بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ) قوله تعالى , صبغة الله ,هي دين الله ، وإنما سماه
و قال البغوي في تفسيره: قوله تعالى: صبغة الله : قال ابن عباس في رواية الكلبي و قتادة و الحسن: دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب، وقال مجاهد: فطرة الله، وهو قريب من الأول، وقيل: سنة الله، وقيل: أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم، قال ابن عباس: هي أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يقال له المعمودي وصبغوه به ليطهروه بذلك الماء مكان الختان، فإذا فعلوا به ذلك قالوا: الآن صار نصرانياً حقاً فأخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى انتهى.
فإذا كانت صفة من صفاتكم أوجب ذلك لكم الإنقياد لأوامره طوعاّ واختياراّ ومحبة وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية لحث الدين على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ومعالي الأمور فلهذا قال تعالى(ومن أحسن من الله صبغة) أي, لا أحسن صبغة من صبغته قوله تعالى ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) معناه دين الله ، وهي الإسلام, فإن كانت الصبغة هي الدين ، فإنما سُمِّيَ الدين صبغة ، لظهوره على صاحبه ، كظهور الصِّبْغِ عَلَى الثوبِ,وعلى العامل به؛ فإن المتدين يظهرأثر الدين عليه, يظهر على صفحات وجهه، ويظهر على مسلكه، ويظهر على خشوعه، وعلى سمته، وعلى هيئته كلها؛ فهو بمنزلة الصبغ للثوب يظهر أثره عليه ,والصبغة إلى الله لأنها منه, فإن الشريعة جاءت من الله؛ ولا أحد يشرع للخلق إلا خالقهم, لأن دين الله عزّ وجلّ مشتمل على المصالح، ودرء المفاسد؛ ولا يوجد دين يشتمل على هذا إلا ما جاء من عند الله، سواء كان الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أو الأديان الأخرى ما دامت قائمة لم تنسخ؛قال تعالى (إياك نعبد) والعبادة,هي التذلل لله عزّ وجلّ بفعل أوامره محبة له، واجتناب نواهيه تعظيماً له مع شعور الإنسان بمنزلته، وأن منزلته أن يكون عبداً لله عزّ وجل, والالتزام بدين الله؛ لأن المعنى, الزموا صبغة الله عزّ وجل ,وأن هذا الدين حق؛ لأن الله سبحانه وتعالى أضافه إلى نفسه؛ وكل ما يضاف إلى الله عزّ وجلّ فإنه حق,وأحسن الأديان، وأكملها، وأشملها، وأقومها بمصالح العباد؛ لقوله تعالى( ومن أحسن من الله صبغة)ووجوب إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى(ونحن له عابدون ) وعبادة الله فخر، وشرف للعبد؛ ولهذا جاء وصف العبودية في المقامات العليا لرسول الله ,صلى الله عليه وسلم ، فجاءت في مقام الدفاع عنه في قوله تعالى(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) وفي مقام تكريمه بالإسراء في قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) وفي مقام رسالته، مثل قوله تعالى (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً)أن العقل يقضي بالتزام الدين؛ فإن العقل يهدي إلى التزام الأحسن؛ كل إنسان له عقل سليم فإن عقله يأمره بالتزام الأحسن.
اللهم ثبتنا على دينك دين الحق
الموضوع : صبغة الله ومن أحسن من الله صبغه المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: طائر الحرية توقيع العضو/ه :طائر الحرية |
|