مازالت العنصرية منتشرة فى الغرب ضد كل شىء اسمه اجنبى او مسلم من حيث اللباس واللغة وانواع المأكولات ومن الهيئة والشكل واللون. وهذا الكاتب الامريكى اليهودى دانييل بايبس كتب فى مقال له قائلا )مجتمعات اوروبا غير مهيأة لهذه الهجرات الواسعة من سمر الوجوه الذين يطبخون اطعمة غربية , ويلتزمون بمعاير مختلفة للصحة والحياة . المهاجرون المسلمون يحملون معهم شوفينية خاصة تعرقل اندماجهم فى التيار العام لمجتمعات اوروبا الغربية . انهم فى عبارة اخرى يهددون فيينا من داخلها اكثر من تهديدهم لها عند البوابات( .وقد امتدت هذه الكراهية حتى ضمن صحفهم اليومية والمحترمة مثلا فى اعقاب كلمة ولى العهد الامير تشارلز الذى دعا فيها الى الاستفادة من الاسلام فى جوانبه الروحية والعلمية حيث اثارت كلمته هجوما اعلاميا شديدا ماكان ليحصل له ان دعى الى الاستفادة من اليهودية مثلا فالهجوم الذى يكال الى الاسلام فى الصحف البريطانية يوميا لايجرؤ احد على ان يكيل ربعه او ثلثه لليهود والا تعرض الى الملاحقة القانونية. وهناك قانون فرنسى مشهور وهو قانون جيسسو يقدم على اساسه للمحاكمة كل من يشك فى التاريخ والاحداث بالنسبة الى باحث او كاتب او مثقف او حتى صحفى ان يحاكم لعدم ادلائه بالحقيقة. ان هذا القانون يضع المفكرين امام اختيار صعب حيث على الباحثين والعلماء ان يحققوا فى مواضيعهم اذا كانوا يعلمون مسبقا مالذى يمكن او لايمكن ان يقولوه ؟ وهل الذى يقولوه يتماشى مع قانون جيسو واذا كانت الحقيقة والتاريخ هما امران يخضعان للقانون وليس للنقاش والبحث فان ذلك سيضع حدا لامكان الفهم والتفسير الحقيقيين . وقد قدم الكاتب والمفكر الفرنسى المسلم جارودى الى المحاكمة بسبب مناقشة رقم ستة ملايين يهودى قتلوا بالمحرقة فى العهد النازى حيث اعتبر هذا الرقم مبالغا فيه لكن الحركة الصهيونية تريد ان تجعل من هذا الذى قدرته مقدسا فوق البحث العلمى والتاريخى وفوق نشدان الحقيقة وابداء الراى وحرية الفكر. اما كل من يحارب الاسلام والقران والرسول امثال سلمان رشدى لايقدم للمحاكمة بموجب هذا القانون بينما كل من يحارب الصهيونية وينتقد اليهود وسياستهم فانه يقدم للمحاكمة وهنا تنعدم حجج حقوق الانسان وحرية الفكر وابداء الراى. وقد انتقلت عدوى التحريم فى ابداء الرأى وحرية الكلام الى بعض الدول العربية بضغط شديد من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، لقد اصبح الكلام محرم علينا ونحاسب عليه ، ونندم وندفع ثمنه ، وهذا ماحصل للدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات ، واحد كتاب صحيفة )اللواء الاسلامى( الصادرة عن الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم فى مصر عام 2005 ، الذى منع من الكتابة بسبب مقال كتبه حول )اكذوبة حرق اليهود( ليس هذا فحسب بل وقد اطاح المقال المذكور بمحمد الزرقانى رئيس تحرير اللواء الاسلامى . ولم تنته القصة عند هذا الحد بل اخذت ابعادها الدولية على اعلى المستويات ليكللها الوزير المصرى السابق السيد البلتاجى بأعتذار للصهيونية وامريكا على نشر هذا المقال المعادى للسامية كما يزعمون .
الموضوع : اعتبار كراهية الاسلام امر طبيعى المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: atefbbs