حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنهم
عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ/ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها قَالَتْ :
[ كُفِّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَةٍ
لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَ لَا عِمَامَةٌ ]
قَالَ فَذَكَرُوا لِعَائِشَةَ قَوْلَهُمْ فِي ثَوْبَيْنِ وَ بُرْدِ حِبَرَةٍ
فَقَالَتْ قَدْ أُتِيَ بِالْبُرْدِ وَ لَكِنَّهُمْ رَدُّوهُ وَ لَمْ يُكَفِّنُوهُ فِيهِ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
الشــــــــروح
قَوْلُهُ : ( يَمَانِيَّةٌ )
بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ عَلَى اللُّغَةِ الْفَصِيحَةِ الْمَشْهُورَةِ ، وَ حَكَى سِيبَوَيْهِ وَ الْجَوْهَرِيُّ ،
وَ غَيْرُهُمَا لُغَةً فِي تَشْدِيدِهَا ، وَجْهُ الْأَوَّلِ أَنَّ الْأَلِفَ بَدَلٌ مِنْ يَاءِ النِّسْبَةِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ فَيُقَالُ يَمَنِيَّةٌ ،
أَوْ يَمَانِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ ، وَ كِلَاهُمَا نِسْبَةٌ إِلَى الْيَمَنِ
( لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ ، وَ لَا عِمَامَةٌ ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْقَمِيصَ لَيْسَ بِمُسْتَحَبٍّ فِي الْكَفَنِ ،
وَ هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، و قَالَ مَالِكٌ ، وَ الْحَنَفِيَّةُ بِاسْتِحْبَابِهِ ،
وَ أَجَابُوا عَنْ قَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ ،
وَ لَا عِمَامَةٌ بِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ نَفْيَ وُجُودَهُمَا وَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ نَفْيَ الْمَعْدُودِ ،
أَيْ : الثَّلَاثَةُ خَارِجَةٌ عَنِ الْقَمِيصِ ، وَ الْعِمَامَةِ ، وَ هُمَا زَائِدَانِ ،
و أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ جَدِيدٌ ، أَوْ لَيْسَ فِيهَا الْقَمِيصُ الَّذِي غُسِّلَ فِيهِ ،
أَوْ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ مَكْفُوفُ الْأَطْرَافِ ، و يُجَابُ بِأَنَّ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ هُوَ الظَّاهِرُ ،
وَ مَا عَدَاهُ مُتَعَسِّفٌ فَلَا يُصَارُ إِلَيْهِ ، كَذَا فِي النَّيْلِ .
قَوْلُهُ : ( فَذَكَرُوا لِعَائِشَةَ قَوْلَهُمْ فِي ثَوْبَيْنِ وَ بُرْدِ حِبَرَةٍ )
بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَ فَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ مَا كَانَ مِنَ الْبُرُودِ مُخَطَّطًا ،
و رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ وَ بُرْدِ حِبَرَةٍ . انْتَهَى ،
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَكِنْ رَوَى مُسْلِمٌ ،
وَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ : أَنَّهُمْ نَزَعُوهَا عَنْهُ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ .
دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء و أنتم بكل الخير و العافية
الموضوع : كَفَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: شهد شحاتة