إنَّ مستقبلنا العلمي والحضاري مرتبطان بقضية تعريب العلم والتعليم، فلا يعقل أن نخوض مجالات العلم الحديث ونواكب تقاناته وننعم بمنجزاته، وتبقى لغتنا غريبة عن أجواء العلم وديناميكيَّته وتقنياته وإبداعه. لقد آن أن تصبح اللغة العلمية جزءاً من حياتنا اليوميَّة في المدرسة والبيت والمصنع، وأن تغدو الثقافة العلمية جزءاً من ثقافة الصانع والطالب والمعلم والصحافي والأديب وصاحب الاختصاص الفني(10).
ولا ريب أن مستقبل اللغة العربية يرتبط باستخدامها المتزايد والجادّ في شبكات المعلومات العالمية. إن تقنيات المعلومات شهدت تحوّلاً هائلاً من أجل تيسير إتاحة المعلومات عبر الحدود والقارات والحضارات، وتقوم حالياً ــ في غالب الأحيان ــ على اللغة الإنجليزية. وهناك جهوداً أوروبية قوية تتم لجعل الإتاحة ?أيضاً- باللغات الأوروبية الكبرى، وفي مقدمتها الألمانية والفرنسية والإسبانية. ولن يمرّ وقت طويل حتى نجد العربية قد اتخذت مكانها في شبكات المعلومات عبر الحدود. وهذا الأمر يتطلب جهوداً كثيرة على المستوى اللغوي، وعلى مستوى تقانات المعلومات، وعلى مستوى دراسة المستفيدين حتى نجد الجامعات والوزارات والمجامع في الدول العربية تتعامل باللغة العربية. وهذا أحد تحديات المستقبل القريب، لتكون العربية مع اللغات العالمية الكبرى بوصفها وسيلة لنقل المعلومات بالتقانات المتقدمة(11).
وهذا يتطلب أن تصبح اللغة العربية لغة منتجة للعلم، لتتبوأ المكانة الرفيعة بين لغات العالم. ويوم أن كانت العربية في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، لغة للعلم بمدلوله الدقيق الشامل، ارتقت إلى الذروة، وحازت قصب السبق بين اللغات العالمية، حتى صار طالب العلم من أي ملة أو عرق كان، يتخذ من العربية وسيلة لاكتساب العلوم والإحاطة بها والتبحر فيها.
الموضوع : لغة المستقبل المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: atefbbs