها الأنبياء والرسل من عند الله ورسله وما أنزل عليهم من وحي إلهي، وفي هذا يقول القرآن الكريم: ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله﴾(12).
ومن أجل ذلك يمتاز الموقف الإسلامي في أيِّ حوار ديني بأنه موقف منفتح على الآخرين، ومتسامح إلى أبعد الحدود، فقد أقر الإسلام منذ البداية التعددية الدينية والثقافية، وصارت هذه التعددية من العلامات المميزة في التعاليم الإسلامية، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، فقد تأسس مجتمع المدينة المنورة بعد هجرة الرسول إليها على التعددية الدينية والثقافية، ومارس المسلمون ذلك من بعده عمليا على مدى تاريخهم الطويل.
ويؤكد ذلك ما يعرفه التاريخ من أن المسلمين لم يُكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، فالحرية الدينية مكفولة للجميع، وتعدّ مبدأ من المبادئ الإسلامية الذي أكده القرآن الكريم في قوله: ﴿لا إكراه في الدين﴾(13) وفي قوله في موضع آخر: ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾(14).
ومن القواعد الأساسية المعروفة في الشريعة الإسلامية في شأن التعامل مع أهل الكتاب القاعدة المعروفة: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، أي لهم ما لنا من حقوق، وعليهم ما علينا من واجبات.
الخاتمة:
وَمِـمَّا تقدَّم يتضح لنا بجلاء إلى أي مدى يعد التسامح الإيجابي –بوصفه تسامحا شاملا أو تسامحا دينيا– من العناصر الأساسية في تعاليم الإسلام، وبالتالي من الأهداف التي ترمي إليها التربية الإسلامية.
ومن هنا فإن التزام المسلمين بذلك وحمايتهم لحقوق أتباع الديانات الأخرى الذين يعيشون في المجتمعات الإسلامية أمر يدخل في إطار التزاماتهم الدينية التي تقضي بالحفاظ والدفاع عن الحقوق الإنسانية العامة للجميع، وأي تجاوز أو عدوان على هذه الحقوق يعد تجاوزا وعدوانا على تعاليم الدين، وهو أمر يجب على المسلمين التصدي له بكل الوسائل، وفي هذا الإطار يفهم أيضا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"(15).
ومن هنا فَإِنَّهُ ليس من التسامح في شيء الوقوف موقف المتفرج حيال الظلم والقسوة اللذين يتعرض لهما أي إنسان بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو عقيدته.
وفي ختام حديثنا عن التسامح أودّ أن أشير إلى إحدى المأثورات الثابتة عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، والتي تعد نموذجا رائعا على التسامح الإسلامي الإيجابي، فقد كان عمر يتجول كعادته في شوارع المدينة المنورة يتفقد أحوال الرعية، فرأى شيخا طاعنا في السنِّ يتسول في الطريق، فسأل عن أمره وعلم أَنَّهُ يهودي، فحزن الخليفة لِما أصاب هذا الشيخ الهرم مِـمَّا اضطره إلى التسوُّل، وأمر بأن يخصص له –ولنظرائه- معاش ثابت من بيت مال المسلمين يتيح له حياة كريمة، وهذا الخليفة هو نفسه صاحب العبارة الشهيرة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"؟(16).
ومن هذه الأمثلة –وغيرها كثير- يتجلَّى بوضوح مدى حرص الإسلام على الدفاع عن حرية الإنسان وكرامته وحقوقه الإنسانية العامة، بصرف النظر عن انتماءاته العرقية أو الدينية أو الثقافية، وذلك كله يعبر تعبيرا لا يقبل التأويل عن التسامح الإسلامي الذي سيظل عنوانا على هذا الدين إلى آخر الزمان.
***********************
الهوامش
*) وزير الأوقاف فِي جمهورية مصر العربية.
1- كما جاء في القرآن الكريم: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة﴾ (النسـاء:1).
2- سورة هود: 62.
3- في ذلك إشارة إلى الحديث النبوي: "كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". رواه عن أنس كُلّ من الإمام أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك. (راجع فيض القدير للمناوي جـ5 ص16، دار المعرفة بيروت 1972م).
4- سورة الممتحنة: 8.
5- سورة هود: 118 – 119.
6- سورة الحجرات: 13.
7- راجع الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية للشيخ محمد عبده، ص53، دار المنار بمصر 1373هـ.
8- ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾ الحجرات: 13.
9- سورة آل عمران: 64
10- سورة العنكبوت: 46.
11- سورة الشورى: 15.
12- سورة البقرة: 285.
13- سورة البقرة: 256.
14- سورة الكهف: 29.
15- رواه كل من الإمام مسلم والحاكم في المستدرك وأصحاب السنن الأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (راجع فيض القدير للمناوي، جـ6 ص130).
16- راجع على الطنطاوي: أخبار عمر، ص182 وما بعدها، دمشق 1959.

يمكن عاقلين أن يختلفا على أن التعصب آفة، لأنه يأكل عقل الفرد وروحه، ويشتت جهد الجماعة الوطنية في معارك فرعية، بعضها قد يتسع ويستفحل ليهدد مصير الوطن نفسه. ولهذا فعلينا أن نتعلم كيف نتسامح مع الآخرين، وندرك أن هذه فضيلة لا يمكن التفريط بها، وأنها كعادة كل الفضائل تقع في منزلة بين المنزلتين، أي في منتصف المسافة بين التعصب واللامبالاة.

إن التسامح هو صورة التكيف التي بمقتضاها تميل الجماعات المتعارضة إلى الانسجام المتبادل، وتحاشي الصراع من أجل التوصل إلى حل عملي، في ظل مبدأ عدم التدخل في معتقدات او تصرفات الآخرين التي لا يحبذها المرء، ولا تروق له. ومن ثم، فإن قضية «عش واترك الآخرين يعيشون» تعتبر مثالاً مبسطاً وجلياً على التسامح.
وتوجد درجات متنوعة لمبدأ عدم التدخل، أولاها أن يتجاهل المرء الآراء والأفعال التي لا تناسب طبيعته، وثانيتها أن يعبر عن عدم تحبيذه لها، وثالثتها أن يحاول دحض الآراء والأفكار التي لا يستسيغها.

والتسامح من القيم الأصيلة في ثقافة الديموقراطية، إذ إن الحريات الثلاث المرتبطة بالتفكير والتعبير والتدبير، تنطوي على تسامح مع المعارضة السياسية، أو مع الآخر المختلف معنا في الاتجاهات والتوجهات. ويوصم بالتعصب والاستبداد كل من يحاول أن يحرم المعارضين من التعبير اللفظي والحركي عن أنفسهم، ما دام قولهم وفعلهم لا يخالفان القانون، ولا يشكلان اعتداء على حريات الآخرين ومصالحهم.

وقد وضع جون لوك، وهو من كبار الفلاسفـة المدافـعيـن عـن التـسامـح الديـنـي في وجـه تعـصب الكنيسة وتجبرها، وذلك في كتابه الصغير المهم «رسالة في التسامح»، مجموعة من الضوابط، التي لا يمكن تعديها حتى يصبـح التسامح قيمة إيجابية، ولا ينزلق إلى التساهل أو اللامبالاة أو حتى ما هو دون ذلك بكثير.

ومن هذه الضوابط الترويج لمعتقدات وأصول تهدد بتدمير المجتمع، وإشاعة الإلحاد والفوضى، وتدمير بنية الدولة وتعريض مصالحها الوطنية للخطر، والتعدي على أموال الآخرين وحرماتهم، وإبداء الولاء لحكام أجانب، ما يعني خيانة الوطن، والخيانة ليست وجهة نظر، بل جريمة بشعة، لا يجب التساهل أبداً في عقاب مقترفيها.

وأقر الإسلام في نصه ثقافة التسامح من خلال تأكيده مبادئ الإخاء الإنساني، والاعتراف بالآخر واحترامه، والمساواة بين الناس جميعاً، والعدل في التعامل مع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية واللسانية، وإقرار الحرية المنظمة. وهناك عشرات الآيات القرآنية التي ترسخ هذه المبادئ. أما على مستوى الفلسفة الإسلامية، فربما يكون الكندي من أكثر من أقروا ثقافة التسامح حين دعا إلى منطلقات خمسة هي: ضرورة البحث عن الحقيقة لذاتها، وعدم إحاطة رجل واحد بالحقيقة بل قد لا يحيط بها الجميع، وتعرض الكل للخطأ، كما أن الوصول إلى الحقيقة يتطلب مشاركة الناس جميعاً، وأن التسامح ضرورة من أجل تحصيل التقدم. لكن كثيراً من الممارسات التي قام بها أغلب حكام المسلمين، ومن تحلق حولهم من الولاة والأتباع، افتقرت إلى روح التسامح، وخالفت الكثير مما جاء في النص القرآني الكريم.

وقد اختلف مفهوم التسامح في الماضي عما هو عليه الآن. فمن قبل اكتسى هذا المفهوم بطابع أبوي، ولم يكن ناجماً عن تطبيق مبدأ أو فكرة عظيمة وعميقة إنما مجرد سلوك فاضل، ما يعني أن هناك طرفاً لديه اليد الطولى على طرف آخر، وأنه يتسامح معه من قبيل العطف والشفقة أو فعل الخير. من هنا تبدو فكرة التسامح مرتبطة بالتعالي والازدراء بل والطغيان، إذ إننا حين نقول لشخص إننا نتسامح مع ما يفكر فيه، فهذا معناه أن تفكيره لا قيمة له، لكننا سنغض الطرف عن ذلك من قبيل المجاملة.

أما اليوم فقد تغيرت النظرة إلى المفهوم منذ أن ارتبط بشعار «الحرية والمساواة والإخاء» الذي رفعته الثورة الفرنسية، حيث تخلى عن الطابع الأبوي، وأصبح يقوم على «الحق» الذي لا تفريط فيه، ويرتبط بالمواطنة، التي تعني عدم التمييز بين الناس على خلفيات تتعلق بالدين والمذهب والعرق واللغة والوضع الطبقي، ولا يرتبط بالمزاح الشخصي ويجعل منه أساساً لإقرار التسامح وكفالته.

وفي دورته الثامنة والعشرين التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 اعتمد المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو تعريفاً شاملاً للتسامح يرى فيه ما يأتي:

1 - التسامح هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير، وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال، وحرية الفكر والضمير والمعتقد. وأنه الوئام في سياق الاختلاف، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، إنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً. والتسامح هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام، ما يسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب.

2 - لا يعني التسامح المساواة أو التنازل أو التساهل، بل هو قبل كل شيء اتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته المعترف بها عالمياً. ولا يجوز بأي حال الاحتجاج بالتسامح لتبرير القيام بهذه القيم الأساسية. والتسامح هو ممارسة يجب أن يأخذ بها الأفراد والجماعات والدول.

3 - إن التسامح مسؤولية تشكل عماد حقوق الإنسان والتعددية، بما في ذلك التعددية الثقافية، والديموقراطية وحكم القانون، وهو ينطوي على نبذ الدوغماتية والاستبدادية، ويثبت المعايير التي تنص عليها الصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

4 - لا تتعارض ممارسة التسامح مع احترام حقوق الإنسان، ولذلك فهي لا تعني تقبل الظلم الاجتماعي أو تخلي الفرد عن معتقداته أو التهاون في شأنها، بل تعني أن المرء حر في التمسك بمعتقداته، وأنه يقبل أن يتمسك الآخرون بمعتقداتهم. والتسامح يعني الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم في مظهرهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهم الحق في العيش بسلام، وفي أن يطابق مظهرهم مخبرهم، وهو يعني أيضاً أن آراء الفرد ينبغي ألا تفرض على الغير.

وحتى لا يكون التسامح الذي ينشده الخيّرون من الناس مجرد كلام معسول أو انقلاب مفروض على الاختلاف الواقعي للآراء والمعتقدات، يتعين إحداث طرف ثالث، أو كلام ثالث، يعمل على استقرار التسامح وتوازنه بين الأنانيات الفردية أو الجماعية. وهذا لن يتحقق إلا بعد تعاقد راسخ البنيان بين المجتمع والسلطة، وبين مفردات الجماعة الوطنية نفسها، تتم ترجمته في الدستور والقوانين المكتوبة أو العرفية، وهو ما يبلغ رشده في سياق إطار سياسي ديموقراطي سليم.

وهناك مفاهيم عدة تربطها صلات مختلفة بمفهوم التسامح، وينظر إليها البعض باعتبارها مترادفات له، نظراً لأنها تتشابك معه، بما يؤدي إلى تداخل طرق فهم التسامح، إلى درجة أن الاختلاف حول هذا التسامح يمكن أن يفهم باعتباره صراعاً بين هذه المفاهيم، والتي تشمل التساهل والتعايش والسلام الاجتماعي والمجاراة والاحترام والتقدير والحلم والاعتدال وقبول الآخر. لكنّ أياً من هذه المفاهيم على أهميتها لا تغني عن التسامح، ولا تحل محله، بل تساعد على فهمه، وتشرح بعض جوانبه، لكنها تظل طيلة الوقت أقل وأضعف من أن تنسخه، أو تزيحه تماماً.

لكن التسامح يختلف اختلافاً كبيراً عن التساهل، الذي يعني في معناه ومبناه: كل تنازل عن حق، أو شيء تملكه، ولك فيه مشروعية وشرعية ظاهرة، وكل تهاون مع مخطئ أو عابث أو مفرط أو خائن، لا سيما إن لم يكن مقراً بخطئه وخطيئته، وليست لديه النية في التراجع عما اعتنقه من أفكار وما سلكه من ممارسات.

وينطوي التساهل على جبن وتخاذل عن استرداد الحق أو حفظه، ولذا فهو أحد المداخل الكبرى لاستشراء الفساد، وانتشار الضعف والهوان، وضياع الحقوق، وغياب العدل، وتراخي قدرات الدولة والمجتمع.

إن ترسيخ قيمة «التسامح» بات ضرورة في العالم العربي، الذي يواجه استراتيجيات «الفوضى الخلاقة» وتتعرض بعض بلدانه للتجزئة والتقسيم جراء التعصب المذهبي والعرقي واللغوي، ويواجه الآن أحد رؤسائه حكماً بارتكاب جرائم حرب لأنه لم يتسامح مع بعض شعبه.



التعصُّب ... ذلك السوس الذي ينخر عظام الحضارات
السبت, 20 فبراير 2010

عمار علي حسن *
Related Nodes:
022018b‭.jpg
لا يمكن لعاقلين أن يختلفا على أن التعصب آفة، لأنه يأكل عقل الفرد وروحه، ويشتت جهد الجماعة الوطنية في معارك فرعية، بعضها قد يتسع ويستفحل ليهدد مصير الوطن. لهذا علينا أن نتعلم كيف نتسامح مع الآخرين، وندرك أن هذه فضيلة لا يمكن التفريط فيها، وأنها كعادة كل الفضائل تقع في منزلة بين المنزلتين، أي في منتصف المسافة بين التعصب واللامبالاة.
إن التسامح هو صورة التكيف التي بمقتضاها تميل الجماعات المتعارضة إلى الانسجام المتبادل، وتحاشي الصراع من أجل التوصل إلى حل عملي، في ظل مبدأ عدم التدخل في معتقدات وتصرفات الآخرين التي لا يحبذها المرء، ولا تروق له. ومن ثم فإن عبارة «عِش واترك الآخرين يعيشون» تعتبر مثالاً مبسطاً وجلياً على التسامح. وتوجد درجات متنوعة لمبدأ عدم التدخل، أولها أن يتجاهل المرء الآراء والأفعال التي لا تُناسب طبيعته، وثانيها أن يعبر عن عدم تحبيذه لها، وثالثها أن يحاول دحض الآراء والأفكار التي لا يستسيغها.
والتسامح، الذي كرس الديبلوماسي والكاتب الإيطالي مايكل أنغلو ياكوبوتشي كتابه «أعداء الحوار: أسباب اللاتسامح ومظاهره»، لمدحه وتعظيمه، هو من القيم الأصيلة في ثقافة الديموقراطية، إذ إن الحريات الثلاث المرتبطة بالتفكير والتعبير والتدبير، تنطوي على تسامح مع المعارضة السياسية، أو مع الآخر المختلف معنا في الاتجاهات والتوجهات. ويوصم بالتعصب والاستبداد كل من يحاول أن يحرم المعارضين من التعبير اللفظي والحركي عن أنفسهم، ما دام قولهم وفعلهم لا يخالفان القانون، ولا يشكلان اعتداء على حريات ومصالح الآخرين.
وكتاب ياكوبوتشي هو نتاج خبرته العريضة التي استقاها من أعمال ومناصب متعددة شغلها في مسيرته الطويلة، فهو درس القانون والعلوم السياسية، وعمل في مطلع حياته ضابطاً في سلاح الجو الإيطالي، ثم قنصلاً في ملبورن وممثلاً دائماً لإيطاليا لدى الوكالة الدوية للطاقة الذرية في فيينا، ثم مستشاراً سياسياً لسفارات إيطاليا في دبلن وبكين وواشنطن، وسفيراً لبلاده في الجزائر واليونان والبرازيل، وبعدها متحدثاً رسمياً باسم الرئيس الإيطالي الأسبق ساندرو بريتني، فعضو المجلس التنفيذي لـ «يونيسكو»، ورئيساً للمجلس التنفيذي للاتحاد اللاتيني.
ولو عدنا إلى الوراء قليلاً، نجد أن جون لوك وهو من كبار الفلاسفة المدافعين عن التسامح الديني في وجه تعصب الكنيسة وتجبرها، وضع في كتابه الصغير المهم «رسالة في التسامح»، مجموعة من الضوابط، التي لا يمكن تعديها حتى يصبح التسامح قيمة إيجابية، ولا ينزلق إلى التساهل أو اللامبالاة أو حتى ما هو دون ذلك بكثير. ومن هذه الضوابط رفض الترويج لمعتقدات وأصول تهدد بتدمير المجتمع، وإشاعة الإلحاد والفوضى، وتدمير بنية الدولة وتعريض مصالحها الوطنية للخطر، والتعدي على أموال الآخرين وحرماتهم، وإبداء الولاء لحكام أجانب، ما يعني خيانة الوطن، والخيانة ليست وجهة نظر، بل جريمة بشعة، لا يجب التساهل أبداً في عقاب مقترفيها.
وأقر الإسلام في نصه ثقافة التسامح بتأكيده على مبادئ الإخاء الإنساني، والاعتراف بالآخر واحترامه، والمساواة بين الناس جميعاً، والعدل في التعامل مع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية واللسانية، وإقرار الحرية المنظمة. وهناك عشرات الآيات القرآنية التي ترسخ هذه المبادئ. أما على مستوى الفلسفة الإسلامية، فربما يكون الكِندي من أكثر من أقروا ثقافة التسامح حين دعا إلى خمسة منطلقات هي: ضرورة البحث عن الحقيقة لذاتها، وعدم إحاطة رجل واحد بالحقيقة بل قد لا يحيط بها الجميع، وتعرض الكل للخطأ، كما أن الوصول إلى الحقيقة يتطلب مشاركة الناس جميعاً، وأن التسامح ضرورة من أجل تحصيل التقدم. لكن كثيراً من الممارسات التي قام بها أغلب حكام المسلمين، ومن تحلق حولهم من الولاة والأتباع، افتقدت إلى روح التسامح، وخالفت الكثير مما جاء في النص القرآني الكريم.
واختلف مفهوم التسامح في الماضي عما هو عليه الآن. فمن قبل اكتسى هذا المفهوم بطابع أبوي، ولم يكن ناجماً عن تطبيق مبدأ أو فكرة عظيمة وعميقة إنما مجرد سلوك فاضل، ما يعني أن هناك طرفاً لديه اليد الطولى على طرف آخر، وأنه يتسامح معه من قبيل العطف والشفقة أو فعل الخير. من هنا تبدو فكرة التسامح مرتبطة بالتعالي والازدراء بل والطغيان، إذ إننا حين نقول لشخص إننا نتسامح مع ما يفكر فيه، فهذا معناه أن تفكيره لا قيمة له، لكننا سنغض الطرف عن ذلك من قبيل المجاملة. أما اليوم فتغيرت النظرة إلى المفهوم منذ أن ارتبط بشعار «الحرية والمساواة والإخاء» الذي رفعته الثورة الفرنسية، حيث تخلى عن الطابع الأبوي، وأصبح يقوم على «الحق» الذي لا تفريط فيه، ويرتبط بالمواطنة، التي تعني عدم التمييز بين الناس على خلفيات تتعلق بالدين والمذهب والعرق واللغة والوضع الطبقي، ولا يرتبط بالمزاج الشخصي ويجعل منه أساساً لإقرار التسامح وكفالته.
وفي دورته الثامنة والعشرين التي استضافتها باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1995 اعتمد المؤتمر العام لمنظمة الـ «يونيسكو» تعريفاً شاملاً للتسامح يرى فيه ما يلي:
1 - التسامح هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير، وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال، وحرية الفكر والضمير والمعتقد. وإنه الوئام في سياق الاختلاف، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، إنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً. والتسامح هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام، يسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب.
2 - لا يعني التسامح المساواة أو التنازل أو التساهل، بل هو قبل كل شيء اتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته المعترف بها عالمياً. ولا يجوز بأي حال الاحتجاج بالتسامح لتبرير القيام بهذه القيم الأساسية. والتسامح هو ممارسة يجب أن يأخذ بها الأفراد والجماعات والدول.
3 - إن التسامح مسؤولية تُشكل عماد حقوق الإنسان والتعددية، بما في ذلك التعددية الثقافية، والديموقراطية وحكم القانون، وهو ينطوي على نبذ الدوغماتية والاستبدادية، ويثبت المعايير التي تنص عليها الصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
4 - لا تتعارض ممارسة التسامح مع احترام حقوق الإنسان، ولذلك فهي لا تعني تقبل الظلم الاجتماعي أو تخلي الفرد عن معتقداته أو التهاون بشأنها، بل تعني أن المرء حرّ في التمسك بمعتقداته، وأنه يقبل أن يتمسك الآخرون بمعتقداتهم. والتسامح يعني الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم وفي مظهرهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهم الحق في العيش بسلام، وفي أن يطابق مظهرهم مخبرهم، وهو يعني أيضاً أن آراء الفرد لا ينبغي أن تفرض على الغير.
وعلى رغم الإيجابية التي ينطوي عليها مصطلح «التسامح» فإن الناقد الإيطالي أمبرتو إيكو له فيه رأي سلبي لافت حيث يقول في معرض تقديمه لكتاب ياكوبوتشي: «هو مصطلح مبهم، وهو بإيحاز، مصطلح لا متسامح، حيث إنه يفترض بالفعل، وفقاً لرافضيه، بأنه يمكن لنا الاعتقاد بأن شخصاً ما غير مقبول بشكل أساسي، أو أنه أدنى منا مرتبة، ولذا فمن الأفضل تحاشيه، بيد أننا نتسامح معه من باب الأدب، أو إيثاراً لمبدأ السلامة». لكن إيكو يمقت العنصرية البدائية أو «اللاتسامح الحيواني» الذي يُعزى إلى أسباب بيولوجية، ويراه الأخطر بين ألوان التعصب قاطبة. إذ يمكن مواجهة «العنصرية العلمية» بإبداء الحجج العقلية المقنعة.
ويعود جانب كبير من اللاتسامح في رأي ياكوبوتشي إلى غريزة العنف لدى الإنسان، التي بدأت معه منذ بدء الخليقة، وهو عنف ذو طابع فلسفي وأخلاقي يتصل بالطبيعة البشرية، وبقدر الإنسان على الأرض، لكنه من الناحية العملية يأتي في صيغة مأزق سياسي في الغالب الأعم، وهو يتوزع على أربعة اتجاهات، تتعلق باللاتسامح الديني، المرتبط باليقين المطلق في تصور حقيقة تأتي من الله تعالى، واللاتسامح الثقافي وهو اليقين المطلق لحقيقة واحدة تنحدر من الآباء، واللاتسامح السياسي وهو اليقين المطلق لحقيقة واحدة تأتي من عند الرئيس، وأخيراً اللاتسامح الأيديولوجي وهو اليقين المطلق أيضاً لكن لحقيقة تأتي من العقل.
وينطلق ياكوبوتشي من هذا ليتتبع استمرار قيم اللاتسامح وأعراضه في الأديان والمذاهب والفلسفات والممارسات البشرية، في مشارق الأرض ومغاربها. وهو بحث عريض ومطول وعميق يصفه هو قائلاً: «بحثي هذا لا يسعى وراء عرض صنائع السوء، والنفس السوداء لهذا الدين أو ذاك، أو لأيديولوجية أو لأخرى، أو لعرق أو لآخر، أو لحركة سياسية أو لأخرى، بل إنه يسعى للتأكيد على أننا كلما مددنا أعيننا في الزمان والمكان، أدركنا أنه لا يوجد بشر أو شعوب، فقط من حيث الجوهر، أخيار أو أشرار، وأنه لا توجد عقائد أو أيديولوجيات حسنة تماماً أو سيئة تماماً، بل يوجد فقط أناس على قناعة راسخة بأن بعض الأفكار تمثل الخير المطلق، والأفكار المعارضة تمثل الشر...».
ويعود اللاتسامح الذي تنتجه الممارسات الدينية المجافية لمقاصد الأديان وغاياتها، في نظر ياكوبوتشي إلى ثلاثة أسباب رئيسة، أولها: تسييس الدين، وهو بدأ في اتحاد مهام الحاكم والكاهن في شخص واحد أو التحالف بينهما، الذي استمر قروناً عانت فيها شعوب الغرب من تبادل المنافع بين السلطتين الكنسية والزمنية، وتسخير مختلف السلطات للدين بتحويله إلى أيديولوجيا واستغلاله في كسب الشرعية، والتلاعب بالجماهير، ورفع الغطاء عن المعارضين باتهامهم بالرفض أو الهرطقة أو الردة. وثانيها: هو قيام بعض رجال الدين في المسيحية واليهودية، بالحيلولة دون العلاقة المباشرة بين الإنسان وربه، عبر الكهنوت. وقيام بعض علماء الدين ورموزه في الإسلام بمحاولة لعب الدور نفسه. أما السبب الثالث، فهو قيام أتباع كل دين برفض «الأغيار» أو أتباع الديانات الأخرى، فاليهودية رفضت المسيحية، والأخيرة ترفض الإسلام، والأخير لا يرفض الاثنين لكنه يعتمد مساراً معيناً لهما، انطوى عليها القرآن الكريم، الذي يقول: «لا نفرق بين أحد من رسله».
كما أن أتباع الديانات السماوية الثلاث يرفضون الأديان والمذاهب الوضعية، ويطلقون على أتباعها اسم «الوثنيين». وقد بلغ هذا الرفض ذروته في مصر القديمة، حيث تم هدم معابد المعرفة الكلاسيكية، وتحويلها عنوة إلى كنائس، علاوة على قتل العلماء والفلاسفة، وفي مقدمتهم هياباتيا. وهنا يقول ياكوبوتشي: «بداية من عام 609 م، ومع تكريس البانثيون في روما أثناء بابوية بونيفاتشو الرابع بدأ افتتاح كنائس عديدة فوق المعابد، كنيسة تلو أخرى». ثم يسرد موجات أخرى من التعصب باسم المسيحية، مثل الصراع بين المسيحيين أنفسهم حول الثوابت العقدية، وموضوعات الهرطقة الكبرى، ثم حرب الفرنجة التي رفعت شعار «الصليب»، وبعدها محاكم التفتيش في القرون الوسطى، والتي تعد أكثر النقاط سواداً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وتلاها مطاردة الساحرات، ثم ظهور البروتسانتية التي أدت إلى أن تصير أوروبا مسرحاً لحرب دينية طويلة، أظهر فيها الطرفان أدلة متساوية على البشاعة والغلظة، لم تنته الفصل الأكثر دموية فيها إلا مع صلح وستقاليا عام 1648 الذي أنشأ مجتمعاً دولياً جديداً يقوم على أساس الدولة القومية.
لكن قيام الدولة القومية وانتشار التحديث والحداثة لم يقضيا على الأصولية المسيحية، التي ولدت في الولايات المتحدة، وظلت تترعرع فيها حتى أوصلت أحد رجالها وهو جورج بوش إلى سدة السلطة، والذي سعى إلى تنفيذ أكثر أطروحات الإنجليين تعصباً، باحتلال العراق وأفغانستان، لتعبيد الطريق أمام الحرب الأخيرة التي تشهد عودة المسيح، كما يعتقد هؤلاء. وجاءت الأصولية الإسلامية لتجنح بعيداً عن تعاليم الإسلام التي تحض على الرحمة، وتؤمن بحرية الاعتقاد، وتمنع الواسطة بين الإنسان وخالقه. وأخذت هذه الأصولية، لاسيما في شقها السياسي، تنتج خطاباً معادياً للآخر، سواء من بين المسلمين الآخرين، الذين يشكلون التيار العريض والعام من بين شعوب العالم الإسلامي، أو أتباع الجماعات والتنظيمات الإسلامية الأخرى، دعوية كانت أم مسيسة، أو أتباع الديانات الأخرى.
أما التعصب المبني على الثقافة، فيتعلق بالإجابة على تساؤلات محورية من قبيل: كيف يمكن قتل شخص ما لمجرد أنه مختلف عنا؟ وما هو الشيء الذي يعطي كلمة ثقافة القوة نفسها التي يتصف بها التعصب الديني؟ ويدور حول اتجاهين رئيسيين أولها يطرحه عالم الأنثربولوجيا جيمس لوفلوك ويرى أن الإنسان سفاحاً بطبعه، وأن غريزة الصراع ولدت معه وتظل مدفونة في جيناته الوراثية. وثانيها يبديه جان جاك روسو الذي ينظر إلى الإنسان بوصفه «المفترس الطيب» الذي صار عنيفاً بالتدريج بسبب تأثير المجتمع.
وينحصر اللاتسامح الثقافي في متقابلات ومفاهيم وتصوات من قبيل الأنا والآخر، والرغبات المتعاظمة في إثبات الذات، والدفاع الأعمى عن الهوية، والتمركز حول الجماعة، والتخوف من الأيديولوجيات المضادة، مثل الهواجس المتبادلة التي كانت بين الشيوعية والرأسمالية، والتي طالما صبت مزيداً من الزيت على نيران صراعات عديدة في العالم، ثم فكرة صدام الحضارات التي صاغها صمويل هنتنجتون ليبرر بها سياسات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية.
وهناك أيضاً فكرة «خلق العدو» أو تفصيله على المقاس، المتوارثة منذ قديم الزمان. فالإغريق الأقدمون تحدثوا عن التهديد الفارسي، والرومان تكلموا عن خطر أهل قرطاجنة، وتناول الأوروبيون في زمن نهضتهم أحاديث مسهبة عن العدو التركي، ثم شهدنا الخطر الأصفر، ومن بعده الأحمر، وأخيراً «الخطر الإسلامي»، الذي لم يقتصر على تبشيع تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات السياسية المتطرفة ذات الإسناد الإسلامي، بل امتد إلى غيرهم من المسلمين.
ويأتي اللاتسامح العرقي ليريق دماء غزيرة في تاريخ الإنسانية، بدءاً بما جرى للهنود الحمر لدى اكتشاف أميركا في 1492 على أيدي الإنكليز والفرنسيين والأسبان والبرتغاليين، وانتهاء بما وقع للمسلمين في البوسنة والهرسك على أيدي الصرب، مروراً بالصراعات العديدة في القارة الأفريقية مثل ما جرى لليهود على يد النازي، وما وقع بين الهوتو والتوتسي في رواندا وبورندي، وما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين.
وإذا أمعنا النظر في الجانب الثالث المتعلق باللاتسامح المستمد من اليقين العقلي، فنجد أنه على الرغم من أن العقل يبدو للوهلة الأولى مناصراً للحوار ومرادفاً للحكمة والاعتدال والانفتاح ومؤمناً بالشك الذي هو توأم التسامح، فإنه لا يخلو من إنتاج التعصب. ويظهر هذا في لا تسامح الأنظمة الشمولية المستمدة من الإيديولوجيات مع ادعاء العقلية أو حتى العلمية، ولا تسامح العنصرية التي تتوهم أن لون البشرة أو شكل الجمجمة هو سر التميز أو الانحطاط، وتسعى إلى البرهنة على ذلك بقياسات علمية مزعومة، ترمي بها إلى التحايل على مبدأ المساواة، والاستمرار في عمليات التمييز والقهر. وفي ظل هذا يقوم بعض الأيديولوجيين والسياسيين بالضغط على علماء لتوفير معطيات حسب الطلب تخدم الرؤى والمسالك التمييزية، وقد يحدث العكس حين يشعر الأيديولوجيون والسياسيون بالرعب من تبعات الاضطهاد العنصري، ويلجؤون إلى العلماء ليوفروا أدلة على المساواة بين البشر.
أما اللاتسامح السياسي فتنتجه الأنظمة المستبدة والشمولية، التي يميز بعضها بين المواطنين على أساس النوع أو العرق أو الدين أو اللغة أو الجهة أو اللون، ويقوم بعضها بممارسة أقصى وأقسى درجات التعصب ضد قطاعات من الجماهير باستبعادها وتهميشها. ولا يبدو أن هناك من سبيل لإنهاء اللاتسامح السياسي سوى التعمق في الديموقراطية، على مستوى المفاهيم والتطبيقات، لأن الديموقراطية، مثل التسامح، هي وسيلة وحل وسط لتحقيق أقصى خير ممكن لأكبر عدد ممكن من الناس، من زاوية احترامها للمختلفين في الرأي والموقف.
وما ورد في الكتاب يجعلنا نقول بصراحة ووضوح جليين إن ترسيخ قيمة «التسامح» باتت ضرورة في العالم العربي، الذي يواجه استراتيجيات «الفوضى الخلاقة» وتتعرض بعض بلدانه للتجزئة والتقسيم جراء التعصب المذهبي والعرقي واللغوي، ويستشري العنف الاجتماعي في بعض أقطاره حتى صار مرضاً مزمناً. كما أنه ضروري لنزع الأوهام والحمولات الزائفة والافتراءات التي لصقتها قوى معينة في الغرب بالإسلام، إما لوقف تمدده في القارة الأوروبية، أو لتبرير الموجة الجديدة من الاستعمار. لكن في المقابل فإن العرب بحجة ماسة إلى التخلص من أي مسرب ولو ضيق يودي بهم إلى الوقوع في «التساهل»، الذي طالما أضاع حقوقهم ابتداء من «سايكس بيكو» وحتى «أوسلو»، ولا يبدو في الأفق طريق لاستردادها إلا بالإيمان القاطع والجازم بأن التفريط بدعوى «التسامح» و «قبول الآخر» فكراً وجسداً وقوة، رذيلة يجب أن تدفن إلى الأبد، وأن «التطبيع» مع العدو الصهيوني هو أقصى درجات هذا التفريط.


 الموضوع : التسامح فى الإسلام  المصدر : منتديات اضواء الاسلام  الكاتب:  atefbbs

 توقيع العضو/ه :atefbbs

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مهـ مع القرآن ـاجر

التسامح فى الإسلام Stars10
مهـ مع القرآن ـاجر


رقم العضوية :
1

مدينتى :
الجيزة

الدولة :
مصر

الجنس :
ذكر
عدد المشاركات :
21848

تقيم نشاط المنتدى :
100136746

نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى :
84

تاريخ التسجيل :
24/10/2009

المزاج :
التسامح فى الإسلام 3810


التسامح فى الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسامح فى الإسلام   التسامح فى الإسلام I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 29, 2010 8:04 pm 

السلام عليكم ورحمه الله
جزاك الله كل خير
ورزقك الجنة
و
وجعله الله فى حسانتك
 الموضوع : التسامح فى الإسلام  المصدر : منتديات اضواء الاسلام  الكاتب:  مهـ مع القرآن ـاجر

 توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

Cubo

مراقب سابق


مراقب سابق
Cubo


مدينتى :
الأسكندرية

الدولة :
مصر

الجنس :
ذكر
عدد المشاركات :
2035

تقيم نشاط المنتدى :
8422

نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى :
30

تاريخ التسجيل :
24/09/2010

المزاج :
رايق

التسامح فى الإسلام XhL70807
التسامح فى الإسلام Mr210


التسامح فى الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسامح فى الإسلام   التسامح فى الإسلام I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 2:34 pm 

جزاك الله خيرآآ ,,
تــحــيــاتـــى
 الموضوع : التسامح فى الإسلام  المصدر : منتديات اضواء الاسلام  الكاتب:  Cubo

 توقيع العضو/ه :Cubo

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

التسامح فى الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اضواء الاسلام Forums lights Islam :: منتديات التربية والاسرة والصحة :: قسم المرأة المسلمة-