[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أسباب وعلاج سلوك السرقة لدى الأطفال طفل
الرياض/ من الانحرافات السلوكية التي تؤرق الكثير من الأسر، وتصيبها بالحيرة والارتباك، هي السرقة، فينزعج الآباء ويشعرون أنهم لم يحسنوا تربية أطفالهم، ويبدءون بالتعامل مع هذه الظاهرة السلبية بردود أفعال خاطئة تربويًا ونفسيًا، ممّا يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد الأمر سوءًا.
وهذا التشوه السلوكي ليس وليد الصدفة، وإنما غالبًا ما نكون كآباء شركاء في صنعه بشكل أو بآخر، لذا علينا أن نسأل أنفسنا ما الذي أدى بهم إلى ذلك؟.
والسرقة هي استحواذ الطفل على أشياء ليست ملكًا له دون وجه حق، وتبدأ لدى الأطفال بصورة واضحة في المرحلة الممتدة من 4 إلى 7 سنوات، وتكون بشكل عفوي أو تلقائي، لأن الطفل لم يصل إلى مرحلة النضج العقلي أو الاجتماعي الذي يجعله يميز ما يملكه، وما يملكه الآخرون أو بين الملكية العامة والخاصة، أما إذا استمر هذا السلوك لدى الطفل في المرحلة الممتدة من سن 7 إلى 15 عامًا، هنا لا بد من أن نشعر بخطورة هذا السلوك.
غالبًا ما تبدأ المشكلة بسرقة أشياء بسيطة من المنزل، ثم يتطور الأمر فيسرق الطفل نقودًا من محفظة أبيه أو أمه، وقد يلجأ بعض الأطفال إلى سرقة أشياء ثمينة، وغالبًا ما ينكر قيامه بالسرقة خوفًا من العقاب من جانب والديه، أو المدرسة.
وتعدد أسباب السرقة، فقد لا يعي الطفل معنى الملكية، أو أنه يسرق بدافع الانتقام، فقد يسرق الطفل والده لأنه صارم وقاسٍ في معاملته له، أو وجد أن والديه قد انصرفا عنه وأهملا رعايته وشؤونه؛ فتكون السرقة هنا رد فعل لتجاهلهما له، وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة لأنه يغار من تفوقه أو مكانته المميزة عند مدرسيه.
كذلك من الأسباب الخوف من العقاب، أو بسبب الحرمان، أو لمجرد التقليد، وقد يسرق للتفاخر والمباهاة، أو لحب الاستطلاع والاستكشاف.
أما علاج هذا السلوك فله طرق وخطوات معينة يجب الالتزام بها وهي:
1. خلق شعور الملكية لدى الطفل منذ صغره، وذلك بتخصيص دولاب خاص به، يضع فيه أدواته وملابسه ولعبه.
2. على الوالدين إفهام الطفل حقوقه وواجباته، وأن هناك أشياء من حقه الحصول عليها، وأشياء ليس من حقه الحصول عليها، وتعليمه كيفية احترام ملكية الآخرين.
3. إشباع حاجات الطفل المتعددة والضرورية من مأكل وملبس وأدوات ولعب؛ حتى لا يشعر بالنقص والدونية.
4. عدم معايرة الطفل أمام اخوته أو أصدقائه في المدرسة في حالة السرقة، وأن يبتعد الوالدان عن مناداته أمام الآخرين بألفاظ تجرح كرامته وعدم عقابه أمام الآخرين.
5. واجب الآباء والأمهات والمدرسين غرس أخلاق الأمانة في نفوس الأطفال كسلوك إيجابي، عن طريق مكافأة السلوك الذي يدل على الأمانة بهدايا عينية أو رمزية، وعلى الجانب الآخر تنفير الأطفال من السلوك السيئ وإدانته بقوة.
6. مساعدة الوالدين للطفل على حسن اختيار رِفاقه وأصدقائه، لأن الصديق يشكل دورًا مهمًا في اتجاهات الطفل وسلوكه وطريقة التنفيس عن رغباته.
وأخيرا، فإن الاقتراب من الطفل واحتواءه بالحب والحنان والرعاية وخلق علاقة حميمة معه لا تعتمد فقط على توفير المأكل والملبس والأشياء المادية الأخرى، وإنما التركيز على إشباع احتياجاته النفسية، كلها عوامل تقلل من احتمالات الاضطرابات السلوكية، لأن أغلب حالات السرقة الموجودة بين الأطفال تهدف إلى جذب الانتباه وجلب رعاية زائدة من الوالدين.