نوشة
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 34
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
| موضوع: تفسير الايه 21 الي الايه 25 من سوره البقره الخميس أغسطس 04, 2011 2:11 pm | |
| تفسير الايه 21 الي الايه 25 من سوره البقره
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)﴾
بعد بيان صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، نادى الله الجميع بنداء جامع ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ نداء للبشرية قاطبة في كل زمان ومكان.
وتتناول هذه الآيات عدة قضايا منها:
1. التأكيد على وحدانية الله تعالى. 2. الأمر بالعبادة. 3. تعريف الناس ببعض نعم الله عز وجل ليشكروه. 4. تقرير معجزة القرآن وإثبات صدق النبوة. 5. تقريع الكافرين. 6. تبشير المؤمنين.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ نداء الله لعباده دليل على أن الأمر المنادى ذو شأن عظيم.
﴿ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾ أمر بالعبادة، والعبادة غاية الخضوع لله مع غاية الحب له، وتأكيد على المقصد الأصلي من وجود الإنسان قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون﴾ [سورة الذاريات، الآية 56]. ويبين الله تعالى أنه المستحق للعبادة فهو المنعم على عباده نعما لا تحصى، منها:
- الإيجاد من العدم وبلا مثال سابق: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ وهو خطاب شامل يفيد الاستغراق، يشمل جميع الخلق من الأول إلى الآخر.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ وجزاء العابد لله حق عبادته النجاة من عذاب النار، إذ يجعل له الله تعالى بينه وبين عذابه وقاء.
- توفير أسباب البقاء والحياة:
﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً ﴾ إذ وفر الله تعالى أسباب الحياة قبل أن يخلقه، فجعل الأرض فراشا وبساطا وقرارا له ليتمكن من العيش والاستقرار والراحة.
﴿ وَالسَّمَاء بِنَاء ﴾ جعلها سقفا للأرض مرفوعا فوقها كهيئة القبة.
وقد استضافه فوق أرضه وتحت أديم سماءه، وهي مقابلة بديعة عقدها الله بين السماء والأرض، وبين الفراش والبناء.
الماء والرزق: ﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ْ﴾ ينبه الله عز وجل إلى أهم أسباب الحياة وهو الماء، حتى أن نسبته في جسم الإنسان تصل إلى 70%، وقال تعالى: ﴿... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 30]. وبالماء أخرج الرزق من الأرض، وفي هذا رباط وثيق بين السماء والأرض، فالماء ينزل من السماء والرزق يخرج من الأرض بفضل الله.
﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ بعد أن أحصى الله بعض نعمه، أمر الإنسان أن لا يتخذ نظيرا له فهو خالقه ورازقه ﴿...لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الشورى ، الآية 11]. وأن يدرك ضعفه وضعف من يعبد من دون الله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [سورة الحج، الآية 73]. ويستغرب الله تعالى من هذا المخلوق الذي أنعم عليه، فبدل أن يعبده وهو المستحق لذلك يعبد غيره، وفي الحديث القدسي: (إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويشكر سواي...) [رواه أبو داود].
﴿ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ﴾ يخاطب الله تعالى المشككين في صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته ويتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن الكريم وهو تحدي مطلق، وقال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [سورة الإسراء، الآية 88].
﴿ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ يتحداهم الله أن يأتوا بأنصارهم وآلهتهم التي يدّعون أنها تشفع لهم عند الله إن كانوا صادقين
﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ ﴾ يؤكد الله على عجز الخلق عن هذا التحدي ولو تعاونوا فيما بينهم، وهذا العجز مطلق: في الماضي والحاضر والمستقبل.
﴿ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ يخوفهم الله بمصيرهم فهم حطب النار والأصنام التي كانوا يعبدونها من دونه:
﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 98].
﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً﴾ [سورة الجن، الآية 15].
﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾ بشارة للمؤمنين الذين فعلوا الخيرات أي ترجموا إيمانهم إلى عمل.
﴿ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ تجري أنهار من الماء والعسل واللبن... تتخلل أشجارها وقصورها.
﴿ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً ﴾ فحين تقدم لهم الملائكة في الآخرة رزقا يقولون: رزقنا مثله فهي متشابهة في الأسماء والأشكال والألوان فقط، يقول ابن عباس: إن ما في الجنة يتشابه مع ما في الدنيا ما عدا الذوق.
﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ﴾ قال بعض العلماء أنه خطاب موجه للرجال، وقال بعضهم أنه يعني الجنسين، فالزوج يعني في اللغة الذكر والأنثى، وكلاهما صحيح، وهذه الأزواج مطهرة من العيوب الحسية والمعنوية.
﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ الجزاء الأكبر للصالحين هو الخلود في الجنة حيث السعادة الأبدية، وهو ما يطمئن المؤمنين، ولهم فيها ما لا يمكن تصوره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (لقد أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) [متفق عليه].
الموضوع : تفسير الايه 21 الي الايه 25 من سوره البقره المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: نوشة |
|
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136746
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| |
نوشة
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 34
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
| موضوع: رد: تفسير الايه 21 الي الايه 25 من سوره البقره الجمعة أغسطس 05, 2011 12:13 pm | |
| |
|