بعد وقوع احداث 11 سبتمبر عام 2001 فى نيو يورك , اصبح الاسلام محط اهتمام الامريكيين خصوصا , وفى العالم الغربى بشكل عام بسبب الاعلام الامريكى الصهيونى المسيطر . فالاسلام واهله اصبحا الطرف الاخر المستهدف فى حرب باردة وساخنة فى ان واحد و محاولين اعطاء انطباع سىء وسلبى عن الاسلام وقيمه الدينية بلغة لاتنم عن سعة فى الافق او ادراك للواقع الاسلامى يمكن ان يتعايش فيه المسلم مع غيره . انهم لايقدمون الصورة الحقيقة لسماحة الاسلام , ومميزات الدين الاسلامى , بأنه دين التسامح وليس دين التطرف والعنف . فقد مارست الادارة الامريكية كل ضغوطها السياسية والاقتصادية على الدول العربية والاسلامية خاصة السعودية فى تغيير مناهجها الدراسية الدينية , ومناهج العلوم الشرعية , ولم تقتصر على هذا الاتجاه فقط بل شملت عزل بعض الخطباء , والتضييق على الناشطين من الدعوة الاسلامية , والحلقات القرأنية , وتجفيف مصادر العمل الخيرى الاسلامى . وقد اثرت هذه الضغوط على السلطات السعودية الحاكمة , وبعض حكام الخليج ووافقت على تغيير هذه المناهج تلبية لمطالب الصهيونية الحاكمة فى الولايات المتحدة الامريكية . وقد جاهرت الادارة الامريكية على لسان مجامعها ووزارائها واعلامها بالمطالبة بتغيير هذه العقيدة , وابطال الجهاد الاسلامى لانه ارهاب حسب اعتقادهم . بل حظر الحديث عنه , والغاء الامر بالمعروف والنهى عن المنكر . ان هذه الخطوة ليس سوى الخطوة الاولى فى طريق طويل سموه اصلاحا , وهو فى الواقع غاية الافساد والتدهور فى مرحلة عصيبة تمر بها الامة الاسلامية من تأمر مكشوف على عقيدتنا الاسلامية . وهناك عقائد اخطر واعظم مثل عقيدة ان المسيح ابن الله , وان دولة اسرائيل مباركة , وقيامها تحقيق لوعد الله لابراهيم عليه السلام , فما لم تشتمل مناهجنا على هاتين العقيدتين صراحة فستظل هدفا للمطالبة بالتغيير , وهو اتباع ملتهم كما ذكر الله عز وجل فى محكم كتابه الكريم ) ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ( وبالنسبة لليهود والنصارى لايمكن نزع عداوتهم بمجرد حذف موضوع المناهج الدينية . فالعداوة بينهم وبين المسلمين سنة كونية , كما انها فريضة شرعية , ومجتمعهم الامريكى نفسه لم يستطيعوا نزع العداوة فيه بين الطوائف الدينية والعرقية )البيض والسود( فكيف اذا نزع عداوتهم للمسلمين ؟
ان الاستجابة لهذه الضغوط ليس ابدا لدواعى التطوير والارتقاء بالمناهج الاسلامية , انما هى استجابة مباشرة لمطالب الادارة الامريكية , وخاصة توجيه مجلس الامن القومى الامريكى التى نصت على فرض تغيير مناهج التعليم فى الدول الاسلامية , ومنع وصول المتدينيين الى المناصب العليا فى الدولة . ان مطالبتهم بهذا التغيير والتحريف هو من حربهم على الاسلام , كما انه اعتداء على سيادة الامة واستقلالها وانتمائها وخصوصيتها . وهو مالاترضى به امة مستقلة فى العالم , فالاستجابة له استسلام لاتقل خطورة عن الاستسلام للعدو فى معركة , وتمكين له فى التحكم فى اخص الخصوصيات . ان هذه الادارة لن تجرؤ على مطالبة الوثنيين او باقى الاديان الاخرى بتغيير مناهجهم , فلماذا اقتصرت المطالبة على الامة الاسلامية ؟ فالمناهج الامريكية وحتى الاسرائيلية تنضح بالحقد الدفين , والافتراءات على الاسلام والمسلمين , لماذا لايغيرونها ؟ والسبب فى ذلك يقع بسببين
اولهما: مافى قلوبهم من عداء للاسلام واهله , لانه دين الحق . الدين الذى جاء للبشرية جمعاء.
وثانيهما: مالمسوه فينا من تهاون بعقيدتنا , والمبادرة فى الاستجابة السريعة لمطالبهم .
ان تغيير المناهج الدينية على انه جزء من الاصلاح الشامل , فأن هذا قلب للمفاهيم , اذ كيف يسمى الافساد اصلاحا , وهذا التغيير اعتداء على الثوابت التى رسخ بها كيان الامة الاسلامية . ان احداث هذا التغيير يمثل اعترافا منا للعدو المتربص بأن مناهجنا تنتج الارهاب , وهذا واضح من اقتصار الحذف على الايات التى تتعلق باليهود فى القران الكريم , وتبرئة ساحة العدو من ممارسة البغى والعدوان والارهاب علينا , وارجاع ذلك الى مناهجنا وقيمنا ومؤسساتنا الدينية والخيرية . ان المناهج الاسلامية ليس لها علاقة بالارهاب , ولا التربية الدينية تقود الى الارهاب . كما ان بلادا اخرى لانصيب للدين فى مناهجها الا قليلا عانت من ظاهرة الارهاب , فكيف ينسب ذلك الى مناهجنا ؟ امتنا العربية والاسلامية لم تكن تعرف الارهاب قبل زرع دولة اسرائيل ف ارضنا العربية فلسطين , وتأيدها المستمر لها , واحتلال افغانستان ثم العراق , وعدم احترامها مبدأ السيادة للدول العربية والاسلامية الاخرى , والتدخل المباشر والمستمر فى شؤونها الداخلية , وفرض شروط على نمط وشكل الثقافة الاسلامية التى يجب ان تمارسها . وبعض رجال السياسة الامريكيين شعرو بالاسباب , وطالبوا بالتغيير فى امريكا نفسها , وفى التقرير الامريكى المقدم للكونغرس فى 5-8-2003 قرر ان العداء لامريكا وصل الى مستويات مخيفة , ووضعوا الحل وهو تغيير السياسة الامريكية تجاه العالم والمسلمين خاصة , والعمل لنزع اسباب الكراهية فى نفوس الشعوب الاسلامية بأنتهاج سياسة بلادهم المتغطرسة وتحميلها مسؤولية ماتفاقم فى العالم كله من عداء لامريكا حكومة وشعبا . ان هذه المناهج التعليمية للعقائد الاسلامية مستمدة من القران والسنة , فلا يجوز اتهامها بأنها مصدر للبغى والعدوان كما طالب رئيس وزراء بريطانيا بلير بالقضاء على منابع وفيروس الارهاب وهو واقف على ارض العراق المحتل فى البصرة . ان سياسة تجفيف منابع الدين التى سلكتها بعض الدول العربية بوحى من قوى اجنبية مسيطرة على العالم )القطب الاوحد( انتجت عواقب وخيمة كالتناحر الاجتماعى , والغلو فى التفكير , والانحلال الخلقى
الموضوع : استمرارية الضغوط على الامة الاسلامية لتغيير مناهجها التربوية الدينية المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: atefbbs