147 ـ وأخبرنا السّيد المرتضى بن الدّاعي الحسيني ، عن جعفر الدوريستي ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الخزّاز ، عن فضل الأشعري ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : ابتلي أيوب عليه السلام سبع سنين بلا ذنب . وقال : ما سأل أيوب عليه السلام العافية في شيء من بلائه .
وقال : قال أبي صلوات الله وسلامه عليه : إنّ أيوب ابتلي من غير ذنب وانّ الأنبياء صلوات الله عليهم لا يذنبون ، لأنهم معصومون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، وقال : إنّ الله تعالى ابتلى أيوب بلا ذنب ، فصبر حتى عيّر ، والأنبياء لا يصبرون على التّعيير (1) .
148 ـ وباسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال ذكر أيّوب عليه السلام ، فقال : قال الله جلّ جلاله : إنّ عبدي أيّوب ما أنعم عليه بنعمة إلاّ ازداد شكراً ، فقال الشيطان : لو نصبت (2) عليه البلاء ، فابتليته كيف صبره ، فسلّطه على إبله ورقيقه ، فلم
____________
(1) بحار الأنوار ( 12 | 350 ) ، برقم : (18) من قوله : ما سأل وخرّج ما قبله عن العلل ( 12 | 347 ) ، برقم : (9) وما بعده في نفس الجزء ص (348) برقم (13) عن الخصال إلى قوله : ولا كبيراً والبقيّة أوردها فيه ص (347) برقم (10) عن العلل .
(2) في البحار : لو صببت ـ خ .
يترك له شيئاً غير غلام واحد .
فأتاه الغلام فقال : يا أيّوب ما بقي من إبلك ولا من رقيقك أحد إلاّ وفد مات فقال أيوب : الحمد لله الّذي أعطى والحمد لله الّذي أعطى والحمد لله الّذي أخذ (1) فقال الشّيطان : إنّ خيله أعجب إليه فسلّط عليها ، فلم يبق منها شيء إلاّ هلك ، فقال أيوب : الحمد لله الّذي أعطى والحمد لله الّذي أخذ (2) . وكذلك ببقرة ، وغنمه ، ومزارعه ، وأرضه ، وأهله ، وولده ، حتّى مرض مرضاً شديداً .
فأتاه أصحاب له ، فقالوا يا أيّوب : ما كان أحد من النّاس في أنفسنا ولا خير علانية خيراً عندنا منك ، فلعلّ هذا لشيء كنت أسررته فيما بينك وبين ربّك لم تطلع عليه أحداً ، فابتلاك الله من أجله ، فجزع جزعاً شديداً ودعى ربّه ، فشفاه الله تعالى ورد عليه ما كان له من قيل أو كثير في الدّنيا ، قال : وسألته عن قوله تعالى : ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة ) (3) فقال : الّذين كانوا ماتوا (4) .
149 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصّفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لمّا طال بلاء أيّوب عليه السّلام ، ورآى ابليس صبره أتى إلى أصحاب له كانوا رهباناً في الجبال ، فقال لهم : مرّوا بنا إلى هذا العبد المبتلى نسأله عن بليّته ، قال : فركبوا وجاؤوه ، فلمّا قربوا منه نفرت بغالهم فقرّبوها بعضاً إلى بعض (5) ، ثم مشوا إليه وكان فيهم شابّ حدث فسلّموا على ايّوب وقعدوا ، وقالوا : يا أيّوب لو أخبرتنا بذنبك . فلا نرى تبتلي بهذا البلاء إلاّ لأمر كنت تستره .
____________
(1) في ق 1 وق 5 : الحمد لله الذي أخذه ، وفي غيرهما من النّسخ والبحار : الحمد لله الذي أعطاه والحمد لله الّذي أخذه .
(2) في البحار هنا ذكر جملة واحدة فقط وهلي : الحمد لله الّذي أخذ وترك الأخرى وهي : الحمد لله الذي أعطى . والظّاهر وقوع السّقط .
(3) سورة ص : (43) .
(4) بحار الأنوار ( 12 | 350 ) ، برقم : (19) .
(5) في بعض النّسخ : فقرّبوا بعضها من بعض .
قال ايوب صلوات الله عليه : وعزّة ربي إنّه ليعلم أنّي ما أكلت طعاماً قط إلا ومعي يتيم أو ضعيف يأكل معي ، وما عرض لي أمران كلاهما طاعة إلاّ أخذت بأشدّهما على بدني ، فقال الشّاب : سوءة لكم عمدتم إلى نبيّ الله ، فعنفتموه حتّى أظهر من عبادة ربّه ما كان يسرّه ، فعند ذلك دعا ربّه وقال : « رب إنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب » (1) .
وقال : قيل لأيّوب صلوات الله عليه بعدما عافاه الله تعالى : أيّ شيء أشدّ ممّا مرّ عليك ؟ قال : شماتة الاعداء (2) .
150 ـ وباسناده عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : أمطر الله على أيوب من السماء فراشا من ذهب ، فجعل أيوب صلوات الله عليه يأخذ ما كان خارجاً من داره فيدخله داره ، فقال جبرئيل عليه السلام : أما تشبع يا أيّوب ؟ قال : ومن يشبع من فضل ربّه (3) .
151 ـ وبالاسناد المتقدم عن وهب بن منبّه : انّ أيّوب كان في زمن يعقوب بن إسحاق صلوات الله عليهم ، وكان صهراً له ، تحته ابنة يعقوب يقال لها : إليا ، وكان أبوه ممّن آمن بإبراهيم صلوات الله عليه ، وكانت أم أيّوب ابنة لوط ، وكان لوط جدّ أيّوب صلوات الله وسلامه عليهما أبا أمّه .
ولما استحكم البلاء على أيوب من كل وجه صبرت عليه امرأته ، فحسدها إبليس على ملازمتها بالخدمة ، وكانت بنت يعقوب ، فقال لها : ألست اُخت يوسف الصّديق ؟ قالت : بلى ، قال : فما هذا الجهد وهذه البليّة التي أراكم فيها ؟ قالت : هو الّذي فعل بنا ليأجرنا بفضله علينا ، لأنّه أعطاء بفضله منعماً ثم أخذه ليبتلينا ، فهل رأيت منعما أفضل منه ؟ فعلى إعطائه نشكره ، وعلى ابتلائه نحمده ، فقد جعل لنا الحسنيين كلتيهما ، فابتلاه ليرى صبرنا ، ولا نجد على الصّبر قوّة إلاّ بمعونته وتوفيقه ، فله الحمد والمنّة على ما أولانا وابلانا ،
____________
(1) سورة ص : (41) .
(2) بحار الأنوار ( 12 | 351 ـ 352 ) ، برقم : (21) .
(3) بحار الانوار ( 12 | 352 ) ، برقم : (22) .
فقال لها : أخطأت خطأ عظيماً ليس من هيهنا ألحّ عليكم البلاء وأدخل عليها شبها دفعتها كلّها .
وانصرفت إلى أيّوب صلوات الله عليه مسرعة وحكت له ما قال اللّعين فقال أيّوب : القائل إبليس لقد حرص على قتلي ، إنّي لأقم بالله لا جلدنّك مائة لم أضغيت إليه إن شفاني (1) الله (2) .
152 ـ قال وهب : قال ابن عباس : فأحيى الله لهما أولادهما وأموالهما وردّ عليه كلّ شيء لهما بعينه ، وأوحى الله تعالى إليه : وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ، فأخذ ضغثاً من قضبان وقاف من شجرة يقال لها : الثّمام ، فبرّ به يمينه وضربها ضربة واحدة ، وقيل : أخذ عشرة منها فضربها بها عشر مرّات ، وكان عمر أيّوب ثلاثاً وسبعين قبل أن بصيبه البلاء ، فزادها الله مثلها ثلاثاً وسبعين سنة أخرى (3) .
الموضوع : نبى الله ايوب عليه السلام ابتلاء الله لنبى الله ايوب عليه السلام المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر |
|