مدير أوقاف الحوامدية
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 24
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
| موضوع: عجائب صنع الله فى الحيوان الإثنين نوفمبر 30, 2009 1:02 pm | |
| عجائب صنع الله فى الحيوان
المشاعر والأحاسيس الفطرية والغريزية التي أودعها الله تعالى ووهبها للحيوان ,والتي في كثير منها ربما تفوق ما عند البشر من مشاعر وأحاسيس حصلها بالاكتساب والممارسة , بل وتجد بعض البشر قد ينزل بأحاسيسه ومشاعره وتصرفاته إلى درجة البهيمية والحيوانية , مما لو علمه الحيوان لذهل له وتبرأ منه . ولقد قام مجموعة من الباحثين والمهتمين بعالم الحيوان بحصر عدد الحيوانات على سبيل المعرفة والحصر ليس أكثر فاتضح أن عدد الحيوانات في العالم ما يقرب من 19 تيرليون حيوان أي ما يزيد عن عدد سكان العالم من البشر عدة مرات ، ولكن ما أثار دهشة هؤلاء العلماء - الذين استمروا سنوات حتى يتوصلوا إلى ما توصلوا إليه - هو أنهم اكتشفوا أنه بالرغم من العدد الهائل لهذه الحيوانات قد تبين لهم أن ما يموت من الحيوانات عن طريق الجوع أو الغدر بمعنى أن يقوم حيوان بافتراس الآخر وجدوها نسبة ضئيلة ولا تذكر مقارنة بعدد الحيوانات الكلي الموجود في العالم , وهم يعيشون دون أي قوانين تحرم القتل أو تبيح لهم ما يفعلوه كحيوانات يعيشون في البراري والغابات التي قد خلقها الله كي يستفيد منها الإنسان , والشيء الأغرب من كل ذلك أن الإنسان أو البشر عموما الذين كرمهم الله على كثير من مخلوقاته يوجد منهم من يتفوقون على هذه الحيوانات في القتل وسفك الدماء والغدر والظلم والاستبداد فيما بينهم . فعدد سكان العالم وصل إلى ما يقارب 7 مليار منهم مليار مهددون بأن يموتوا من الجوع ومليار على الطريق وملايين أخرى يموتون في الحروب سنويا والنزاعات دون أي جدوى، فكم من قرارات شردت أمما دونما ذنب ,وجارت على الضعفاء وتجردت منها معاني الإنسانية دونما تفكير ولا روية .
لذا فلا عجب أن نجد أن القرآن الكريم وهو دستور الإسلام الخالد كما سمى بعض سوره بأسماء بعض البشر من الأنبياء وغيرهم , فإنه بالتساوي قد سمى بعض سوره بأسماء بعض الحيوانات , فأسماء الأشخاص الذين سمى الله تعالى سورا باسمهم في كتابه الكريم على الترتيب : يونس – هود- يوسف- مريم- لقمان- محمد-نوح . وأسماء الحيوانات التي سمى الله تعالى سورا باسمهم في كتابه الكريم على الترتيب : البقرة – الأنعام – النحل-النمل-العنكبوت-العاديات- الفيل. وهذا التساوي لا شك له دلالاته ومعانيه ,بل إن أسماء بعض الحيوانات قد فاق في ذكره في القرآن الكريم أسماء بعض الأنبياء عليهم السلام , فمثلا وردت الإبل في القرآن بأكثر من ثلاث عشرة مرة, والأنعام ورد اسمها اثنتان وثلاثون مرة .
بل إن القرآن الكريم قد أكد على قضية ( إنسانية ) ومشاعر الحيوان وأحاسيسه , قال تعالى في سورة النمل : " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) سورة النمل . قال القرطبي : {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} فجاء على خطاب الآدميين لأن النمل هاهنا أجري مجرى الآدميين حين نطق كما ينطق الآدميون. تفسير القرطبي 13/171. فالنملة هنا ذرت لفظة ( يشعرون ) وكأنها تدرك تماما معنى الأحاسيس والمشاعر وإلا لم تستخدم في قاموسها ما لا تدرك معناه . بل وأكد أيضا على قضية التوحيد والإيمان الفطري عند الحيوان , فقال سبحانه في قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام : " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) سورة النمل .
وحكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض قصص الحيوان التي تدل على أن الحيوان يحس ويشعر ويتألم كالبشر تماما , ومن ذلك, ما روى عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ إني لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّى إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . تَعَجُّبًا وَفَزَعًا . أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا رَاعٍ في غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الراعي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غيري . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر. أخرجه البخاري 5/15(3690) و"مسلم" 7/110 و111 و"النَّسائي" في "الكبرى" 8060. عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً لَهُ قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ إني لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّى إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . تَعَجُّبًا وَفَزَعًا . أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا رَاعٍ في غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الراعي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غيري . فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فإني أُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر. أخرجه البخاري 5/15(3690) و"مسلم" 7/110 و111 و"النَّسائي" في "الكبرى" 8060.
ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بقضية مهمة وخطيرة جدا قد سبق بها العالم وهي قضية ( الرفق بالحيوان ) وقبل أن تسن القوانين وتنشأ الجمعيات لذلك . ويكفي في ذلك أن الإسلام قد جعل الرفق بالحيوان سببا للمغفرة ودخول الجنة , كما جعل تعذيبه والقسوة عليه سببا لاستحقاق العذاب ودخول النار . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِِيرِِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا ، فَغُفِرَ لَهَا. - وفي رواية : بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ. أخرجه أحمد 2/507(10591) و"مسلم" 5922 و"ابن حِبَّان" 386 . - وأخرجه البخاري (3321) عَنِ الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:غُفِرَ لاِمْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ ، قَالَ : كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا ، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ. - وفي رواية ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ ، إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ وَخَرَجَ ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ مِنِّي ، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ خُفَّهُ ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ ، فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لأَجْرًا ؟ فَقَالَ : فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ. - وفي رواية : أَنَّ رَجُلاً رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَخذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ الْمَاءَ حَتَّى أَرْوَاهُ ، فَشَكَرَ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَهُ ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ. أخرجه مالك في "الموطأ"2688 و"أحمد" 2/375(8861) و"البُخاري" 173 و"مسلم" 5921 و"أبو داود" 2550 و"ابن حِبَّان" 543 , عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. أَخْرَجَهُ الدارِمِي" 2814 و"البُخَارِي" 3/147(2365) ، وفي (الأدب المفرد) 379 و"مسلم" 7/43(5913). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ تأَنَّ رَسُولَ الله ص قَالَ :«نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً ».(رواه البخاري) ولقد طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عمليا , فعن عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَبْداللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ:كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَت تَفْرُشُ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا.أخرجه أحمد 1/396(3763) و(البخاري) الأدب المفرد(382 و"النَّسائي" في "الكبرى"8560 . وعن أبي كَبْشَةَ السَّلُولِىُّ , أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ الأَنْصَارِي , صَاحِبَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛أَنَّ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ سَأَلاَ رَسُولَ الله , صلى الله عليه وسلم , شَيْئًا فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ بِهِ لَهُمَا فَفَعَلَ , وَخَتَمَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم , وَأَمَرَ بِدَفْعِهِ إِلَيْهِمَا , فَأَمَّا عُيَيْنَةُ فَقَالَ : مَا فِيهِ ؟ قَالَ : فِيهِ الَّذِى أُمِرْتُ بِهِ , فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ فِى عِمَامَتِهِ , وَكَانَ أَحْلَمَ الرِّجْلَيْنِ , وَأَمَّا الأَقْرَعُ فَقَالَ : أَحْمِلُ صَحِيفَةً لاَ أَدْرِى مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ , فَأَخْبَرَ مُعَاوِيَةُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِمَا , وَخَرَجَ رَسُولُ الله , صلى الله عليه وسلم , فِى حَاجَةٍ , فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ , ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ ؟ فَابْتُغِيَ , فَلَمْ يُوجَدْ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الله فِى هَذِه الْبَهَائِمِ , ارْكَبُوهَا صِحَاحًا , وَارْكَبُوهَا سِمَانًا » كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا , إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ. قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَمَا يُغْنِيهِ ؟ قَالَ : مَا يُغَدِّيهِ , أَوْ يُعَشِّيهِ. أخرجه أبو داود (2548) , وابن خزيمة (2545) . بل أمرنا صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الحيوان حتى في ذبحه فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإن قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح " ( مسلم 5028) . وقال أيضا " من رحِم- ولو ذبيحة عصفورٍ - رحِمه الله يوم القيامة " (الصحيحة 27). وعلى الذابح أن يسحب الذبيحة للذبح برفق من غير أن يؤذيها ، وهذا داخل في الإحسان في الحديث السابق ، ولاحظ ذلك الخليفةُ الراشدُ عمر بن الخطاب لما " رأى رجلاً يجرُ شاةً ليذبحها فضربه بالدُرةِ وقال سُقها - لا ُأم لك - إلى الموت سوقاً جميلاً " (الصحيحة تحت حديث 30). ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم " رجلاً واضعٌ رِجلهُ على صفحة شاةٍ وهو ُيحِدُ شفرته وهي تلحظُ إليه ببصرِها فقال صلى الله عليه وسلم " أفلا قبل هذا أتريدُ أن تُميتها موتات " ( البيهقي 19141والصحيحة24) وقد صحّ عن الخليفة عمر بن عبد العزيز أن غلاماً عمِل على بغلٍ له ، ويأتيه بدرهمٍ كل يوم، فجاء يوماً بدرهمٍ ونصف، فقال( عمر بن عبدالعزيز): ما بدا لك؟[أي:من أين هذه الزيادة] قال: نفِقتُ السوق [أي:درت السوق كله] قال (عمر) :لا، لكنك أتعبت البغل ، إجِمّه ثلاثة أيام ( وراه أحمد في الزهد. والصحيحه تحت حديث30 , أجِمه :أرِحهُ ,أترُكهُ ولا تركبهُ , وهذا محرم بدليل " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمارٌ قد وُسِم في وجهه فقال " لعن الله الذي وسمه " ( مسلم 5518) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اركبوا هذه الدواب سالمة ،ولا تتخذوها كراسي" (صحيح سنن أبي داود 1681) .
بل أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كانت لهم قصصا عجيبة مع بعض الحيوانات , من ذلك ما روى عن أسامة بن زيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن سفينة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ركبت البحر في سفينة ، فانكسرت فركبت لوحا منها ، فطرحتني في لجة فيها الأسد ، فقلت : يا أبا الحارث ، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فطأطأ رأسه ، وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق ، فلما وضعني على الطريق همهم ، فظننت أنه يودعني »أبو نعيم : معرفة الصحابة 10/23. وفي الحلية لأبي نعيم، في ترجمة ثور بن يزيد، قال: بلغني أن الأسد لا يأكل إلا من أتى محرماً. أبو نعيم : الحلية 6/95. قال الدميري عن الأسد " ولذلك يضرب به المثل في القوة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام والجراءة والصولة. ومنه قيل لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه: أسد الله ويقال: من نبل الأسد أنه اشتق لحمزة بن عبد المطلب من اسمه، وكذلك لأبي قتادة، فارس النبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح مسلم، في باب إعطاء القاتل سلب المقتول. فقال أبو بكر رضي الله عنه: " كلا والله لا يعطيه أضيبعا من قريش، ويدع أسداً من أسد الله تعالى يقاتل عن الله ورسوله . انظر : حياة الحيوان الكبرى للدميري ص 1. وراوية الإسلام أبو هريرة رضي الله عنه قد أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللقب لرحمته ورعايته بهذا المخلوق الضعيف , حيث كان يراه يحمل قطة صغيرة في كُمه فأطلق عليه هذا اللقب وغلب لقبه على اسمه , فقد لا يعرف كثير من الناس أن اسمه الحقيقي : عبد الرحمن بن صخر الدوسي .
بل وذكر الجاحظ أن الله تعالى وهب الحيوان أشياء ربما حرم منها بعض الناس , قال : " ما أودَع صدور صنوفِ سائر الحيوان، مِنْ ضُرُوبِ المعارف، وفَطَرها عليه من غريب الهداياتِ، وسخَّر حناجِرَها لَهُ من ضروبِ النَّغَم الموزونة، والأَصواتِ الملحنة، والمخارِجِ الشجِيَّة، والأغاني المطربة؛ فقد يقال إنَّ جميعَ أصواتها معدَّلة، وموزونة موقَّعة، ثمَّ الذي سهَّل لها من الرفق العجيبِ في الصنعة، مما ذلَّله اللّه تعالى لمناقيرها وأكُفِّها، وكيف فَتَحَ لها من باب المعرفةِ على قدر ما هَيَّأَ لها من الآلة، وكيفَ أَعطَى كثيراً مِنها مِنَ الحسِّ اللطيفِ، والصنْعةِ البديعة، من غير تأديبٍ وتثقيف، ومن غير تقويمٍ وتلقين، ومن غير تدريج وتمرين، فبَلَغَتْ بِعَفوها وبمقدار قوى فِطرتها، من البَديهةِ والارتجال، ومن الابتداءِ والاقتضاب، ما لا يَقْدرُ عليه حُذّاقُ رجالِ الرأي، وفلاسفةُ علماءِ البشر، بِيَدٍ ولا آلة، بل لا يبلغ ذلك من الناسِ أكملُهُمْ خصالا وأَتمُّهُمْ خلالاً، لا مِنْ جهة الاقتضاب والارتجال ولا من جِهة التعسُّف والاقتدار، ولا من جهة التقدُّم فيه، والتأنِّي فيه، والتأتِّي له، والترتيبِ لمقدِّماته، وتمكين الأسباب المُعِينةِ عليه. الحيوان , للجاحظ ص 16. وهذا ما دعا العلامة أبو بكر محمد بن خلف الشهير بابن المزربان المحولي المتوفي سنة 409 هـ أن يؤلف كتابا جميلا سماه " فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب " وذكر فيها من الحكايات والأخبار ما تدل على أن هذا الحيوان في تصرفاته قد يفوق كثيرا من بني الإنسان , ومن هذه الأخبار ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنه، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قتيلا، فقال صلى الله عليه وسلم: " ما شأنه " ؟ قالوا: إنه وثب على غنم بني زهرة، فأخذ منها شاة، فوثب عليه كلب الماشية فقتله. فقال صلى الله عليه وسلم: " قتل نفسه، وأضاع ديته، وعصى ربه، وخان أخاه وكان الكلب خيراً منه " . فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب , ابن المزربان ص 4. ورأى عمر بن الخطاب أعرابيا يسوق كلبا فقال ما هذا معك فقال يا أمير المؤمنين نعم الصاحب إن أعطيته شكر وإن منعته صبر قال عمر نعم الصاحب فاستمسك به , ورأى ابن عمر رضي الله عنه مع أعرابي كلبا فقال له ما هذا معك قال من يشكرني ويكتو سري قال فاحتفظ بصاحبك . فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب , ابن المزربان ص 4. وحكي إن رجلاً عزم جماعة، فتخلف شخص منهم في منزله، ودخل على زوجة صاحب المنزل فضاجعها، فوثب الكلب عليهما، فقتلهما، فرجع صاحب المنزل، فوجدهما قتيلين، فأنشد يقول: وما زال يرعى ذمتي ويحوطني * * * ويحفظ عهدي والخليل يخون فواعجباً للخل يهتك حرمتي * * * وواعجباً للكلب كيف يصون وذكروا أن صعصعة بن خالد كان له صديق لا يفارقه فجاء يوما فرآه قتيلا على فراشه مع امرأته فأيقن بخيانتهما فقال الغدر شيمة كل ندل سفلة * * * والكلب يحفظ عهدك الدهرا فدع اللئام وكن لكلبك حافظا * * * فلتأمنن الغدر والمكرا فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب , ابن المزربان ص 12. وقيل لرجل يذم صديقا له ويمدح كلبا تخيرت من الأخلاق ما يفي عن الكلب فأنشد: فإن الكلب مجبول * * * على النصرة والذب وفي يحفظ العهدا * * * ويحمي عرصة الدرب ويعطيك على اللين * * * ولا يعطي على الضرب ويشفيك من الغيظ * * * وينجيك من الكرب فلو أشبهته لم تك * * * كانونا على القب وقال أبو عبيدة قيل هذا الشعر في رجل من أهل البصرة خرج إلى الجبانة ينتظر ركابه فاتبعه كلب له فطرده وضربه وذكر أن يتبعه ورماه بحجر فأدماه فأبى الكلب ألا أن يتبعه فلما صار إلى الموضع وثب به قوم كانت لهم عنده طائلة وكان معه جار له وأخ فهربا عنه وتركاه وأسلماه فجرح جرحات كثيرة ورمى به في بئر وحثوا عليه بالتراب حتى واروه ولم يشكوا في موته والكلب مع هذا يهر عليهم وهم يرجمونه فلما انصرفوا أتى الكلب إلى رأس البئر فلم يزل يعوي ويبحث بالتراب بمخاليبه حتى ظهر رأس صاحبه وفيه نفس يتردد وقد كان أشرف على التلف ولو يبق فيه إلا حشاشة نفسه ووصل إليه الروح فبينما هو كذلك إذ مر أناس فأنكروا مكان الكلب ورأوه كأنه يحفر قبرا فجاؤوا فإذا هم بالرجل على تلك الحال فاستخرجوه حيا وحملوه إلى أهله فزعم أبو عبيدة أن ذلك الموضع يدعى بئر الكلب وهذا الأمر يدل على وفاء طبعي وإلف غريزي ومحاباة شديدة وعلى معرفة وصبر وكرم وغناء ومنفعة تفوق المنافع. . فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب , للمزرباني ص 6. وقال الجاحظ: في ( الحيوان 114) وممّا قالوا في أنْس الكلب وإلفه، وحبِّه لأهله ولمن أحسَنَ إليه قول ابن الطّثريّة: يا أُمَّ عمرٍو أنجِزِي الموعودا * * * وارعَيْ بذاكِ أمانةً وعُهُودا ولقد طرقْت كلابَ أهلِكِ بالضُّحَى * * * حتَّى تركتُ عُقُورَهُنَّ رُقُودا يضرِبْنَ بالأذنابِ مِن فرحٍ بنا * * * متوسِّداتٍ أذرُعاً وخدودا وقال الآخر: ومَشَى الحالبُ الْمُبِسُّ إلى النَّا * * * بِ فلم يَقرِ أصفرَ الحيّ ريّا لم تَكُنْ خارجيَّةً من تراثٍ * * * حادثٍ، بل وَرِثتُ ذاكَ عَليَّا يذكر أن شوقي وحافظ إبراهيم كانا في أحد جلسات السمر فأحبا أن يتبارزا شعريا فقال حافظ : يقولون أن الشوق نار ولوعة* * * فما بال شوقي اليوم أصبح باردا فرد شوقي المتوقد الذهن والبديهة: استودعت إنسانا وكلبا أمانة* * * فضيعها الإنسان والكلب حافظ ولقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم قصة أهل الكهف وخلد معهم كلبهم الوفي الذي أبى إلا أن يلازمهم ويرافقهم , قال تعالى : " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) سورة الكهف .
وليس الكلب وحده ممن يروى عنه حكايات وأمثلة في الوفاء بل ذكرت حكايات وأمثلة كثيرة عن حيوانات أخرى من ذلك ما حكى عن المبرد عن إسحاق بن الفضل الهاشمي قال: كانت لي جارية وكنت شديد الوجد بها، وكنت أهاب ابنة عمي فيها. فبينما أنا ذات ليلة على السرير إذ عرض لي ذكرها، فنزلت من على السرير أريدها، إذ لدغتني في طريقي عقرب، فرجعت إلى السرير مسرعا وأنا أتأوه. فانتبهت ابنة عمي وسألتني عن حالي، فعرفتها أن عقربا لدغني.فقالت : أعلى السرير لدغتك العقرب ؟! فقلت لا ، قالت أصدقني الخبر ، فأعلمتها فضحكت وأنشدت : وداري إذا نام سكانها * * * تقيم الحدود بها العقرب إذا رام ذو حاجة غفلة * * * فإن عقاربها ترقب ثم دعت جواريها وقالت : عزمت عليكن أن تقتلن عقربا هذه السنة !!. الجاحظ : المحاسن والأضداد228.
ويحكى أنه كان يعيش في سقف منزل ريفي ثعبان يسمى ثعبان البيت وهو غير سام , وكان الثعبان يذهب إلى شجرة التمر ليصطاد العصافير وفى أحد الأيام كانت ربة المنزل تحلب البقرة وتركت الحليب ودخلت إلى البيت وفى هذه الأثناء دخل ثعبان غريب سام إلى البيت وشرب من الحليب فرآه ثعبان البيت , وعرف أن الحليب أصبح مسموما وإذا شرب منه أهل البيت سيموتون جميعا , لذا فقد نزل من على الشجرة ودخل في الحليب ثم خرج وكان يوجد بالقرب منه وعاء من الرماد فدخل فيه مرة أخرى وكرر هذا الأمر حتى صار الحليب متسخا ومملوءا بالرماد ولا يستطيع أحد شربه, كل ذلك وصاحبة البيت تنظر وتراقب هذا الوفاء النادر لأهل هذا البيت من هذا المخلوق الضعيف .
والكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو )وقتله غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن.والقصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد ( سلطان ).. وفي لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف وأنشب مخالبه وأسنانه في ظهره.. وسقط المدرب على الأرض ينزف دماً ومن فوقه الأسد الهائج واندفع الجمهور والحراس يحملون الكراسي وهجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان.ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام.أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب ورفض الطعام.وقرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسداً شرساً لا يصلح للتدريب. وفي حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة وطردها وعاود انطواءه وعزلته واكتئابه.وأخيراً انتابته حالة جنون فراح يعض جسده وهوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين.. ثم راح يعض ذراعه الذراع نفسها التي اغتال بها مدربه وراح يأكل منها في وحشية وظل يأكل من لحمها حتى نزف ومات واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد.. ندم حيوان أعجم وملك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى الوفاء وأصاب منه حظاً لا يصيبه الآدميون.
ونشر عارف الأحمري-نجران جريدة عكاظ ليوم13/3/1429هـ , فيما يشبه حنين الناقة لفصيلها ووفاء الإبل للبدو في الصحراء أعادت ناقة أصيلة الطفل (عبد الله) -خمس سنوات- سالما إلى حضن أمه التي كاد يقضي عليها الأسى بعد أن نسيه أبوه في صحراء موحشة وعاد بدونه مصطحبا أبناءه التسعة. يروي والد الطفل حمد بن ذيب قصة عودة ابنه من رحلة الموت وحماية الناقة له طوال الليل وكيف كانت فرحة أمه به بعد أن فقدت الأمل في عودته سالما من وحشة الصحراء. يقول ابن ذيب: عندما حانت ساعة الغروب بدأنا في جمع إغراضنا استعدادا للعودة إلى المدينة وركبنا السيارة أنا وأبنائي التسعة ولم يخطر على بالي أنني نسيت واحدا منهم ولكن ما إن بدأنا ننفض عنا غبار الصحراء حتى تعالى صراخ وولولة أمه الثكلى بعد أن اكتشفت غياب آخر لعنقود,ويستطرد ابن ذيب في سرد هذه القصة المشوقة: عدت مسرعا إلى موقع رحلتنا في الصحراء مصطحبا بعض أقاربي وبدأنا البحث عنه على ضوء السيارة تارة وبالنداء باسمه تارة أخرى فلم نعثر له على اثر وقد استبد بنا الخوف على مصيره لمعرفتنا بذئاب الصحراء، وبعد أن كدنا نفقد الأمل في العثور عليه توجهنا إلى شبك الإبل في محاولة يائسة عسى أن نجده هناك وكان أن شاهدت منظرا لم أر مثله في حياتي فقد رأيت إحدى نياقي وطفلي تحتها وقد غطت عليه بجسمها من البرد والذئاب.أما كيف حدث ذلك فلقد سمعت الناقة صراخ وبكاء طفلي فذهبت حيث مصدر الصوت وأخذت تدفعه بعنقها واقتادته حتى الشبك لتحميه من ذئاب الصحراء ولم استغرب ذلك فقد كان طفلي يحب تلك الناقة وتبادله هي حبا بحب.عدنا به إلى المنزل وما أن شاهدته أمه حتى سارعت تحتضنه وتضمه إلى صدرها وتوسعه لثما وتقبيلا وسجدنا حمدا لله على سلامته.
ولكن من الحكمة الإلهية أن الله أودع في طبع الحيوان القوة والشراسة التي يستطيع العيش بها مع بني الانسان , وإلا لهلك وانقرض وجوده من على هذه الأرض . تروى القصة عن رجل عطف على ذئب صغير (جري) فرباه إلى أن كبر، فهجم على الشاة التي تربى على حليبها، فبقر بطنها وماتت، فقال صاحب الشاة، الذي عطف على الذئب الصغير ونسي أنه كبر، قال شعراً جميلاً يخاطب فيه الذئب ويصف ما حصل: بقرت شويهتي وفجعت قلبي * * * وأنت لشاتنا ولد ربيب غُذيت بدرها وربيت فينا * * * فمن أنباك أن أباك ذيبُ إذا كان الطباع طباع سوء * * * فلا أدب يفيد ولا أديبُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بتصرف
من كتاب انسانية الحيوان وحيوانية الانسان د. بدر عبد الحميد
الموضوع : عجائب صنع الله فى الحيوان المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مدير أوقاف الحوامدية توقيع العضو/ه :مدير أوقاف الحوامدية | |
|
|
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136746
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: عجائب صنع الله فى الحيوان الإثنين نوفمبر 30, 2009 1:07 pm | |
| سبحاااااااااان الله يعطيك الصة يا سيدنا الموضوع : عجائب صنع الله فى الحيوان المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر | |
|
|
معتز
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 0
تاريخ التسجيل : 05/12/2009
| |
مدير أوقاف الحوامدية
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 24
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
| موضوع: رد: عجائب صنع الله فى الحيوان الجمعة فبراير 19, 2010 3:35 pm | |
| وعليكم السلام عبدالله&معتز نورتم ابنائى الموضوع : عجائب صنع الله فى الحيوان المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مدير أوقاف الحوامدية توقيع العضو/ه :مدير أوقاف الحوامدية | |
|
|
Cuboمراقب سابق
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
| |