| (...القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة...) | |
|
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| موضوع: (...القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة...) الأحد ديسمبر 12, 2010 3:24 pm | |
|
,,للإيمان بالقدر أهمية كبرى بين أركان الإيمان ، يُدركها كل من له إلمام ولو يسير بقضايا العقيدة الإسلامية وأركان الإيمان ؛ ولذلك ورد التنصيص في السنة النبوية على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره . وترجع أهمية هذا الركن ومنزلته بين بقية أركان الإيمان إلى عدة أمور :الأول :ارتباطه مُباشرة بالإيمان بالله – تعالى – وكونه مبنياً على المعرفة الصحيحة بذاته – تعالى – وأسمائه الحسنى ، وصفاته الكاملة الواجبة له – تعالى - ، وقد جاء في القدر صفاته سبحانه صفة العلم ، والإرادة ، والقدرة ، والخلق ، ومعلوم أن القدر إنما يقوم على هذه الأُسس . الثاني : حين ننظر إلى هذا الكون ، ونشأته ، وخلق الكائنات فيه ، ومنها هذا الإنسان ، نجد أن كل ذلك مُرتبط بالإيمان بالقدر . الثالث : الإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله – تعالى – على الوجه الصحيح ، وهو الاختبار القوى لمدى معرفته بربه – تعالى - ، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله ، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ؛ وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها . مراتب القـــدر : مراتب القدر أربع هي : العلم ، الكتابة ، المشيئة ، الخلق : المرتبة الأولى : مرتبة العلم : يجب الإيمان بعلم الله عز وجل المُحيط بكل شيء ، وأنه علم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكون كيف يكون ، وأنه علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم ، وعلـم أرزاقهم وآجالهم ، وحركاتهم ، وسكناتهم ، وأعمالهم ، ومن منهم من أهل الجنة ، ومن منهم من أهل النار ، وأنه يعلم كل شيء بعلمه القديم المتصف به أزلاً وأبداً . المرتبة الثانية : مرتبة الكتابة : وهي أن الله – تعالى – كتب مقادير المخلوقات ، والمقصود بهذه الكتابة الكتابة في اللوح المحفوظ ، وهو الكتاب الذي لم يفرط فيه الله من شيء ، فكل ما يجرى ويجري فهو مكتوب عند الله . المرتبة الثالثة : مرتبة الإرادة والمشيئة : أي : أن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله – سبحان وتعالى – فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته الكونية شيء . المرتبة الرابعة : مرتبة الخلق : أي : أن الله – تعالى – خالق كل شيء ، من ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه ، وهذه المرتبة هي محل النزاع الطويل بين أهل السنة ومن خالفهم . أقوال في القـــدر يقول شيخ المالكية في المغرب ابن أبي زيد القيرواني : (( والإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وكل ذلك قد قدره الله ربنا ، ومقادير الأمور بيده ، ومصدرها عن قضائه ، علم كل شيء قبل كونه ، فجرى على قدره ، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به،،{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }،، الملك : 14 ، يُضل من يشاء فيخذله بعدله ، ويهدي من يشاء فيُوفقه بفضله ، فكل مُيسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه ، وقدره من شقي أو سعيد ، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد ، أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقاً لكل شيء ، ألا هو رب العباد ، ورب أعمالهم ، والمقدر لحركاتهم وآجالهم)) ,,,ويقول الإمام البغوي في شرح السنة : (( الإيمان بالقدر فرض لازم ، وهو أن يعتقد أن الله- تعالى – خالق أعمال العباد ، خيرها وشرها ، كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل أن خلقهم ، قال تعالى : (والله خلقكم وما تعملون ) ،، الصافات : 96 ، وقال عز وجل : ( قل الله خالق كل شيء) ،، الرعد : 16 ، وقال عز وجل : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ،، القمر : 49 ] ، فالإيمان والكفر ، والطاعة والمعصية ، كلها بقضاء الله وقدره ، وإرادته ومشيئته ، غير أنه يرضي الإيمان والطاعة ، ووعد عليها الثواب ، ولا يرضى الكفر والمعصية ، وأوعد عليها العقاب ، والقدر سر من أسرار الله لم يطلع عليه ملكًا مقربًا ، ولا نبيًا مرسلاً ، لا يجوز الخوض فيه ، والبحث عنه بطريق العقل ، بل يعتقد أن الله – سبحانه وتعالى – خلق الخلق فجعلهم فريقين : أهل يمين خلقهم للنعيم فضلاً ، وأهل شمال خلقهم للجحيم عدلاً)) ,, . مسألة الاحتجاج بالقـــدرعقيدة الإيمان بالقدر لقيت كثيرًا من الاعتراضات ، و أُُثيرت حولها كثير من الشبهات ، ومن المعلوم أن كثيرًا من الكافرين والمشركين الضالين والمُقصرين في عبادة الله والمُنحرفين عن منهج الله ، قد وجدوا في القدر مجالاً للاحتجاج به على كفرهم وفسادهم وتقصيرهم . ولذلك أوردنا الجواب على مسألة الاحتجاج بالقدر بأربع قواعد : القاعدة الأولى :أن علم الله الأزلي محيط بكل شيء مما كان ومما سيكون ومما لم يكن لو كان كيف يكون . والأمور تقع على مقتضى علمه الكامل ، لا يخرج شيء عنه . القاعدة الثانية :غنى الله الكامل عن العباد ؛ حيث لا تنفعه طاعة المطيع كما لا تضره معصية العاصي . وغناه تعالى شامل ومطلق ، وهو يفيد في طمأنينة القلب عند المؤمن في هذا الباب ، وأن الله تعالى ليس بحاجة إلى العباد حتى يجبرهم أو يعذبهم بغير ذنب يستحقون العقاب عليه . القاعدة الثالثة : وهي مبنية على القاعدة السابقة ، وهي أن الله تعالى لا يظلم ، وقد حرم على نفسه الظلم ، ونفاه في كتابه ، قال تعالى : ( إن الله لا يظلم الناس شيئاً)،،يونس : 44 ، وفي معنى هذه الآية آيات كثيرة تنفي عن الله تعالى ظلم العباد لا في عقوباتهم في الدنيـا ولا في جزائهـم يوم القيامة . وهذه قاعدة مهمة في باب الاحتجاج بالقدر ، فإذا توهم العبد أو وسوس له الشيطان فليتذكر أن الله تعالى لا يظلمه مثقال ذرة ، حتى يطمئن قلبه . القاعدة الرابعة : قيام الحجة على العباد ، وهذه مسألة ينبغي أن يدركها كل مسلم ، ومُقتضاها أن حجة الله قد قامت على عباده ،،، وقيام الحجة على العباد بأمور : 1) أن لا يُكلف إلا البالغ العاقل ؛ فالصغير والمجنون قد رُفع عنه القلم .2)وجود الإرادة للعبد ؛ ففاقد الإرادة المُكره لا يُكلف ، وحصول هذه الإرادة للعبد مما لا يُنكره أي عاقل ، وبهذه الإرادة يختار بين الطاعة والمعصية . 3)القدرة ؛ فالعاجز عن فعل الشيء المطلوب لا يُكلف ، ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ، والله لم يُكلف الناس ما لا يطيقون .4)قيام الحجة الرسالية ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب ،،، وبهذه الأمور نعلم أن الحجة قد قامت على العباد ، ولا تعارض بينها وبين القدر . آثار الإيمان بالقدروللقدر آثار كبيرة على الفرد وعلى المجتمع نجملها فيما يلي : 1)القدر من أكبر الدواعي التي تدعو إلى العمــل والنشاط والسعي بما يُرضي الله في هذه الحياة ، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل ويقدم على عظائم الأمور بثبات وعزم ويقين . 2)ومن آثار الإيمان بالقدر أن يعرف الإنسان قدْر نفسه ، فلا يتكبر ولا يبطر ولا يتعالى أبدًا ؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور ، ومستقبل ما هو حادث ، ومن ثمّ يقر الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا . وهذا من أسرار خفاء المقدور . 3) ومن آثار الإيمان بالقدر أنه يطرد القلق والضجر عند فوات المُراد أو حصول مكروه ، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة ، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر ، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله :{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } ،، الحديد : 22 - 23 ، 4)الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتزرع الأحقـاد بين المؤمنين ، وذلك مثل رذيلة الحسد ، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ؛ لأنه هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك ، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على المقدور . وهكذا فالمؤمن يسعى لعمل الخير ، ويُحب للناس ما يُحــب لنفسه ، فإن وصل إلى ما يصبو إليه حمد الله وشكره على نعمه ، وإن لم يصل إلى شيء من ذلك صبر ولم يجزع ، ولم يحقد على غيره ممن نال من الفضل ما لم ينله ؛ لأن الله هو الذي يقسم الأرزاق . 5) والإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على مُواجهة الشدائد ، ويُقوي فيها العزائم فتثبت في ساحات الجهاد ولا تخاف الموت ، لأنها تُوقن أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة . 6) والإيمان بالقدر من أكبر العوامل التي تكون سببًا في استقامة المسلم وخاصة في مُعاملته للآخرين ، فحين يُقصر في حقه أحد أو يسيء إليه ، أو يرد إحسانه بالإساءة ، أو ينال من عرضه بغير حق ، تجده يعفو ويصفح ؛ لأنه يعلم أن ذلك مُقدر ، وهذا إنما يُحسن إذا كان في حق نفسه ، إما في حق الله فلا يجوز العفو ولا التعلل بالقدر ؛ لأن القدر إنما يُحتج به في المصائب لا في المعايب . 7) والإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة ، فهو دائم الاستعانة بالله ، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب ، وهو أيضًا دائم الافتقار إلى ربه – تعالى – يستمد منه العون على الثبات ، ويطلب منه المزيد ، وهو أيضًا كريم يحب الإحسان إلى الآخرين ، فتجده يعطف عليهم . ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته ، ويجهر بها أمام الكافرين والظالمين ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يُبين للناس حقيقة الإيمان ويُوضح لهم مُقتضياته ، وواجباتهم تجاه ربهم – تبارك وتعالى - ، كما يُبين لهم حقائق الكفر والشرك والنفاق ويُحذرهم منها ، ويكشف الباطل وزيفه . المؤمن و القـــدرإن المؤمن الصادق لا يذل إلا لله عز و جل ، ولا يخضع إلا له ، ولا يخاف إلا منه ، وحين يكون كذلك تجده يسلك الطريق المستقيم ، ويثبت عليه ، ويدعوا إليه ، ويصبر على ما يلقاه في سبيل الدعوة من عداء المعتدين ، وحرب الظالمين ، ومكر الماكرين ، ولا يصده شيء من ذلك ؛ لأن هؤلاء لا يملكون من أمر الحياة ولا أمر الأرزاق شيئًا ، وإذا كان الأمر هكذفكيف يبقي في نفس المؤمن الداعية ذرة من خوف وهو يؤمن بقضاء الله وقدره ؟ ! فما قـُدر سيكون ، وما لم يُقدر لن يكون ، وهذا كله مرجعه إلى الله تعالى ، والعباد لا يملكون من ذلك شيئًا .. مــــــــــنقول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الموضوع : (...القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة...) المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: صاحبة الرأي توقيع العضو/ه :صاحبة الرأي | |
|
|
| |
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136746
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| |
| |
طائر الحرية
تقيم نشاط المنتدى : 10365
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 41
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| |
| |
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| |
| |
الصادق الامين
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 31
تاريخ التسجيل : 28/11/2010
| |
| |
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| |
| |
نهلة
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 38
تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| |
| |
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| |
| |
ساحر العيون
تقيم نشاط المنتدى : 12770
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 46
تاريخ التسجيل : 08/12/2009
الاوسمه ::::
| |
| |
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| |
| |
Mr.Designer
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
| |
| |
فارٍســ الاسـلامـ
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| |
| |
صاحبة الرأي
مدينتى : في ارض الله الوسعه
تقيم نشاط المنتدى : 17266
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 74
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| |
| |
Cuboمراقب سابق
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
| موضوع: رد: (...القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة...) الأحد فبراير 13, 2011 2:24 am | |
| |
|
| |
| (...القضاء والقدر من واقع القرآن والسنة...) | |
|