[img][/img]
حقيقة الحرب القذرة لأزمة اللحوم في مصر
[b]
كتب: سعيد هلال
ازمه اللحوم ليست هي ألازمة الوحيدة التي يتعرض لها المواطن المصري ..
في حصوله علي الغذاء ففي البداية كانت أزمة رغيف العيش في ارتفاع سعره يليه العيش المدعم المليء بالزلط وأشياء أخري غير مكونات الخبز العادي ويليه طابور العيش ثم ازمه الأسماك الفاسدة وأخيرا ارتفاع أسعار اللحوم التي لم يكن لها مبرر سوي طمع وجشع الجزارين والمستوردين والمنتجين الذين يتحكمون في 90% من حجم اللحوم التي يصل التعامل فيها ما يزيد علي عشر مليارات جنيه وبلغ حجم ما نستورده سنويا 300 ألف طن من الحوم المجمدة بما يوازن حجم التجارة العالمية ويتم استيراد 200 الف رأس حيه سنويا وكل هذا يحقق أرباحا خياليه يدفع ثمنها المواطن المصري البسيط فهل من العدل ان يكون نصيب المواطن المصري 2% من حجم البروتين الحيواني مقارنه بالدول الاخري التي يصل حجم استهلاكهم إلي 100% فالمواطن المصري اقل استهلاكا للحوم وعلي الرغم من ذلك ينفق اضعافا مضعفه من دخله لحصوله علي هذه النسبه ولم يتوقف حجم المستوردين إلي هذا الحد بل وصل إلي استيراد لحوم فاسدة لزيادة ربحهم والقضاء علي البقيه الباقيه من المواطن المصري فماذا يفعل وسط هؤلاء المحتكرين التي تصل الحرب بينهم إلي حد تكسير العظام واذا لجأ إلي اللحوم البيضاء باعتبارها مضمونه يجد ان سعرها ايضا قد ارتفع لانه كلما زاد الطلب وقل العرض ارتفع سعر السلعه فهذه نظريه اقتصاديه يؤكدها خبراء الاقتصاد .
ولكن بدأت الازمه بأرتفاع مفاجيء في اسعار اللحوم في وقت زمني قصيرحيث يقول محمود عسقلاني الناطق باسم حركه "مواطنون ضد الغلاء" انه عاده في مثل هذا الوقت من العام لا يوجد أزمات في ارتفاع الأسعار لأننا تعودنا أن الأزمات تحدث قبيل عيد الأضحي وفي شهر رمضان لان معدل الاستهلاك يكون بشكل كبير أما ما يحدث الآن فهي أزمة مفتعله من قبل التجار وهم مافيا يتلاعبون في السوق لتحقيق ارباحا خياليه فهم أفراد وشركات تدير تجاره بالمليارات العشرة لتحقق أرباحا بالملايين يصل حجم استيرادهم لأكثر من 90% من كميه اللحوم المجمدة المستوردة و منهم أسماء عريقة في هذا المجال تعمل به علي مدار اكثر من 25 عام واسماء لمعت في السنوات الأخيرة ومنهم:
محمد مؤمن ' شركات مؤمن الغذائية ', محمد فرج عامر 'رجل الأعمال السكندري الشهير'و محمد رجب 'صاحب سلاسل سوبر ماركت تحمل اسمه', مجموعة 'النجار' التجارية والصناعية و يملكها السيد / مصطفي النجار, شفيق بغدادي , احمد عبد الفتاح و يمثل شركه صلاح وعبد الفتاح ' من اشهر منتجي مصنعات اللحوم ' و ايراهيم خميس 'الاسكندريه'و رامي الرفاعي صاحب شركه اخوان الرفاعي بالقاهره سلفر روماني, سمير سويلم و نادر سويلم و محمد طه ' شركه الحصن ',محمد جابر , نعيم ناصر, سامي شاهين, سيد شلبي, عاطف بسيوني و غيرهم
وشركات مثل "الناصر" و"هن زاده" و"فريكو" و"استيراد لتوريد اللحوم". تلك الزيادة في الاسعار التي ساهم فيها المستوردين بنصيب الاسد مما دفع وزير الزراعه الي وصف ما بين المستوردين و بعضهم البعض بالحرب القذرة في محاولاتهم السيطرة علي عرش سوق اللحوم.
ابعاد اخري :
وفي نفس الاتجاه يقول الخبير الاقتصادي الدكتور حسن هيكل انه في عام 2006 بلغ عدد رؤس الجاموس والابقار في مصر نحو 8,55 مليون رأس بعد ان كان 6,90 مليون رأس عام 2000 ولكن بسبب انتشار الحمي القلاعيه وسؤ الرعايه البيطريه و عدم الكشف الطبي الدقيق علي الابقار الحيه المستورده فقدت مصر خلال عام 2006 نحو 900 الف راس من الابقار، و في عام 2008 حدثت مذبحه اخري للثروه الحيوانيه في مصر حيث قام صغار المربيين بذبح العجول الصغيره و الاناث بسبب ارتفاع اسعار العلف و الحبوب وأخيرا كان الاحجام عن اللحوم بعد ذبح الخنازير و الخوف من اختلاط اللحوم في الاسواق بلحوم الخنازير
واكدت الدراسات والابحاث الصادره عن منظمه الاغذيه و الزراعه العالميه ' الفاو' ان علي مدار عام 2009 لم تشهد الاسواق العالميه أي ارتفاع في اسعار اللحوم بل انخفاضا ملحوظا خاصه في ظل انخفاض اسعار الاعلاف و الحبوب فقد اكدت مؤشرات أسعار المنظمة ان حين ارتفعت الاسعار قليلا في عام 2010 سارع المستوردون المصريون الي رفع الاسعار بمعدلات وصلت الي 30%
واكد هيكل ان كل هذا تسبب في حدوث فجوه بين المنتج والمستهلك ففي عام 2001 بلغ حجم الانتاج المحلي من اللحوم 695 الف طن والاستهلاك 794 الف طن بفجوه قدرها 99 الف طن وفي عام 2002 كان حجم الانتاج 821 وحجم الاستهلاك 954 وزاد حجم الفجوه بمقدار 133 الف طن وفي عام 2003 بلغ الانتاج 804 الف طن وحجم الاستهلاك 930 بفجوه 126 الف طن وفي عام 2004 بلغ حجم الانتاج 819 الف طن ومعدل الاستهلاك 972 الف طن وصلت حجم الفجوه 108 الف طن وارتفع حجم الانتاج عام 2005 الي 819 الف طن بينما معدل الاستهلاك وصل الي 1017 الف طن فزادت حجم الفجوه 198 الف طن وفي عام 2006 زاد الانتاج 855 الف طن وزادت ايضا معدلات الاستهلاك 1153 وزدات الفجوه بنسبه 298 و بلغ الانتاج المحلي عام 2007 حوالي 795 الف طن وفي عام 2009 بلغ حوالي 670 الف طن و الاستهلاك تجاوز 1250 الف طن اي ان الفجوه وصلت الي طن نحو 600 الف
وقامت الحكومه بعمل خطه خمسيه لسد الفجوه بين المنتج والمستهلك وكانت علي النحو التالي حجم الانتاج المستهدف من اللحوم الحمراء سنه 2008 قدره 850 الف طن والمستهدف تحقيقه عام 2011هو 950 الف طن ولكن فشلت في تنفيذ تعهداتها حيث اكدت وزراه الدوله للتنميه الاقتصاديه ان الدوله فشلت في تحقيق خطتها الخمسيه تماما فلم تصل الي الهدف المراد تنفيذه و زاد العجز بين الانتاج و الاستهلاك ولم تتحقق نسبه ال77.9 % التي وعدت الحكومه بتحقيقها في انتاج اللحوم الحمراء حتي اقتربت الفجوه من 50% بين الانتاج و الاستهلاك
بينما تشير تقديرات اخري لمسئولين مثل حامد سماحه الرئيس السابق للهيئه العامه للخدمات البيطريه ' قبل استقالته ' اننا ننتج 500 الف طن سنويا وايدته في ذلك شعبه الجزارين بالغرفه التجاريه بينما أقتربت بيانات رابطه مستوردي اللحوم من بيانات مجلس البحوث الزراعيه حيث اعلنت ان مصر انتجت 600 الف طن عام 2009
ولكن رغم كل ذلك فان المواطن المصري اقل أستهلاكا للحوم فأثبتت الاحصاءات ان متوسط الاستهلاك السنوي للحوم الحمراء في مصر لا يتجاوز 14.9 كيلو جرام سنويا عام 2006 ' وفي الريف تقل كثيرا عن هذا المعدل ' اما في امريكا يصل استهلاك الفرد الي 100 كيلو جرام سنويا اما في دوله افريقيه مثل غانا فأن معدل استهلاك الفرد يصل الي 17 كيلو جرام سنويا. واذا اخذنا في الاعتبار عدم تساوي الريف مع الحضر في استهلاك اللحوم بمصر لاكتشفنا حجم النقص الخطير في البروتين الحيواني للكثير من المواطنين مما قد يعرضهم لمخاطر صحيه بالاضافه الي ان المواطن المصري يعتمد علي البقوليات في توليد السعرات الحراريه والطاقه وليس علي البروتين الحيواني واللحوم حيث يمثل البروتين الحيواني للمواطن المصري 2% من السعرات الحراريه في حين انه ينفق28%من دخله ليحصل علي 2%من الطاقه وهذا يعني انه لايحصل علي حقه من البروتين
وهنا يتضح لنا معالم الازمه حسب الدراسه في ان البنيه التحتيه لصناعه اللحوم تعاني من مشكلات اهمها
1- عدم تحديث المجازر والثلاجات خاصه الموجوده في المحافظات و التابعه للمحليات
2ـ عدم توافر منافذ البيع للتواصل الي الجمهور عبر المنفذ مباشره دون الدخول في اكثر من حلقه تسبب رفع الاسعار خاصه تاجر المواشي ' تاجر الجمله '.
3ـ عدم توافر الاطباء البيطريين المدربين علي التعامل مع الاوبئه و الامراض بالاجهزه و المعدات الحديثه و الادويه .
4ـ عدم توفير سياسه محليه تنتج برامج تغذيه للمربين الصغار وتوفر بدائل محليه لتغذيه الحيوان من العلف كالتبن والسيلاج الي جوار البرسيم والكسب و تفل البنجر و الرده و و العلائق و تركها لاجتهادات المربين الصغار و بعض الكبار
5ـ عدم توافر سياسات لتنميه الثروه الحيوانيه
6-التهرب من مسئوليه التنميه المخططه و ترك الامور تنمو في اتجاهات عشوائيه غير مخططه
و نتج عن ذلك اثار خطيره منها ظهور مافيا اللحوم المستورده و ظهور اللحوم الفاسده والارتفاع المتواصل في اسعار اللحوم و اصابه الثروه الحيوانيه بالاوبئه و العدوي من الابقار المستورده من بلدان ذات تاريخ وبائي مشهور .
ومن هنا ياتي دور مافيا اللحوم في كيفيه استيرادهم للحوم الفاسده حيث اثبت الهيئه العامه للرقابه علي الصادرات والواردات ان شهر اغسطس سنه 2009 شهد اكثر مخالفات للمواصفات في اللحوم المجمده و الاسماك واهم اشكالها
1ـ استيراد لحوم مصابه بديدان الساركوسيست او السالمونيلا فأذا تم اكتشافها يعلنون عن انها ليست مؤثره ما دامت مجمده انها صغيره لا تضر الاكلين !!
ويقوموا بجلب نفايات و مخلفات المجازر الممنوع دخولها لخطورتها صحيا لأستخدامها في صناعه اللانشون والبلويف.
2ـ استيراد منتجات محظور استيرادها ضمن رساله تحوي لحوم مصرح باستيرادها فقد حاول احد المستوردين ادخال حاوية من لحوم التريمنج او الفلانكت 'تمثل الاجزاء الصغيرة التي تخرج من عمليات استخراج الاجزاء المعروفة مثل عرق الفلتو والسمانة والكولاتة وغيرها و تتميز برخص ثمنها ' و تباع لمصنعي اللانشون و السجق
ولكن علي جانب اخرنجد ان جهاز منع الممارسات الاحتكاريه يبريء مافيا اللحوم بينما تعتبرهم وزاره التعاون الدولي مافيا
ويعلن جهاز منع الممارسات الاحتكاريه انه عام 2005 حتي ديسمبر 2007 ولم يتوصل إلي وجود أي ممارسات تضر بالمنافسة بل العكس وجد في السوق 52 مستورداً للحوم المجمدة ودخلت الهند كسوق جديدة دون وجود عوائق في دخولها.بينما تعلن وزيره التعاون الدولي فايزه ابو النجا ''إن مافيا اللحوم تسببت في أزمة دبلوماسية مع أثيوبيا، وأنها تلقت تهديدات ورسائل مجهولة من مافيا اللحوم لوقف استيراد اللحوم من أثيوبيا، بالإضافة إلي تحذير من المستوردين المحتكرين وممارستهم ضغوطاً علي الرأي العام ومولوا حملات لحظر استيراد الماشية من أثيوبيا فاضطرت الحكومة إلي وقف الاستيراد منها لمدة ثلاث سنوات، مما تسبب في أزمة مع الحكومة الأثيوبية التي اعتبرت القرار بمثابة موقف سياسي مصري للإضرار بالاقتصاد الأثيوبي'' و كان ذلك قبيل نجاح وزاره التعاون الدولي في استيراد 15 الف رأس لعجول من اثيوبيا تبين من فحصها انها لعجول لا يزيد عمرها عن 3 سنوات و انها ذكور و بحاله جيده حيث تم حجرها بيطريا لمده 21 يوم و تقديم العلف المحلي لها مما يجعل مذاق لحمها اقرب الي اللحوم
واكد هيكل انه علي الحكومه التوصل لحل هذه المهزله عن طريق شطب المجازر المخالفه و منعها من التصدير المستورد لمصر ومنع سفر لجان الفحص علي نفقه المستورد وانشاء قاعده بيانات عن مخالفات المجازر في كل دوله لدي سفارتنا لتقييم المجزر قبل التعاقد معه . وشطب الشركات المخالفه للمواصفات ومنع التعامل معها نهائيا و سحب ترخيص الاستيراد وتحديث المجازر و الثلاجات و تطويرها خاصه مجازر المواني لاستيعاب اعداد مناسبه من الرؤس و تشفيتها و تبريدها وايجاد أليه للمربي او الفلاح الصغير لتسليم الاناث او ذكور الجاموس او العجل الرضيع وزن اقل من 60 كيلو الي مديريات الزراعه و استيراد الهيئه العامه للسلع التموينيه للحوم المجمده بنفسها اومن خلال احياء الشركه المصريه للحوم و الدواجن ورقابه الإدارات البيطرية علي الثلاجات المتحفظ فيها علي رسائل اللحوم وتشجيع تربيه الجاموس لنجاحه في مقاومه الامراض بشكل اكبر من الابقار وتشجيع الرعي للاغنام و الجمال لدي بدو سيناء و مطروح و جبال الصعيد وبحث تجارب خلط الاعلاف لدي المربين للوصول الي خلطات من المنتجات الزراعيه المحليه كالتبن و قش الارز و البرسيم والسيلاج والرده و الكسب والعوده الي التسعيره الوديه للحوم كما كانت سائده في نهايه السبعينات والثمانينات وتوفير منافذ للبيع لصغار المربين عبر المنفذ مباشره دون الدخول في اكثر من حلقه تسبب رفع الاسعار خاصه تاجر المواشي ' تاجر الجمله '.
ولعل اهم ما يجب فعله هو احياء مشروع البتلو بوضعه الناجح القديم و ليس بوضعه الحالي الذي لا يرضي صغار المربين وهو ان تقوم وزاره الزراعه بمنع ذبح عجول الذكر الجاموسي حتي يصل وزنه الي 200 كليو جرام فالمشروع يهدف إلي زيادة إنتاجية العجول الجاموس إلي10 أضعاف وزنها فالعجول التي تذبح عند وزن 40-60 كجم تعطي لحم مشفي حوالي 25 كجم في واذا تم تسمينها تعطي أوزان 450-500 كجم تعطي لحم حوالي 250 كجم في المتوسط اي 10 اضعاف ويهدف المشروع الي أن يصل عدد الحيوانات التي يتم تسمينها إلي 500 ألف رأس في العام وعلي وزاره التموين تمويل المشروع و تتسلم العجول من صغار المربين بعد تربيتها حتي وزن 200 كيلو بدلا من ذبحها عند وزن 65 كيلو فاذا نفذ هذا المشروع ستقل الازمه بالتدريج حتي تنتهي نهائيا
كتب: سعيد هلال
[/b]
الموضوع : حقيقة الحرب القذرة لأزمة اللحوم في مصر المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: سعيد هلال
موضوع: حقيقة الحرب القذرة لأزمة اللحوم في مصر 
الثلاثاء يوليو 20, 2010 1:06 pm
