السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أثبت على دين الله .. وعلى الطاعات؟!
الأمر ليس صعبا ..
فمن أسباب حصولك الثبات على الحق والهدى والدين والتقى:
أولاً الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى
وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه:
((وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً"))
ثانيا : ًومن أسباب الثبات على الخير
والصلاح الإيمان بالله تعالى.. قال الله تعالى -:
((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)).
فالمثابرة على الطاعة المداوم عليها المبتغى وجه الله بها
موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.
ثالثاً: من أسباب الثبات على الطاعة
والخير ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها
فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب فقد قال - صلى الله عليه وسلم -
فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)).
ولا تحقرن صـغـيرة إن الجبال من الحصى!
رابعاً من أسباب الثبات على الإسلام والإيمان
الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبراً فإن الله - سبحانه و تعالى -
أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتاً للمؤمنين وهداية لهم وبشرى
قال الله تعالى -:
((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ")) فكتاب الله هو الحبل المتين
والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل.
خامساً ومن أسباب الثبات على الصالحات
عدم الأمن من مكر الله..
فإن الله - سبحانه و تعالى - قد حذر عباده مكره فقال عز وجل -:
((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ))
فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس فإنه مادام نَفَسُك يتردد
فإنك على خطر وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله:
((رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)) فلولا خوف الإزاغة..
لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.
سادساً من أسباب الثبات على الهدى
والحق.. سؤال الله التثبيت:
فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك -:
فألحوا على الله - تعالى - بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم.
سابعاً من أسباب الثبات على الإيمان
نصر دين الله الواحد الديان ونصر أوليائه المتقين قال الله تعالى -:
((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))
هذا ونصر الدين فرض لازم *** لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن *** عجز ت فبالتوجه والدعاء بجنان.
ثامنا من أسباب الثبات على الحق
والتقى الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي...
فإنه لن يحصل العبد الخيرات إلا بهذا وقد أمر الله - تعالى - نبيه
بالصبر فقال: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"))
تاسعا ومن أسباب الثبات على الدين كثرة ذكر الله..
كيف لا وقد قال جل شأنه : ((أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)).
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)).
عاشرا تنويع الطاعات والمسارعة
إليها وعدم التفريط في شيء منها:
فمن رحمة الله عز وجل بنا أن نوع لنا العبادات لتأخذ النفس
بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية
وقد أمر الله عز وجل بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها.
قال تعالى: فاستبقوا الخيرات {البقرة:148}
وقال جل شأنه: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون {المطففين:26}.
انها أمور بسيطة إن شاء الله ولا يصعب تنفيذها ..
ولكن.!!!!
وآه من كلمة لكن!
هناك بعض المعوقات أيها الحبيب .. والتي قد تقف عائقا في طريق تنفيذ
هذه الوسائل الطيبة للثبات على طاعة الله..
وهذه أولها :
-طول الأمل
حيث يتولد عنه الكسل عن الطاعة، والتسويف بالتوبة،
والرغبة في الدنيا والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب.
ويحذرنا الله تعالى من طول الأمل فيقول: ((ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب
من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)) الحديد:16
: 2-التوسع في المباحات:
لا شك أن التوسع في المباحات من الطعام والشراب واللباس
والمراكب ونحوها سبب في التفريط في بعض الطاعات،
وعدم الثبات عليها. إذ أن التوسع يورث الركون والنوم والراحة.
قال تعالى( كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه)) طه:81
فأمر سبحانه بالأكل ونهى عن الطغيان فيه حتى لا تميل النفس
إلى البطالة والكسل، وتتقاعس عن العمل وتطلب الراحة.
-الابتعاد عن الأجواء الإيمانية:
من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص،
وكما أن النفس إن لم تشغلها بالحق والطاعة شغلتك بالمعصية.
فالإيمان يضعف ويضمحل إذا تعرض العبد لأجواء غير طيبة
يكثر فيها اللغو والباطل ..
لذا حث الشرع على مرافقة الصالحين ليعتاد المسلم فعل الطاعات،
وترك السيئات.
فيا أحبابي نحن ولله الـحـمـد والمِـنّـة فـيـنا من الخـير الكـثـيـر
ولـكـن يـنـقـص الكـثـيـريـن منـا هـذا الجـزء المفقود
(الثبات والاستقامة على دين الله) !!
ولابُـد على كل أحـد مـنّـا الـقـيـام بـعـمـل ( تحـديـث ) لهـذا الجـزء المـفـقـود ،
وذلك بـ ( الاسـتـقـامـة ) عـلى ديـن الله ..
فلـنـبـادر أيـهـا الإخـوة ، ولـتُـبـادرن أيتـهـا الأخـوات ،
مـن هذه اللحـظــات بالاستـقـامـة ،
فإنهـا خـير طـريق سـار علـيـه من قبلـنـا من الأنبيـاء والصـالحين ..
منقول
الموضوع : كيفية الثبات على الطاعات وترك المعاصى ؟ المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر |
|