استلقت على ظهرها كعادتها فى مواجهة السماء كانت مالايراه أحد غيرها انها أرجوحة كبيرة رائعة الجمال معلقة فى السماء معلقة من أجلها فقط تأرجحت عليها كثيرا ،هناك الكثير من الناس الذين أقصتهم من جانبها على الأرجوحة الى الأرض وأخرون قربتهم اليها ورفعتهم من الأرض الى جانبها 0 واثناء لعبة التقريب والأقصاء كانت هى تتأرجح فى صفحة السماء0
كانت تراقب نفسها من أعلى تغضب من أفعالها تنصحها تعاقبها وأحيانا تنهرها حتى يبلغ السخط ذروته فتقصيها من جانبها على الأرجوحة لتتأرجح بين عوالم فى أخطائها بين السماء والأرض أما هى بالأعلى فانها مشغولة بالتأرجح بين عوالم أفكارها المضطربة 0 تسألت كثيرا عن كل شىء عن سبب وجودنا عن المثالية وكيف تكون عن أين الصواب وأين الخطأ عن الله والناس والدين والعدل وكل شىء وعندما يأست من وجود اجابات نظمت تساؤلاتها فى براويز وعلقتها على جدران حياتها 0 أرادت أن تحتفظ بكل شىء فى حياتها بكل لحظات ألمها بكل فرحها بكا الخيانات والتحولات والذكريات القديمة اليائسة فرتبت لكل شىء مكانه الخاص بجانبها على الأرجوحة 0 كبرت تلك الطفلة الأن ولم تعد تنظر الى السماء لم تعد تسمح لها أن تتكلم ولاتسمح لنفسها أن تسمعها0 هى الأن بعامها الأخير فى الجامعة فقررت أن تتحرر من هذا القيد الذى يقيدها ويجعلها مجنونة وغريبة الأطوار جلست بجانبه على الشاطىء وقالت له أتعرف ياأسعد انه سرى الصغير الذى لم يعرفه أحد فقال لها ماهو؟قالت له "الأرجوحة فى السماء" ولأول مرة منذ سنوات عدة ترفع رأسها تنظر اليها تواجهها وجها لوجه وتتمنى أن تحادثها ولكنها تجاهلتها تماما وانغمست فى عملها الأبدى وراحت ترتب الذكريات كل فى مكانه نظر معها الى أعلى وسبح فى تخيلات عن الأرجوحة ثم استطردت قائلة هاأنا هناك طفلة صغيرة ترتب ذكرياتها وأحبائها بجانبها على الأرجوحة وهاأناهناك مراهقة وهى تركض خلفى لتثنينى عما أفعله وهاأنا الان أركض خلفها لترشدنى الى ماأفعل ولكنها لاتريد لاتنظر الى ولاتحادثنى0 صمتت ولم يتكلم وبعد برهة نظر فلم يجدها اختفت أووكأنها كانت حلم ، أما هى فكانت على الجانب الأخر من البحر تنظر لأمواجه المتلاطمه وتحاول أن تمد بصرها أكثر حتى تراه نظرت الى أعلى فوجدتها كما هى منذ سنين تعمل وتعمل ولاتمل من العمل توقفت فجأة والتفتت اليها نظرت اليها بألم واستخفاف كانت عينيها باردتين وعميقتين كعمق هذه السنين نادتها فلم ترد توسلت اليها أن تكلمها فحولت بصرها عنها صرخت فيها "أنت أيتها الصامته تكلمى لما تتهربين منى الأن أنا أحتاجك أجيبينى أم انك تتهربينمنى الأن لأنك عاجزة مثلى عن معرفة وفهم الأشياء انت مثلى غبية ومخطئة ولاتعرفين مايجب على فعله فلا تلوميننى على الخطأ أنت لست مثاليه كما تظهرين0" كل هذا وهى منهمكه فى عملها لاتلتفت اليها فصرخت فيها أكثر "أنا أكرهك أكرهك أنت لاشىء أنت عدم أنا أكرهك" ثم تناولت حجرة وألقتها فيها فأصابت الحجرة احدى الذكريات وأسقطتها فتركت من بالأعلى مافى يدها من دهشتها وتوقف الزمن على كلتا الأثنتين فأستدارت من بالأعلى ونظرت اليها بعينين باكيتين وخائفتين وبهما حزن عميق كحزن تلك السماء على هذه الأرض ، تسمرت من بالأسفل مكانها تحاول استيعاب الموقف ثم بدأت من بالأعلى بالقاء كل خطاياها وأحزانها وذكرياتها المؤلمه لها واحدة تلو الأخرى وهى تبكى وتصرخ فيها قائلة "خذى هذه أشياؤك فلن أحمل عنك خطاياك بعد الأن فلتتعزبى بها للأبد أيتها الحمقاء" ثم جلست لتتأرجح بقوة وعنف والأخرى تنهال عليها أخطائها صفعات مؤلمه واحدة تلو الأخرى وأزىز الأرجوحة يصم أذنيها 0 مرت سنوات ومازال "أسعد" يبحث عنها وعندما مل من البحث عنها على الأرض راح يبحث عنها فى السماء أما هى فكانت تهرب من نظراتها الى الأرض ومن الأرض الى نظراتها كانت نظراتها حارقه كالنيران وأخطائها مازالت تنهال عليها ، وعندماأنهكتها أخطائها وأتعبها الهروب منها واليها وعندما ملت الأرض والناس والأحداث عادت الى الشاطىء وذكرى أسعد 0 نظرت اليها بعينين نادمتين ومتعبتين ثم قالت لها بصوت متهدج تقطعه الدموع الأسفه على ماحدث "أنا أسفه ولاأعرف ماذا يجب على أن أفعل لأصالحكى صدقينى لم اقصد أن أجرحك فقط كنت عاجزة عن أن أفعل عن ألا أفعل أرجوك سامحينى فأنا أعرف أنك أردت دائما مصلحتى وأنا تجاهلتك أنا الأن أعرف قيمتك وكم أنت رائعه وطيبه أنا أسفه أرجوك سامحينى" مر أسعد على الشاطىء ووجدها هناك جالسه فذهب اليها مسرعا وعندما اقترب منها سمع أزيز أرجوحة قوى وعنيف أما هى فى الأعلى فقد ظلت تنظر اليها بعطف وشفقة وعندما جاء اسعد عادت ثانية لعملها الأبدى فحمل أسعد صديقته ونظر الى السماء فوجدها منهمكه فى ترتيب ذكرياتها من جديد وأزيز الأرجوحة لايتوقف عن الطنين 2010/7/12
"تك...تك...تك...تك..." 0
الموضوع : ارجوحه في السماء المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: قناص حضرموت توقيع العضو/ه :قناص حضرموت |
|