مَنْ هو المريض النفسي والمعالِج النفسي؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في مجتمعنا العراقي الذي تعرض لهزات كبيرة تركت بصمتها على قسم من الشخصيات الاعتيادية ما لبثت أن تحولت إلى شخصيات معتلة بأمراض كثيرة ظاهرة وباطنة ومنها الأمراض النفسية.
المواطن الاعتيادي وكذلك المتخصص من ممكن أن يكون معالجاً نفسانياً، لأن المريض في رغبة قصوى للمساعدة، والعلاج النفسي الاسنادي أيسرها. من حيث تقديم نصيحة أو مشورة لا تتضمن العقاقير، والهدف الأول هو تقوية الدافع للتغيير وتمكين الفرد من قيامه بالتعديلات الملائمة في الجوانب المضطربة من سلوك.
كذلك يعمل العلاج النفسي على إطلاق الانفعالات وتيسير التعبير عن المشاعر، حيث يساعد الفرد استبدال طرائق التفكير المرضية بأساليب ايجابية تساعده على التطور الصحي والمهني وتحقيق الانسجام في المجتمع، وينجم المرض النفسي في حالات كثيرة عن اضطراب علاقة الفرد بالأشخاص المحيطين في حياته.
لو شئنا الحقيقة فإن كل الأمراض يمكن أن يتناولها العلاج النفسي بطريقة من الطرق لوجود نظريات وإمكانيات في علم النفس ووجود أساليب سريعة وسطحية مفيدة، فالمريض الجسمي المصاب بكسر في الساق، أو المصاب بجلطة دماغية، أو بمرض خبيث مزمن، كل هؤلاء يحتاجون إلى نوع من الترويح، الاطمئنان، التهدئة النفسية. إضافة إلى العلاجات الطبية الخاصة. حتى المشرفين على الموت ـ مهما كان سبب تدهورهم وانحطاطهم ـ يحتاجون إلى الكلمة الطيبة المخففة من القريب والصديق ورجل الدين والطبيب النفساني.
كذلك فان جميع الإمراض النفسية (العصابية) والعقلية (الذهانية) يمكن أن يدخل فيها العلاج النفسي بنسب وفترات مختلفة يحددها نوع المرض والمعالج، لأن تجربة علم النفس والطب النفسي تشير إلى إن العلاجات النفسية الناجحة ذات المردود الايجابي الشافي هي التي تتناول مجموعة إمراض العصاب: كالقلق النفسي، الكآبة الانفعالية، الرحام أو الهستيريا، الحصر القهري (الوسوسة)، المخاوف المرضية (الرهاب)، عدم التوافق العائلي، افتقاد الانسجام الجنسي.
المريض الذي يصلح معه العلاج النفسي:
من بين تلك الإمراض النفسية المذكورة آنفا، لا يصلح جميع المصابين بها للعلاج النفسي. انتقاء المريض المناسب للعلاج النفسي هو بالحقيقة انتقاء المريض الذي يبشر بنجاح العلاج، وإلا كانت النتيجة هدرا في الجهود والطاقات وشعورا بالخيبة والفشل من قبل المريض والمعالج على السواء، ورغم إن أي علاج نفسي غير مضمون النجاح كبقية العلاجات الطبية الأخرى. وُجد بالتجربة أيضا إن الذي يستفيد من العلاجات النفسية أكثر من غيره من المرضى النفسيين هو من تتوافر فيه الشروط العامة التالية:
1ـ أن لا يكون مصابا بالخرف والانحطاط الذهني بحيث لا يفهم أو يستجيب لمتطلبات وتعليمات ومناقشات العلاج النفسي.
2ـ أن يكون متمتعا بذكاء متوسط في الأقل، وبثقافة مناسبة تساعده على التعبير عن نفسه، وفهم الحوار والاستجابة له.
3ـ يفضل أن تكون مشاكله في إطار الأمراض العصابية وليست (الذهانية).
4ـ أن يتعاون مع المعالج اثناء انعقاد جلسات العلاج ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومسألة (التعاون) هذه قد تبدو أمراً بديهيا، لكننا نرى المريض (يقاوم) أحيانا مجرى العلاج (لاشعورياً) وقد يعرقله بسبب قوة الكبت وعدم الميل للكشف عن أسرار شخصية.
كما انه قد تظهر حالات يجد فيها المريض نفسه مجبراً على العلاج النفسي، وهي حالات نادرة لكنها تحدث فعلا، فمثلاً عندما تهدد الزوجة بعدم العيش مع زوجها (المريض) ما لم يعالج نفسه ويصلح من شأنه أو العكس. عندما يخير القاضي فرداً متهماً بين العقوبة أو العلاج النفسي.
المعالِج النفسي:
المعالج النفسي psychotherapist لا يشترط فيه أن يكون طبيبا بل أي شخص حصل على دراسة أولية جامعية في علم النفس العام او الاجتماع اوعلم النفس المرضي والسريري، ثم تخصص في فن العلاج، وإضافة إلى ذلك قد يكون المعالج النفسي بالأصل طبيبا نفسيا psychiatrist متخصصا في فن العلاج النفسي، لذا فالعلاج النفسي دراسة متخصصة لفنون وأساليب إدارة المناهج العلاجية، أما المؤهلات الأولية الأساسية فهي أما الطب النفسي أو علوم النفس والتربية والاجتماع.
ومن المفيد أن نضيف ان التخصص في الطب النفسي يتطلب دراسة الطب أولاً، أما التخصص في العلاج النفسي فلا يتطلب ذلك، إلا أن المعالج النفسي لا يستطيع ممارسة الطب النفسي لأن ممارسته تستدعي غالبا القيام بالفحص الطبي واستخدام علاجات أخرى (من عقاقير وغيرها)، أما الطبيب النفسي فانه يمكن أن يكون معالجا نفسيا كذلك إذا تلقى التدريب الخاص في نوع أو أكثر من العلاجات النفسية.
ولا يمكن القول إن الطبيب النفسي هو أقدر من المعالج النفسي (غير الطبيب)، لأن المقدرة تتعلق بالموهبة والرغبة والمهارة والصفات الشخصية، وكلاهما ـ الطبيب النفسي والمعالج النفسي ـ يمكن أن يشكلا فريقاً متعاوناً ومتكاملاً في كثير من الأحيان للخروج بنتائج ايجابية.