طائر الحرية
تقيم نشاط المنتدى : 10368
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 41
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| موضوع: باب الإصلاح بين الناس الجمعة يوليو 02, 2010 6:05 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ,,
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أقدم لكم موضوع بعنوان .. / باب الإصلاح بين الناس من كتاب رياض الصالحين ..
,,
قال الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس)[النساء :114] ، وقال تعالى : ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ )[النساء: 128] ، وقال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)[الأنفال: الآية1] ، وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [الحجرات: 10]
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: باب الإصلاح بين الناس . الإصلاح بين الناس : هو أن يكون بين شخصين معاداة وبغضاء ، فيأتي رجل موفق فيصلح بينهما ، ويزيل ما بينهما من العداوة والبغضاء ، وكلما كان الرجلان أقرب صلة بعضهما من بعض ؛ فإن الصلح بينهما أوكد ، يعني أن الصلح بين الأب وابنه أفضل من الصلح بين الرجل وصاحبه ، والصلح بين الأخ وأخيه أفضل من الصلح بين العم وابن أخيه ، وهكذا كلما كانت القطيعة أعظم ؛ كان الصلح بين المتابغضين وبين المتقاطعين أكمل وأفضل وأوكد . واعلم أن الصلح بين الناس من أفضل الأعمال الصالحة ، قال الله عزَّ وجلَّ (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) أي إلا نجوى من أمر بصدقة . والنجوى : الكلام الخفي بين الرجل وصاحبه ، فأكثر المناجاة بين الناس لا خير فيها إلا من أمر بصدقة أو معروف . والمعروف : كل ما أمر به الشرع ، يعني : أمر بخير . أو إصلاح بين الناس : بين الرجل وصاحبه مفسدة ، فيأتي شخص موفّق فيصلح بينهما ، ويزيل ما بين الرجل وصاحبه من العداوة والبغضاء . ثم قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 114] ، فبين سبحانه في هذه الآية أن الخير حاصل فيمن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، فهذا خير حاصل لا شك فيه ، أما الثواب فقال : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) . فأنت يا أخي المسلم إذا رأيت بين شخصين عداوة وبغضاء وكراهة ، فاحرص على أن تسعى بينهما بالصلح حتى لو خسرت شيئاً من مالك فإنه مخلوف عليك . ثم اعلم أن الصلح يجوز فيه التورية أي أن تقول لشخص : إن فلاناً لم يتكلم فيك بشيء ، إن فلاناً يحب أهل الخير وما أشبه ذلك ، أو تقول : فلان يحبك إن كنت من أهل الخير ، وتضمر في نفسك جملة (( إن كنت من أهل الخير )) لأجل أن تخرج من الكذب . وقال الله عز وجل : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ )[النساء: 128] ، هذه جملة عامة (( الصلح خير )) في جميع الأمور . ثم قال تعالى :( وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ ) [النساء: 128] ، إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له عند الإصلاح أن يتنازل عما في نفسه ، وأن لا يتبع نفسه ؛ لأنه إذا اتبع نفسه فإن النفس شحيحة ، ربما يريد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملاً ، وإذا أراد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملاً ؛ فإن الصلح يتعذر ؛ لأنك إذا أردت أن تأخذ بحقك كاملاً وأراد صاحبك أن يأخذ بحقه كاملاً ؛ لم يكن إصلاحاً . لكن إذا تنازل كل واحد منكما عما يريد وغلب شحّ نفسه ؛ فإنه يحصل الخير ويحصل الصلح ، وهذا هو الفائدة من قوله تعالى : ( وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ) بعد قوله : ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) ، وقال تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) [الحجرات: 9] ، فأمر الله عز وجل بالإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين . والحاصل أن الإصلاح كله خير ، فعليك يا أخي المسلم إذا رأيت شخصين متنازعين متباغضين متعاديين ؛ أن تصلح بينهما ؛ لتنال الخير الكثير ، وابتغ في ذلك وجه الله وإصلاح عباد الله حتى يحصل لك الخير الكثير كما قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 114] . أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين .
1/248 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها ، أو ترفع له عليها متاعه صدقه ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )) متفق عليه ( 18 ) . ومعنى (( تعدل بينهما )): تصلح بينهما بالعدلِ .
سبق لنا ما ذكره المؤلف من الآية الكريمة الدالة على فضيلة الإصلاح بين الناس ، ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يصبح على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس )) ، والسُلامى هي العظام والمفاصل ؛ يعني كل يوم تطلع الشمس ؛ فعلى كل مفصل من مفاصلك صدقة . قال العلماء من أهل الفقه والحديث : وعدد السلامى في كل إنسان ثلاثمائة وستون عضواً أو مفصلاً ، فعلى كل واحد من الناس أن يتصدق كل يوم تطلع فيه الشمس بثلاثمائة وستين صدقة ، ولكن الصدقة لا تختص بالمال ؛ بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام ؛ لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل . ثم بيّن صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة فقال : (( تعدل بين اثنين صدقة )) يعني رجلان يتخاصمان إليك فتعدل بينهما ؛ تحكم بينهما بالعدل ، وكل ما وافق الشرع فهو عدل ، وكل ما خالف الشرع فهو ظلم وجور . وعلى هذا فنقول : هذه القوانين التي يحكم بها بعض الناس وهي مخالفة لشريعة الله ليست عدلاً ؛ بل هي جور وظلم وباطل ، ومن حكم بها معتقداً أنها مثل حكم الله أو أحسن منه ؛ فإنه كافر مرتد عن دين الله ؛ لأنه كذب قول الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50] ، يعني لا أحد أحسن من الله حكماً ، لكن لا يفهم هذا إلا من يوقن ، أما الذي أعمى الله بصيرته ، فإنه لا يدري بل قد يزين له سوء عمله فيراه حسناً والعياذ بالله . ومن العدل بين اثنين : العدل بينهما بالصلح ، لأن الحاكم بين الاثنين سواء أكان منصوباً من قبل ولي الآمر، أو غير منصوب قد لا يتبين له وجه الصواب مع أحد الطرفين ، فإذا لم يتبين له، فلا سبيل له إلا الإصلاح ، فيصلح بينهما بقدر ما يستطيع . وقد سبق لنا أنه لا صلح مع المشاحة ، يعني أن الإنسان إذا أراد أن يعامل أخاه بالمشاحة ، فإنه لا يمكن الصلح ، كما قال تعالى:( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ )[النساء:128] يشير إلى أن الصلح ينبغي للإنسان أن يبعد فيه عن الشحّ ، وأن لا يطالب بكامل حقه ؛ لأنه إن طالب بكامل حقه ، طالب الآخر بكامل حقه ولم يحصل بينهما صلح ؛ بل لابد أن يتنازل كل واحد منهم عن بعض حقه . فإذا لم يكن الحكم بين الناس بالحق ، بل اشتبه على الإنسان إما من حيث الدليل ، أو من حيث حال المتخاصمين ، فليس هناك إلا السعي بينهما بالصلح . قال عليه الصلاة والسلام : (( تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعاً صدقة )) . هذا أيضاً من الصدقات ؛ أن تعين الرجل في دابته فتحمله عليها إذا كان لا يستطيع أن لا يركبها بنفسه ، أو تحمل له عليها متاعه ، تساعده على حمل المتاع على الدابة فهذا صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ؛ يعني إذا رأيت ما يؤلم المشاة فأمطته أي : أزلته فهذه صدقة ، سواء كان حجراً ، أم زجاجاً ، أم قشر بطيخ ، أم ثياباً يلتوي بعضها على بعض ، أو ما أشبه ذلك . والحاصل أن كل ما يؤذي أَزِلْه عن الطريق ، فإنك بذلك تكون متصدقاً ، وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة ؛ فإن إلقاء الأذى في الطريق سيئة . ومن ذلك من يلقون قمامتهم في وسط الشارع ، أو يتركون المياه تجري في الأسواق فتؤذي الناس ، مع أن في ترك المياه مفسدة أخرى ، وهي استنفاد الماء ؛ لأن الماء مخزون في الأرض ، قال الله تعالى : ( فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)[الحجر: 22] ، والمخزون ينفد . ولهذا نرى أن الذي يترك المياه ويسرف في صرفها ولا يبالي في ضياعها مسيء إلى كل الأمة ؛ لأن الماء مشترك ، فإذا أسأت في تصريفه وأنفقته ولم تبال به كنت مسرفاً ، والله لا يحب المسرفين ، وكنت مسيئاً لتهديد الأمة قي نقص مائها أو زواله ، وهذا ضرر عام . والحاصل أن الذين يلقون في الأسواق ومسار الناس ما يؤذيهم هم مسيئون، والذين يزيلون ذلك هم متصدقون. (( وتميط الأذى عن الطريق صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة )) ، وهذه ـ ولله الحمد ـ من أعم ما يكون . الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين : طيبة بذاتها ، طيبة بغاياتها . أما الطيبة بذاتها فالذكر : لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الحمد لله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، وأفضل الذكر قراءة القرآن . وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة كالتحدث مع الناس ، إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم ، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيباً بذاته لكنه طيب في غاياته ، في إدخال السرور على إخوانك ، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل ، فالكلمة الطيبة صدقة وهذا من أعم ما يكون . ثم قال (( وفي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة)) . كل خطوة : خطوة ـ بالفتح ـ يعني خطوة واحد تخطوها إلى الصلاة ففيها صدقة . عد الخطى من بيتك إلى المسجد تجدها كثيرة ومع ذلك كل خطوة فهي صدقة لك ، إذا خرجت من بيتك مسبغاً الوضوء ، لا يخرجك من بيتك إلى المسجد إلا الصلاة ، فإن كل خطوة صدقة ، وكل خطوة تخطوها يرفع الله لك بها درجة ، ويحط عنك بها خطيئة . وهذا فضل عظيم . أسبغ الوضوء في بيتك ، واخرج إلى المسجد ، لا يخرجك إلا الصلاة ، وأبشر بثلاث فوائد : الأولى : صدقة ، والثانية : رفع درجة ، والثالثة : حطّ خطيئة . كل هذا من نعم الله عز وجل ، والله الموفق .
2/249 ـ وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً ، أو يقول خيراً )) (19) متفق عليه. وفي رواية مسلم زيادة ، قالت (( ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث : تعني : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها )) .
هذا الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً )) فالإنسان إذا قصد الإصلاح بين الناس وقال للشخص : إن فلاناً يثني عليك ويمدحك ويدعو لك وما أشبه ذلك من الكلمات ، فإن ذلك لا بأس به. وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، هل المراد أن يكذب الإنسان كذباً صريحاً ، أو أن المراد أن يوري ، بمعنى أن يظهر للمخاطب غير الواقع ، لكنه له وجه صحيح ، كأن يعني بقوله مثلاً : فلان يثني عليك أي : على جنسك وأمثالك من المسلمين ، فإن كل إنسان يثني على المسلمين من غير تخصيص . أو يريد بقوله : إنه يدعو لك ؛ أنه من عباد الله ، والإنسان يدعو لكل عبد صالح في كل صلاة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنكم إذا قلتم ذلك )) ـ يعني قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ـ (( فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ))( 20) . وقال بعضهم : إن التورية تعد كذباً ؛ لأنها خلاف الواقع ، وإن كان المتكلم قد نوى بها معنى صحيحاً ، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعتذر عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات في ذات الله ))( 21 ) وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام ، لكنه ورّى . وعلى كل حال فالإنسان المصلح ينبغي له أن يتحرز من الكذب، وإذا كان ولابد فليتأول؛ ليكون بذلك مورياً ، والإنسان إذا كان مورياً فلا إثم عليه فيما بينه وبين الله ، والتورية جائزة عند المصلحة . أما اللفظ الثاني ففيه زيادة عن الإصلاح بين الناس ، وهو الكذب في الحرب . والكذب في الحرب هو أيضاً نوع من التورية مثل أن يقول للعدو : إن ورائي جنوداً عظيمة وما أشبه ذلك من الأشياء التي يرهب بها الأعداء . وتنقسم التورية في الحرب إلى قسمين : قسم في اللفظ ، وقسم في الفعل . مثل ما فعل القعقاع بن عمرو رضي الله عنه في إحدى الغزوات ؛ فإنه أراد أن يرهب العدو فصار يأتي بالجيش في الصباح ، ثم يغادر المكان ، ثم يأتي به في صباح يوم آخر وكأنه مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين ، فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين ، فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد فيرهب ويخاف ، وهذا جائز للمصلحة . أما المسألة الثالثة فهي أن يحدث الرجل زوجته وتحدث المرأة زوجها ، وهذا أيضاً من باب التورية ، مثل أن يقول لها : إنك من أحب الناس إليّ ، وإني أرغب في مثلك ، وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما . ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يكثر الإنسان من هذا الأمر ؛ لأن المرأة إذا عثرت على شيء يخالف ما حدثها به ، فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثر مما كان يتوقع ، وكذلك المرأة مع الرجل .
3/250 ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما ، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول : والله لا أفعل ، فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( أين المتألي على الله لا يفعل المعروف ؟ )) فقال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب )، متفق عليه( 22 ) . معنى (( يستوضعه )): يسأله أن يضع عنه بعض دينه . (( ويسترفقه )): يسأله الرفق. ((والمتألي )): الحالف .
هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في بيان الصلح بين اثنين متنازعين فإذا رأى شخص رجلين يتنازعان في شيء وأصلح بينهما ، فله أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد فعل خيراً كثيراً ، كما سبق الكلام فيه على قول الله تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:114] . فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سمع نزاع رجلين وقد علت أصواتهما ، خرج إليهما صلى الله عليه وسلم لينظر ماذا عندهما ، وفيه دليل على أنه لا حرج على الإنسان أن يتدخل في النزاع بين اثنين ، إذا لم يكن ذلك سراً بينهما ؛ لأن هذين الرجلين قد أعلنا ذلك ، وكانا يتكلمان بصوت مرتفع ، أما لو كان الأمر بين اثنين على وجه السر والإخفاء ؛ فلا يجوز للإنسان أن يتدخل بينهما ؛ لأن في ذلك إحراجاً لهما ، فإن إخفاءهما للشيء يدل على أنهما لا يحبان أن يطلع عليه أحد من الناس ، فإذا أقحمت نفسك في الدخول بينهما ؛ أحرجتهما وضيقت عليهما ، وربما تأخذهما العزة بالإثم فلا يصطلحان . والمهم أنه ينبغي للإنسان أن يكون أداة خير، وأن يحرص على الإصلاح بين الناس وإزالة العداوة والضغائن حتى ينال خيراً كثيراً ، والله الموفق . الموضوع : باب الإصلاح بين الناس المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: طائر الحرية توقيع العضو/ه :طائر الحرية | |
|
|
محمد شريف
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 21
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
| موضوع: رد: باب الإصلاح بين الناس الجمعة يوليو 02, 2010 7:21 pm | |
| |
|
نور الاسلام
تقيم نشاط المنتدى : 10561
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 53
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
| |
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136749
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: باب الإصلاح بين الناس السبت يوليو 03, 2010 12:26 pm | |
| جزاك الله كل خير على هذه النصائح الطيبة وفقق الله والى الامام ونتمنى لك المزيد من التقدم والازدهار تحياتـــــــــــــــــى المدير العــــــــــــــــــــــــــام الموضوع : باب الإصلاح بين الناس المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر | |
|
|
نور الجنه
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| |
طائر الحرية
تقيم نشاط المنتدى : 10368
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 41
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| |
ناهد
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 35
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| |
طائر الحرية
تقيم نشاط المنتدى : 10368
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 41
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| |