خطابُ الذّئاب
غثاءُ موجٍ ونيرانٌ بلا حطبِ
هل ذاكَ وعدُكَ للتّاريخِ في الخُطَبِ
الأرضُ تنظرُ ماءً لا تجيءُ بها
لَكنْ رجَونا وأمَّنّا على السُّحُبِ
وقيلَ هُبُّوا فإنّ السّعدَ موعدُكم
والحَقُّ كانَ بأنّ الوعدَ للكَذِبِ
واستبشرَ الكلُّ لا عهداً بصدقِهمُ
لكن رجاءً لما قد مرَّ في الكُرَبِ
دقائقُ الوقتِ تمضي وهْيَ سائلةٌ
متى سيبردُ ذاكَ الدّمُّ في التُّرَبِ
أشلاءُ درعا بعينِ القهرِ ناظرةٌ
واللاذِقيّةُ ترنو من دجى الغَضَبِ
وحِمصُ دكّتْ حصونَ النّومِ ساهرة ً
والشّوقُ حلَّ قلوبَ الكلِّ في حلَبِ
وما حماةُ وجرحُ الأمس يؤلمها
إلا كإدلبَ تدعو من فمِ النَّصَبِ
وفي دِمشْقَ حديثُ النّاسِ عن بلدٍ
لجانبِ الأمنِ والأحرارِ مقترِبِ
يؤمِّلُ النّاسُ في الغدّارِ غايتَهم
وكيف يُرجَى لذيذُ الماءِ في اللّهبِ
حتّى تعالتْ هتافاتٌ تردِّدُها
من مجلسِ الذّلِّ أصنامٌ من اللّعَبِ
حتّى ظننْتُ عكاظَ الشّعرِ في بلدي
أم كان ذلك صالوناً من الأدبِ
والكلُّ يهتفُ للجزّارِ عِشْ أبداً
ويفتديه بروحِ الجبنِ والهَرَبِ
كأنّ فرقةَ أطفالٍ تمثِّلُنا
لا يفقهونَ سوى التّصفيقِ والطّرَبِ
أهلْ نسيتم دماءً لم تكن يبِست !
وصوتَ ثكلى يناديكم ولم يُجَبِ
ليخرجَ اللّيلُ والأنظارُ ترقبُهُ
لكي يجودَ بأنوارٍ من الشُّهُبِ
حاشاهُ منهُ وكيفَ النّورُ نأملهُ
من قاتلِ البدرِ والأضواءِ في القُبَبِ
مضى يخوضُ بأقوالٍ مزوّرَةٍ
حديثَ إفكٍ وضاعَ الجِدُّ في اللّعبِ
فاستغفر اللهَ من قد كان صدّقه
من قبل ذلك أو برّاهُ من كَذِبِ
يحدّثُ الشّعبَ في الإصلاحِ سوفَ ، غداً..
وفاءُ بعثِكَ معقودٌ على الذّنَبِ
وراحَ يضحَكُ حتّى سالَ من فمهِ
دمُ الشّهيدِ ينادي نخوةَ العرَبِ
يقولُ سحقاً كصوتِ الرّعدِ يصعقُهُ
مللتُ سينكَ يا بشّارُ فانسحِبِ
سوريّةَ الخيرِ نفديها بأفئدةٍ
وليس يفدى عدوُّ اللهِ بالخشَبِ
يا قومُ عذراً فما في قادتي أسَدٌ
لكنْ ذئابٌ وقطعانٌ من الدُّبَبِ
هي الحقيقةُ هذا اليومَ قد سطعتْ
والزّيف بانَ بلا شكٍّ ولا حُجُبِ
فليسمعِ الدّهرُ أنّا لم نعدْ خُشُباً
بل قادمون مناراتٍ من اللّهَبِ
حريّةُ النّورِ في أعماقنا اختلطتْ
ولن نعودَ بغيرِ الحقِّ والرُّتَبِ
واللهَ ندعو بما قد سال من دمنا
يا ربّ نصرَك هذا منتهى الأرَبِ
الثائر النعيمي
الموضوع : خطابُ الذّئاب المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: الدمشقي