الحمد لله رب العالمين القائل : وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ من ينصره إن الله لقويٌ عزيز . الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبةُ الأمور .
والصلاة والسلام على البشير النذير الذي حث أمته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : مُرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، والقائل متوعّداً المتقاعسين عن القيام بهذه الفريضة: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم . عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد
يا شباب الأمّة وشابّاتها:
إرتقت وسائل الإفساد وتنوعت طرق الإغراء والإغواء وتعاظمت الفتن في الشهوات والشبهات وحل الفساد في البر والبحر وتعددت أماكنه حتى أصبح القابض على دينه في هذا الزمن كالقابض على الجمر
فلم يسلم الشباب ولم تسلم الفتيات من محاولات الفاسدين ومن إغراء دعاة الشهوات
الساعين في الليل والنهار بمكرهم إلى محاولة سلخ أبناء المسلمين عن دينهم وإفسادهم
وجرهم إلى مواطن الخنا والرذيلة وإلقائهم في بحور الفساد والضياع ومن ثم رميهم وتركهم في مستنقعات الإنحلال الأخلاقي .
أيها الغيارى على عرض الأمّة:
إنّ محاولات مسخ الأمّة الإسلامية عن هويتها قديمة وليست حديثة وقد تعدّدت وسائل العدو في ذلك سواءا المباشرة منها والغير مباشرة ولقد كان من أشدّها تاثيراً ما كان عبر التكنولوجيا الحديثة والتي صارت ظلّا ملازماً لكلّ فرد من أفراد الأمّة ؛غير أنّ اخطر ما في هذه الوسائل أنّها صارت طيّعة بأيدينا فاستخدمناها نحن في إفساد انفسنا ،، ولعلّ أخطر هذه الوسائل الإنترنت -على ما فيه من فوائد- وأخطر ما فيه شبكات التواصل ومواقع الفيديو كالبالتوك واليوتيوب وغيرها ،، وقد اخترنا هذين الموقعين للتمثيل -مع أن امثالهما كثير- ذلك أن موقع اليوتيوب وكذا البالتوك
يرتادهما الملايين من الزوار من مختلف البلاد الإسلامية ويستطيع من خلالهما كل فاسد وخبيث أن ينفث سمومه بكل يسر وسهولة وإيصاله بشكل مباشر وسريع إلى الشباب والفتيات ليتجرعوه وينزلقوا بسببه إلى مهاوي الردى والإنحطاط.
وأمام هذا الذي يجري من المنكرات والمجاهرة بها بل والمباهاة بذلك والتي أوشكت بأن تقضي على ما تبقى من أخلاق وفضيلة لدى الشباب والفتيات
كان لزاماً على الغيارى من أبناء هذه الأمة أن يقفوا وبكل الوسائل الممكنة في وجه هذا الفساد المستشري إحياءًا لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الغائبة والتي بها تنجوا السفينة وتسود الفضيلة وبها يدحر الفساد ويقضى على الرذيلة التي عمت البلاد بسبب هذه المواقع وغيرها .
وقد خصنا الله من بين الأمم ووصفنا سبحانه وتعالى في كتابه بأننا خير الأمم
لأننا أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
قال الله عز وجل ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [آل عمران: 110]
وفي المقابل لعن بني إسرائيل على لسان أنبيائه للأمر نفسه ولكن بسبب تركه وعدم القيام به
فقال الله تعالى: ( لُعِنَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِيْ إِسْرَائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوودَ وَعِيْسَى ابنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون ، كَانُوْا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوْهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون)
ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) [خرجه الإمام مسلم في صحيحه].
وقد قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله : ( فلو قُدِّر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب لله، ولا يتمعَّر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله )
وبعد هذا أيها الشباب:
وبناء على هذه المعطيات وشعوراً بالمسؤولية في ظلّ هذه المرحلة الخطيرة ندعو كل مسلم أن يهبَّ و يريَ الله غيرته على دينه وعلى المحارم التي تنتهك بسبب هذا المواقع فإن الدين قد لاقى الصدود والجحود.
هيّا فرادى وجماعات:
سعياً وبذلاً للجهود في إنكار المنكر في موقع اليوتيوب وبرنامج البالتوك
أكتبوا وأرسلوا وانشروا النصائح في هذين الموقعين زجراً ووعيداً وترهيباً تزجرون بها أصحاب المقاطع المفسدة وأصحاب الغرف ومن يعرض المنكرات فيها من أغاني وغيرها عسى أن يرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه فيحذفوا ويمحوا ما نشروه،،
وكل الذي نرجوه أن نجد الاهتمام والتشجيع والمؤازرة وأن نتكاتف جميعنا كي نقوم بما أمرنا الله به فنبدأ بحملة فردية على هذه المواقع نأمر من خلالها بالمعروف وننهى عن المنكر في كل مقطع يعثر عليه المسلم أثناء إبحاره في الشبكة العنكبوتية .
والمطلوب من الجميع
أن يقوم كل شخص يمتلك معرف في موقع اليوتيوب أو في برنامج البالتوك بكتابة رد في كل مقطع يجده على موقع اليوتيوب أو في الغرف الغنائية والتعارفية الإجتماعية بالبالتوك فيها معصية لله ويقوم بزجر صاحب هذا المقطع أو من يعرضه ويمنعه ويحذره من مغبة فعلته ومن ثم يطلب منه حذفه والانتهاء عنه
اضرب لكم مثال
شخص قام بإنزال مقطع أغاني على اليوتيوب
على الشخص المحتسب أن يرسل إليه ردّ يذكره بالله ويحذره من عواقب حمل أوزار كل من يستمع أو يشاهد ما هو موجود في المقطع والذي سيكون عليه بسبب ذلك ذنوب جارية لا يعلم متى تقف !
وكذلك في برنامج البالتوك هناك الكثير من الشباب هداهم الله يعرض طوال اليوم الأغاني أمام الجميع فعلى المحتسب الدخول إلى الغرف التي تعرض الأغاني وإيراد رسالة على العام تذكر العباد وتحذرهم ويخرج ، وبذلك يكون أدى ما عليه وعذر نفسه أمام الله عز وجل
ولكي نبسط على المحتسب في أداء هذه المهمة العظيمة
إليه رسالة قصيرة وما عليه سوى أن يضعها أسفل المقطع في اليوتيوب الذي يوجد فيه منكر
(( صفّقنا لك ،، شكرناك ،، رفعنا لك المقطع ،، تناقلناه ،، فرحنا به ،، ماذا بعد ذلك أخي ؟؟بعدها>> قبرٌ ولحد ،، بعدها ظلمةٌ ووحشة ،، بعدها منكرٌ ونكير ،، بعدها عملك السّيء تستوحش منه في قبرك ،، بعدها قد ترى مقعدك من النار ،، بعدها عذاب القبر ،، بعدها البعث ،، بعدها الحشر وما أدراك ما الحشر ،، بعدها الحساب وتطاير الصّحف ،، بعدها تسلّمك كتابك بشمالك ،، ماذا أعددت لكلّ هذا يا أخي ...أحبّك ولا أريد لك كلّ هذه الأهوال .. اتق الله ولا تجاهر بالمعصية وتحمل وزر هذا الذنب .. سارع بحذف المقطع ))
وهذه رسالة توضع في الغرف الغنائية بالبالتوك
(( تكاثرنا على غرفتك ،، إمتدحنا عرضك وابداعك في انتقاء الأغاني ،، الكلّ يتهافت على التواصل معك ،، أنظر كم هي شعبيتك!!! ولكن أتدري أنّ كلّ هذا وبالٌ عليك؟؟!! فتذكّر قوله تعالى: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربّك أحداً))
هذه الطريقة سوف تنجح في ردع الغافلين بإذن الله
والمهمة سهلة والأجر عظيم
أيها الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر:
إرسالك لهذه الرسالة في اليوم الواحد الى أربعة من أصحاب المقاطع أو بعض الغرف
سوف يكون عدد من أمرتهم بالمعروف ونهيتهم عن المنكر في الشهر الواحد
تقريبا مائة وعشرين شخصاً وكثيراً من الغرف
فلك أن تحسب كم سيكون الأجر العظيم الذي ستناله بإذن الله من هذا العمل
فعلاً لا يُلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيم
فقط علينا أن نصدق مع الله وأن نري الله غيرتنا على دينه
وإن شاء الله سيكون ما نقوم به سنة نحييها وتكون ثمرة ينتفع بها كل من أراد التقرب الى الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر
والسعيد من شارك في إحيائها .
الموضوع : ولينصرن الله من ينصره ان الله قوى عزيز المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر |
|