اهدي هذا العمل المتواضع لارواح شهدائنا الذين قتلوا في الجزائر دفاعاً عن هويتهم العربية .. كما اهدي هذا الموضوع لتطييب جراح المصريين الذين صدمتهم قسوة وبربرية مشجعي الجزائر في لقائها الاخير مع مصر ..اهدي هذا الموضوع لكل عربي غيور علي عروبته ليري ما وصل اليه حالنا كعرب .. وواسفاه علي عرب اليوم
قصة الذئب الذي يشتهي الفريسة
في فترة من تاريخنا الحدث تعرضت البلاد العربية لنوع من الفرقة والشقاق بين الاخوه العرب وبعضهم وبين حكام وملوك العرب لتزداد الهاوية بينهم اتساعاً ولينعزل كل سكان اقليم او قطر علي انفسهم غير عابئين بأخوانهم في الاقطار والاقاليم الاخري ونظر العدو المستعمر نحو البلاد العربية نظرة الذئب
الذي يشتهي الفريسة ولكنه قرر ان لا يتسرع في هجومه الا بعد ان يفرق شمل القطيع حتي يتسني له ان يفوز بالشارده منهم دون خسائر وهذا ما كان يفعلة الطابور الخامس للعدو في البلاد العربية من اشعال نار الفتن التي جعلت الدول العربية تأكل بعضها بعضاً متخبطة في بحور من الفتن والجهل والضلال وحين سنحت الفرصة للذئب بالهجوم وجد ان عدد من الذئاب الاخري يلحق به ليشاركة الفريسه لذا قرر الذئب ان يتعامل مع الذئاب الاخري بمنطق تقسيم الفريسة فهناك قطيع كامل من الفرائس التي تكفي كل منهم لذا لا داعي لأن يتنازع الذئاب الان ولكن يمكنهم النزاع بعد ان يصل كل منهم لهدفة لذا تعرضت البلاد العربية لهجمات شرسة من ذئاب ضارية لتحتل اراضيها وما اغري هذه الذئاب بالهجوم علينا الا ضعفنا وتشتتنا فأستغلوا الفرصة لينالوا منا كما يشاؤن فتعرضت مصر للاحتلال الانجليزي وتعرضت الجزائر للأحتلال الفرنسي ووقف كل ذئب منهم علي رأس ضحيته مندداً بهمجية الاخر في الصيد والاقتناص فوأاسفاه وصدق فيهم المثل المصري القائل (مش شافوهم وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتقاسموا) وقصة الاحتلال الانجليزي والفرنسي لمصر جميعنا نعرفها ولكن ماهي قصة الاجتلال الفرنسي للجزائر دعونا نقرأ الحكاية ..ولكن لنقرئها من البداية
سادة البحر واسودة
كان هناك مدينة عظيمة تسمي بسيدة البحر الابيض وليس هذا الاسم من فراغ بل لأنها بالفعل كانت تفرض سيطرتها علي البحر الابيض المتوسط بأسطول قوي مخيف ارهب جميع السفن المأرة وكانت يقوم هذا الاسطول بحماية السفن المارة مقابل رسوم تدفع لهم فقد كانت بريطانيا تقوم بدفع 600جنية كل عام للخزانة الجزائرية وتقدم الدنمارك كل عام الات وهدايا تقدر قيمتها ب4الاف ريال اما هولاندا فقد كانت تدفع 600جنية وصقلية 4 آلاف ريال، ومملكة سردينيا 6 آلاف جنيه، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10 آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغيير قناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف، وتورد السويد و النرويج كل سنة آلات وذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي، وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا .. ولكن.. في عام 1783م بدأت تجوب البحار والمحيطات السفن الامريكية التي كانت قد حصلت علي استقلالها عن بريطانيا منذ عهد قريب رافعه الاعلام الامريكية التي لما يألفها الجزائريون لذا قاموا بالتعرض لهذه السفن واستولوا علي احداها عام 1785 ثم استولوا علي 11 سفينه امريكية اخري وقادوها للساحل الجزائري ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795 م، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريين لسفنها ..ولكن .. لى الرغم من امتناع طرابلس (ليبيا الحالية) عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة طيلة عام كامل إلا أنها لم تحصل على إتاوة سنوية مجزية ، إسوة بحكام الجزائر وتونس . وقد حاول الإنجليز استغلال هذه النقطة ؛ للثأر من عدوتهم اللدودة (أمريكا) وذلك من خلال الإيحاء ليوسف باشا القره مانلي بإعادة النظر في شروط المعاهدة مع الولايات المتحدة ، عبر قنصلهم في طرابلس الغرب "لوكاس". وقد زاد من تفجر غضب يوسف باشا الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد ونقص الأموال اللازمة للإنفاق على الجيش والجهاز الإداري . كان جيش القرمانلي ينظم في العادة من بين المرتزقة ، ويجمع الجيش بالدرجة الأولى من القولوغلية والانكشارية المقيميين في طرابلس ، بالإضافة إلى الكتائب المسلحة المشكلة من بين القبائل الموالية للباشا . وكان القولوغلية يشكلون الركيزة الأساسية للجيش . ويقدم رؤساء تجمعات القولوغلية العدد المطلوب من الجند لقاء الإعفاء من الضرائب وبدلا لامتيازات أخرى . وقد كان بوسع يوسف باشا القرمانلي ، أن يجمع جيشا يضم 10 آلاف خيال ، و40 ألفا من المشاة . أما بالنسبة للكتائب المقاتلة ، فكانت تستخدم بصورة ناجحة في الحملات التأديبية ضد القبائل ، التي تكون في حالة عداء مع القبيلة الموالية لحاكم الولاية . أما الانكشارية فكانوا يثبتون أركان الجيش من خلال كونهم المقاتلين المتخصصين ، وما كانوا يقاتلون ببراعة إلا عند التعويض المادي الجيد على خدماتهم . أما أسطول الولاية فلم يكن القوة المطلوب منها حماية البلاد من العدوان الخارجي بقدر ما كان القوة التي تؤكد هيبة الإيالة والمنبع المهم لتحصيل الأموال ، التي كانت ضرورية جدا من أجل إثراء الصفوة الحاكمة العليا ، والإنفاق على الجيش وعلى النظام الحاكم بمجموعه . وكان يشمل على 20 سفينة مجهزة تجهيزا عسكريا جيدا ببحارتها البالغ عددهم حوالى الـ 1000
ارسلت الولايات المتحدة أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط ، وكان يدخل في عداده فرقاطتان جهزت كل منهما بـ44 مدفعا ، وهما (بريزيدينت) و (فيلادلفيا) ، وواحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي (إيسكس) ، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي (انتربرايز) . كان رئيس الجمهورية "توماس جيفرسون" ، الذي باشر للتو أعماله الرئاسية كثالث رئيس للولايات المتحدة ، يأمل بإرسال أفضل قواته إلى البحر المتوسط ؛ كي تعزز هذه القوة من هيبة الولايات المتحدة في المنطقة .
صدر إلى الأميرال "ريتشارد ديل" بقيادة هذه الحملة ، والتوجه إلى البحر المتوسط ؛ لإلقاء الرعب في قلوب حكام الشمال الأفريقي ، وإيجاد موطئ قدم للامبراطورية الجديدة . لقد كان انتقاء مدروسا بعناية ، ذاك القرار الذي تم بموجبه تسمية هذا الأميرال ؛ أحد أبطال حرب الاستقلال ، والذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال البحرية العسكرية
كان باشا طرابلس القوي، قد شعر بان الأمريكيين يماطلون في دفع الجزية المفروضة على مرور السفن الأمريكية التجارية بالبحر المتوسط، فعمد إلى اهانتهم في رمز شرفهم الوطني، عندما أمر في 14 مايو 1801 جنوده بأن يحطموا سارية العلم الأمريكي القائمة أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، إشارة إلى إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. انطلقت بعدها الطرادات الليبية تجوب البحر بحثا عن السفن الأمريكية للاستيلاء على غنائمها وإجبار حكومة واشنطن على دفع جزية سنوية مجزية.
قام القنصل الأمريكي في طرابلس بمقابلة الباشا عارضا احتجاج دولته الرسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، وطلب اعادة البضائع التي سلبت من السفن الأمريكية. فقال له الباشا: «أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب ان تدفع لي أمتكم. «فقال القنصل: «لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به اليك ولسنا مدينين بشيء. فرد الباشا متهكما: «في ما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا». لقد كان يوسف القراملي يدرك بحس قرصان عظيم انه يتعامل مع أمة أسسها قراصنة مخادعون!
كان وقع حرق العلم الأمريكي على قلب القنصل كوقع الصاعقة، واشتط غضبا حينما وصله خطاب الباشا، يأمره بمغادرة البلاد فورا. كانت الأجواء مشحونة والنفوس معبأة بفيض من الكراهية ومشاعر الانتقام من الجانبين . ولم يستطع القنصل فعل أي شيء سوى تمزيق معاهدة السلام والصداقة ، التي وقّعها مع طرابلس الغرب سنة 1796 ، وعند حلول المساء ، طفق المنادون يجوبون الشوارع ؛ قارعين طبول الحرب ، فيما شرعت المآذن تلهب حماس الناس بآيات من الذكر الحكيم ، تحرضهم على قتال الصليبيين . وخلال عشرة أيام بالضبط بعد الحادث ، غادر القنصل الأمريكي "كاثكارت" طرابلس صحبة أسرته عبر البر متجها إلى تونس . وهكذا يكون الباشا قد دق بالفعل أجراس الحرب ، التي لم يسمع قائد الأسطول الأمريكي "ديل" بأصدائها إلا في الـ30 من يونيو ، وذلك عندما دخل جبل طارق للتزود بالمؤن . وهلع ديل مما سمع ، إذ لم يكن يتوقع أن تجري الأمور بكل هذه السرعة . وصدرت الأوامر منه على الفور بإغراق وحرق وتدمير أكبر عدد من المراكب الطرابلسية ، التي من المحتمل أن تواجههم في عرض المتوسط ولكن فلاديلفيا التي أبحرت قبالة سواحل طرابلس في 31 أكتوبر 1803 لتجنح في صخور خارج ولتبؤ كل المحاولات لإبعادها عن مرمى المدافع المنطلقة من الشاطئ والقوارب الحربية الطرابلسية بالفشل ولتعلن استسلامها للطرابلسيين، ليقع قبطانها والطاقم كعبيد للباشا اعتبرت فيلادلفيا كجائزة كبيرة تقع في أيدي الليبيين في طرابلس، لذلك صدر القرار إما باستعادتها أو بتدميرها. في 19 فبراير 1804 قامت مجموعة أمريكية على متن المركب إنتربد "Intrepid" وهو مركب عسكري بصاريتين بالصعود ليلا إلى السفينة الراسية، حيث قاموا بإشعال النار في السفينة وهكذا يخربون بيوتهم بايديهم ميناء طرابلس
وكان نتيجة هذه الحرب التي استمرت منذ عام 1801الي1805 ان وقع كلاً من الجزائر وامريكا معاهدة انهاء الحرب في 10يوليو1805 والزمت امريكا بدفع 3مليون دولار لطرابلس غرامات مالية ودفع ضريبة سنوية قدرها 20.000دولار لطربلس في حين تدفع ضريبة اخري للجزائر سنوية وقدرها 62.000دولار كانت هذه المعركة القوية احدي المعارك التي ذادت من هيبة الاسطول الجزائري ولكنها في نفس الوقت اضعفته كثيراً
معركة نفارين البحرية
وقعت هذه المعركة يوم 20اكتوبر 1827 وشارك فيها كل من الاسطول الجزائري والاسطول المصري لدعم الاسطول العثماني والذي كان يواجه ثلاثة قوي رهيبة هي روسيا وفرنسا وبريطانيا وكان سبب هذه الحرب هو ثورة اليونان علي الحكم العثماني ومطالبتهم بالانفصال والحكم الذاتي وهذا ماشجع روسيا وفرنسا وبريطانيا علي التدخل بحجة حماية الارثوذوكس ولكن كان هدفهم الحقيقي هو القضاء علي الحكم العثماني وكانت هذه الحرب القوية احدي الملاحم التي غيرت وجه التاريخ حيث ادت هذه الحرب الي دمار جميع قطع البحرية الجزائرية وفرض حصار علي الجزائر كما انها اضعفت الحكم العثماني وتحطم الاسطول المصري ايضاً واخيراً حصلت اليونان علي استقلالها عن الحكم العثماني وانتهت المعركة بهزيمة الجيش العثماني وان الوقت لمصر والجزائر ان تدفعا ثمن هذه الخسائر فادحاً
الاحتلال الفرنسي وسقوط اكثر من 5مليون شهيد
احتلت فرنسا الجزائر عام 1830م وبدأت في السيطرة على أراضيها، في 8 سبتمبر 1830 أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الأتراك الجزائريين على أنها أملاك للدولة الفرنسية وبهذا يتضح لنا ومنذ الوهله الاولي ان فرنسا قرت ان تبقي وتترسخ في الجزائر ففي 1 مارس 1833 صدر قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل مثل مرسوم 24 ديسمبر عام 1870 الذي يسمح للمستوطنين الاوروبيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التي يسكنها الجزائريين و إلغاء المكاتب العربية في المناطق الخاضعة للحكم المدني شجعت فرنسا الأوربيين على الإستيطان والإستيلاء على أراضي الجزائريين المسلمين و حررت قوانين و قرارت تساعدهم على تحقيق ذلك.من بين هذه القرارت و القوانين قرار سبتمبر 1830 الذي ينص على مصادرة أراضي السلمين المنحدرين من أصول تركية و كذلك قرار أكتوبر 1845 الظالم الذي يجرد كل من شارك في المقاومة أو رفع السلاح أو اتخذ موقفا عدائيا من الفرنسيين و أعوانهم أو ساعد أعداءهم من قريب أو بعيد من أرضه. وقاموا بنشاط زراعي وإقتصادي مكثف، حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم بدل اللغة العربية وهكذا حاولوا القضاء علي الهوية العربية منذ ان وطأت اقدامهم الجزائر كما اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الاصول الأوروبية (واليهود أيضا) مواطنين فرنسيين كاملي الحقوق، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع السكان العرب والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة عنصرية
حرب التحرير
كان لوحشية الفرنسيين في معاملة الشعب الجزائري اعنف الاثر في قيام الثورة الجزائرية والتي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف من الشهداء خاصة بعد احداث 8مايو 1945 والتي كان عملية اجرامية بكل المقاييس في حق شعب اعزل وجد نفسة يواجهه ترسانات الاسلحه الفرنسية سواء من الجو او البر او حتي البحر فعلي الرغم من ان فرنسا في هذا الحين كانت تهتف بالمدنية والحضارة ونبذ العنف الا انها لم تكف يوماً عن اهدار الدم الجزائري الذي اغاظها وبشدة تمسكة بهويته العربية كانت فرنسا تحلم وتطمح بأن تكون الجزائر هي فرنسا رقم 2 وتمحوا كل قومية عربيه في الجزائر ولكن هيهات لهم فشعب صمد كل هذا الصمود وضحي كل هذه التضحيات لم يكن ليسمح ابداً بأن يسقط فريسة سهله في ايدي هؤلاء السفاحين المتعطشين للدماء ونظر الجزائرين حولهم فوجدوا ثورة مشتعلة هي ثورة 1952 والتي قضت علي الانجليز وطردتهم خارج البلاد بعد احتلال شقيقتها مصر لمدة 80 عام فشجع هذاعلي قيام جبهه قوية لتحرير الجزائر والتي ، أعلنت سنة 1954 عن قيام جبهة التحرير الوطني (fln) بدأ الثورة الجزائرية و بالضبط في (جبال الأوراس) بولاية (باتنة) ليبدا عهد من الرعب والفزع ضد الجنود الفرنسيين
فقد كان الشعب الجزائري يعرف طبيعة بلادة اكثر من اي شخص اخر كانوا يعرفون اماكن الفخاخ والكمائن والمصائد وكيف يستغلون طبيعة البلاد في حربهم هذه لذا قاموا بعمليات حربية تسمي حرب العصابات ضد المستعمر الفرنسي وساعدهم علي ذلك تمويل مصر لهم بالسلاح وارسال قادة وخبراء عسكريين لتدريبهم علي استخدام تلك الاسلحة في حرب العصابات ضد فرنسا مما ترتب علي اثرة بعد ذلك انضمام فرنسا لانجلترا واسرائيل في حرب العدوان الثلاثي علي مصر لاجل منع وصول امدادات السلاح والذخيرة والكوادر التدريبيه للجزائر ولكن ذلك لم يمنع مصر ان تتوقف ولو يوم واحد من امداد المقاومة الجزائرية بالسلاح عن طريق المغرب وتونس ومع وجود السلاح في ايدي المجاهدين الجزائريين الذين ذاقوا ويلات الحرب ومنعوا الامن والسلام وحرموا لعقود طويلة من حقوقهم وحريتهم واستقلالهم تحولت الجزائر الي جحيم هائل راح يمضغ الجنود الفرنسيين ويطحنهم بلا رحمة مجيلاً ايامهم الي سعير وامنهم الي فزع ورعب ووجودهم الي مخاطرة يتحملون ويلاتها في كل ثانية وكل لحظة كانت الجزائر تعاني لعقود طويلة من بطش الفرنسيين وتعطشهم لسفك الدماء وتعذيب المواطنين الابرياء شتي انواع العذاب لذا كانت ثورة عارمة وحرب المغصوب الذي حرم ارضة وامنة وهويته واخيراً وفي عام 1962 نجحت الجزائر في طرد المحتل الفرنسي وحصلت علي ماكانت تبغية دوماً وما دفعت في سبيلة كل هذه الارواح البريئة الطاهره حصلت علي شئ اغلي من النفس والروح والمال حصلت علي استقلالها
نتائج الاستعمار
ترتب علي هذا الاستعمار الكثير من النتائج الهامه وسنبداء في سردها ودراستها
فاولاً:- افرزت هذه الحرب العديد من القادة ومن النمازج التي يحتذي بها والتي حاربت بكل ماتملك لاجل الحصول علي حرية بلادهم ونذكر علي سبيل المثال الامير عبدالقادر الجزائري وجميلة بوحريد والعديد غيرهم ممن احتملوا كل الوان العذاب وقدموا كل عزيز وغالي لأجل تحرير بلادهم فلم يبخلوا بالروح او بالنفس او بالولد ولم ييئسوا يوماً من حصولهم علي الحرية والاستقلال
ثانياً:- كشفت هذه الحرب وحشية الاستعمار الفرنسي والذي قضي منذ اعلان المقاومة الجزائرية علي اكثر من مليون ونصف شخص رفضوا ان يسلموا بلادهم لمستعمر ورفضوا ان يتخلوا عن لغتهم وهويتهم فطوال ال132 التي عانت فيهم الجزائر من الاحتلال الفرنسي منذ عام 1830وحتي عام 1962 قتل الاستعمار الفرنسي 5 ملايين شهيد جزائري 5ملايين ضحوا بأرواحهم في اجيال ممتدة من التضحيات لتبقي المقاومة وحتي لاتنطفئ جزوتها او يضيع حق الجزائر في الحصول علي حريتها واستقلالها 5مليون شهيد ضحوا بأرواحهم حتي لاتفقد الجزائر هويتها العربية
ثالثاً:- تشوة اللغة العربية اذا كانت الجزائر قاومت الاحتلال الفرنسي لكنها كانت ايضاً مجبرة علي الاحتكاك بهم طوال تلك الاعوام التي عانت فيها من الاحتلال بل ان اللغة الفرنسية فرضت عليهم فرض حتي صار من الجرم التكلم بالعربية ومن يقوم بتدريس اللغة العربية كان يتعرض فوراً للسجن وربما القتل وكأن تدريس اللغه العربية جرم او ذنب لايغتفر كل هذا اثر علي لغة الجزائر واكسبهم لغة فرانكوعربية اي نصف عربية ونصف فرنسية ولهم العزر في ذلك ف132عام من القمع والاضطهاد وفرض الفرنسية علي البلاد فرضاً واجبار المواطن الجزائري علي ان يجعلها لغته الرسمية ليست بالقليل
رابعاً:- تمزق الجزائر بين ايدي الطامعين للسلطة فكل جماعه مسلحة رات من وجهت نظرها انها هي من قام بتحرير البلاد وانها الاولي بالمناصب القيادية وهكذا نري أول رؤساء الجزائر، أحمد بن بلة (و أحد قادة جبهة التحرير)، عزل بانقلاب عسكري من قبل حليفه السابق ووزير دفاعه، هواري بومدين في 1965 م لان بومدين كان يري انه هو من قام بالثورة وهو الاولي بتولي الحكم وخضعت البلاد لحكم بومدين ل25عام نعمت فيهم بالامن وعدم الاضطرابات الداخلية الي اوائل التسعينات فقد دخلت الجزائر دوامة العنف بعد أن تدخل الجيش ليمنع الحزب السياسي الإسلامي "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" من تولي السلطة، في أول انتخابات تعددية تعرفها البلاد هذا الموقف اثار الفتنة وحرب اهليه داخل الجزائر كان ينعشها دوماً ويمدها بالسلاح اعداء الجزائر من الخارج ليقتل في هذه الحرب الاهلية اكثر من 100.000 شخص اغلبهم من المدنيين علي ايدي تلك الجماعات المتطرفة دينياً والتي بسببها عانت الجزائر مرة اخري من العنف
خامساً:- التعصب الجزائري ومن ورائه الكثير من الخونة اعداء الجزائر والذين كانوا في الماضي عوناً للاحتلال الفرنسي هؤلاء الذين باعوا قوميتهم وهويتهم ودينهم ودنياهم مقابل حفنة قليلة من سقط المتاع فمع ان الكثير من ابناء الجزائر رفعوا علم الجهاد والثار لوطنهم الا انه ايضاً انضم للجيش الفرنسي الكثير من الخونه الذين بفضلهم بقيت فرنسا في الجزائر طوال هذه السنين والذين بفضلهم فقدت الجزائر 5مليون شهيد والذين بفضلهم عانت الجزائر من جرح عميق في ثقافتهم وهويتهم والذين مازال احفادهم الي الان يشعلون نار الفتن في الجزائر ويشعلون نار الحروب الاهلية وتارة يشعلون الفتنة بين الجزائر واشقائها العرب هؤلاء المخربون الذين يسعون دوماً للأضرار بالجزائر لا اصلاحها مستغلين تعصب البعض
سادساً:- اخوه لاتنفصم بين شقيقين عربيين هما مصر والجزائر فبعد ان ساعدت مصر الجزائر في حربها ضد الاحتلال الفرنسي وزودتها بالسلاح ظلت الجزائر خافظه هذا الجميل لمصر ولتعلن مع مطلع حرب اكتوبر حفاظها علي الود والوفاء فهي لم تقف تدين وتشجب ولم تقم بالتبرع بالاموال والادوية او التبرع بالموارد بل انها شاركت فعلياً في الحرب فلم تكتفي الجزائر بارسال العده والزخيرة بل ارسلت ابنائها ايضاً مشدده عليهم بان لايتورعوا عن بذل حياتهم في سبيل مناصرة شقيقهم المصري لن ننسي ابداً هذا الموقف للجزائر التي اتمني ان لا ينسي اهلها اننا قبل شئ اشقاء لن تفرقنا الغوغاء او جهالة الجهلاء او افعال السفهاء او حتي الاعلام والصحافة الصفراء
جميلة بوحريد والرئيس عبدالناصر
فيدل كاسترو في زيارة للجزائر
غارة جوية علي الجزائر
الجزائر العاصمة
الخاتمة
هذه كانت قصة الجزائر بلد المليون شهيد حاولت ان الم بها علي قدر مااستطيع واتمني ان يكون الله وفقني في ذلك
الموضوع : قصة الجزائر..بلد المليون شهيد..كاملة المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: قناص حضرموت توقيع العضو/ه :قناص حضرموت |
|