| بين المسابقة والمسارعة في القرآن | |
|
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| موضوع: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الثلاثاء يونيو 29, 2010 7:59 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بين المسابقة والمسارعة في القرآن
السعي إلى الجنة بين المسابقة والمسارعة
( د. صلاح عبد الفتاح الخالدي )حفظه الله ورعاه آيتان في القرآن الكريم، تدعوان المؤمنين إلى المسابقة إلى المغفرة والجنة، والمسارعة إليهما، ومع أن موضوع الآيتين
واحد إلا أن بينهما اختلافاً مقصوداً في الصياغة، وفروقاً في جملهما وكلماتهما. فهما من باب (المتشابه اللفظي) في القرآن، وهذا
المتشابه اللفظي من صور أساليب البيان الرائعة في القرآن، ومن مظاهر الإعجاز البياني فيه.
ولننظر في الآيتين نظرات بيانية تحليلية، ولنحاول الوقوف على الفروق المقصودة بينهما، ولنحاول معرفة حكمة ذلك الاختلاف،
والخروج بدلالات وإيحاءات ولطائف ونتائج، تزيدنا التزاماً وتطبيقاً، وانضباطاً وتزكية، وإعجاباً بإعجاز القرآن الكريم، ومحبة له.
قال الله عز وجل في سورة الحديد: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض، أعدت للذين آمنوا
بالله ورسله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم} [الحديد: 21].وقال الله عز وجل في سورة آل عمران: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134].أمر المؤمنين بالمسابقة والمسارعة إلى الجنة في آية سورة الحديد: أمر الله المؤمنين أن (يسابقوا) إلى مغفرة الله وجنته،
وأخبرهم أن عرض الجنة التي يسابقون إليها كعرض السماء والأرض، وأن الله أعد تلك الجنة العريضة للمؤمنين بالله ورسوله،
وذكر أن هذا كله فضل من الله، يتفضَّل به على من يشاء من عباده المؤمنين، وفضل الله عظيم، يمنُّ به على من يراه أهلاً له.
وفي آية سورة آل عمران: أمر الله المؤمنين أن (يسارعوا) إلى مغفرة الله وجنته، وأخبرهم أن عرض الجنة التي يسارعون إليها هو
السماوات والأرض، وأنه أعد هذه الجنة لعباده المتقين، وذكر بعض صفات المتقين الفائزين، فهم الذين ينفقون في السراء والضراء،
وهم الذين يكظمون الغيظ، وهم الذين يعفون عن الناس، وهم أحباب الله، أحبهم الله لأنهم محسنون، والله يحب المحسنين، وهم الذين
يسارعون إلى التوبة والاستغفار إذا أذنبوا…سبعة فروق بين الآيتين:ومع أن موضوع الآيتين واحد إلا أنه يمكن تسجيل الفروق التالية بينهما:
1.لم تُذكر الواو في مطلع آية سورة الحديد: {سابقوا إلى مغفرة…}، بينما ذكرت الواو في مطلع سورة آل عمران: {وسارعوا إلى مغفرة…}.
2.أمر الله في الآية الأولى بالمسابقة: {سابقوا} بينما أمر في الآية الثانية بالمسارعة: {وسارعوا} فما الفرق بين المسابقة والمسارعة؟!
وما الفرق بين الثلاثي والرباعي في الأمرين: “سابقوا وسبقوا” و: “سارعوا وسرعوا”؟!
3.أخبرت الآية الأولى أن عرض الجنة كعرض السماء والأرض، فأدخلت الكاف على “عرض”، حيث قالت:
{عرضها كعرض السماء والأرض}، بينما أسقطت الآية الثانية الكاف، وقالت: {عرضها السماوات والأرض…}.
4.عبرت الآية الأولى عن السماء بلفظ المفرد، فقالت: {كعرض السماء والأرض}، بينما عبرت الآية الثانية بلفظ الجمع: (السماوات).
فقالت: {عرضها السماوات والأرض}. فأيهما أعرض؟! وما حكمة العدول عن المفرد إلى الجمع؟!
5.ذكرت الآية الأولى أن الله أعد الجنة للذين آمنوا بالله ورسله، فقالت: {أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}. بينما ذكرت الآية الثانية
أن الجنة أعدت للمتقين: {أعدت للمتقين}. فهل المؤمنون المذكورون في الأولى هم المتقون المذكورون في الثانية؟! وإذا كانوا
غيرهم فما الفرق بين الفريقين؟!
6.عقبت الآية الأولى على نعيم الجنة بأنه فضل الله، يؤتيه من يشاء من عباده، فقالت: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله
ذو الفضل العظيم}. بينما لم تذكر الآية الثانية هذا التعقيب. فما حكمة ذكر هذا التعقيب في الآية الأولى وسكوت الآية الثانية عنه؟!
7.لم تتحدث سورة الحديد بعد الآية الأولى عن صفات أصحاب الجنة، وإنما انتقلت إلى موضوع آخر، فقالت في الآية التي بعدها:
{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير} [الحديد: 22]. بينما عرضت
سورة آل عمران أهم صفات المتقين، فقالت: {…أُعدت للمتقين: الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على
ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها ونعم أجر العاملين}
[آل عمران: 133-136].دلالة الفروق على خصائص البيان القرآني:إن وجود هذه الفروق السبعة بين آيتين تتحدثان عن موضوع واحد دليل على روعة أساليب البيان القرآني وعظمتها، وعلى تحقق
الإعجاز البياني الباهر في القرآن، كما أنه دليل واضح على دقة القرآن المعجزة في اختيار آياته وجمله، وكلماته وحروفه، وعظمة
الصياغة القرآنية التي تضع كل جملة وحرف وكلمة موضعها المناسب، وأنه لا يمكن أن تستبدل الكلمة القرآنية بكلمة أخرى، ولا أن
تسدَّ مسدَّها كلمة أخرى. ويدل هذا أيضاً على رفض بعض الأفكار الخاطئة المتعلقة بالتعبير القرآني، مثل: الزيادة في القرآن، والترادف
في القرآن، والتكرار في القرآن… فما زعموه (زائداً) في القرآن له وظيفة ومهمة بلاغية وتفسيرية وتأويلية وإعجازية. وما ظنُّوه (مترادفاً)
في القرآن هو متقارب متفق في معظم المعنى، لكن لا بد من فروق دقيقة بين ألفاظه.
وما ظنوه (مكرراً) في القرآن مردود، وإنما هو من باب (التنويع) وليس التكرار، ففي كل مرة ورد فيها يوجد فيها إضافة أو تأكيد.
ومن المعلوم أن السياق العام الذي وردت فيه الآية أو الكلمة هو الحكم في اختلاف التعبير في الآية، وفي اختيار جملها وكلماتها وحروفها،
وأن تدبر السياق بوعي وفطنة وبصيرة يوقف صاحبه على حكمة التفاوت والاختلاف في التعبير.
ولنحاول تدبر سياق الآيتين: آية سورة الحديد وآية سورة آل عمران، ولنحاول تعليل التشابه اللفظي بينهما، ولنحاول استخراج
حكمة الاختلاف بينهما.
ولمعرفة حكمة التعبير في كل آية منهما، ولحسن توجيه التشابه والاختلاف والفروق بينهما، لا بد من معرفة السياق الذي
وردت فيه كلٌّ منهما، والموضوع الذي تتحدث عنه.سياق آية سورة الحديد:سياق آية سورة الحديد في المقارنة بين الدنيا والآخرة، وزوال الدنيا وبقاء الآخرة، ونعيم الدنيا في مقابل نعيم الآخرة،
ومن ثم دعوة المؤمنين إلى عدم الاكتفاء أو الانشغال بنعيم الدنيا، وترك نعيم الآخرة، ولذلك تدعوهم إلى المسابقة في نعيم الآخرة،
والحصول على الخلود في الجنة.
ولذلك قال الله في الآية التي قبلها: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث
أعجب الكفار نباته، ثم يهيج فتراه مصفرّاً ثم يكون حطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}
[الحديد: 20].
ولذلك كان موضوع آية سورة الحديد دعوة المؤمنين إلى المسابقة إلى الجنة التي هي كعرض السماء والأرض، وترغيبهم في
هذا السباق، بتقرير أن الفوز فيه فضل من الله يؤتيه من يشاء. والمؤمن بالله ورسله لا يخسر هذا السباق والفوز، ولا يفضِّل عليه
متاع الدنيا القصير سريع الزوال!!سياق آية سورة آل عمرانأما سياق آية سورة آل عمران فهو ليس عن المؤمنين بالله ورسله، المسابقين إلى المغفرة والجنة، وإنما هو في الحديث عن
(المتقين)، الذين اتصفوا بصفات خاصة، والتزموا التزاماً خاصّاً، وأطاعوا طاعة خاصة، وسابقوا سباقاً خاصّاً، ثم سارعوا مسارعة خاصّة،
وبذلك أفلحوا فلاحاً خاصّاً.. إن سياق آية سورة آل عمران يتحدث عن المتقين وليس مجرد المؤمنين، الذين تركوا الحرام، واتقوا الله،
واتقوا النار، وأطاعوا الله ورسوله، وأفلحوا وفازوا ونالوا رحمة الله، وسارعوا السير إلى جنته، فدخلوا بفوزهم وفلاحهم، ورحمة الله بهم.
وندعو إلى قراءة الآيات السابقة على آية سورة آل عمران بتدبر وإمعان. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة،
واتقوا الله لعلكم تفلحون . واتقوا النار التي أعدت للكافرين .
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون . وسارعوا إلى مغفرة من ربكم…} [آل عمران: 130-133].وخلاصة التفريق بين سياق الآيتين: أن آية سورة الحديد تتحدث عن المؤمنين المسابقين المتسابقين، بينما تتحدث آية سورة آل عمران عن المتقين المسارعين
المتسارعين، ومعلوم أن الصنفين ليسا على درجة واحدة، فالمتقون أعلى درجة من المؤمنين، لأنهم جمعوا بين الإيمان والتقوى.ولنحاول تعليل الفروق السبعة بين الآيتين المتشابهتين، وبيان حكمة الاختلاف بينهما، مستصحبين موضوع كلٍّ منهما،
واختصاصهما بالحديث عن صنف خاصٍّ من المسلمين.1. حكمة حذف حرف العطف وذكره:حذف القرآن حرف العطف من آية سورة الحديد لأنه جعلها نتيجة للآية التي قبلها، حيث أمر فيها المؤمنين بالعلم بسرعة
زوال الدنيا، وعدم قيمتها بالنسبة للآخرة، فبعد أن قال: {اعلموا} في الآية السابقة ذكر في هذه الآية ما يجب أن يترتب على العلم،
وهو المسابقة، فقال: {سابقوا إلى مغفرة..}.
بينما ذكر حرف العطف في آية آل عمران: {وسارعوا}، لأن الكلام في الآيات عن مجموعة من الأوامر، التي ينتج عنها مجموعة من الأفعال،
وهذه الأوامر والأفعال معطوف بعضها على بعض بواو العطف: {واتقوا الله لعلكم تفلحون . واتقوا النار التي أعدت للكافرين .
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون . وسارعوا إلى مغفرة من ربكم…}. فذكر حرف العطف هنا لحكمة، وحذفه هناك لحكمة!2. الفرق بين المسابقة والمسارعة:أمر في آية سورة الحديد بالمسابقة، وأمر في آية سورة آل عمران بالمسارعة، وقد يظن بعض قصيري النظر بأن الأمرين بمعنى
واحد، وهذا مردود لأنه لا ترادف في القرآن. إن الآيتين تتحدثان عن السباق إلى الجنة، لكن كل آية تتحدث عن مرحلة من مراحل
السباق: أي سباق مهما كان نوعه ومسافته لا بد له من مرحلتين: الأولى مرحلة السباق والانطلاق، والثانية مرحلة الإسراع في السباق.
وأوضح ما يكون هذا في سباق الجري، فعندما يبدأ الشوط الأول يتسابقون… وبعد فترة يسارعون في السباق… يبدأ السباق إلى الجنة
في آية سورة الحديد، حيث ينطلق المسابقون.. وفي منتصف الطريق تبدأ المرحلة الثانية، وهي المسارعة في السباق، بأن يضاعف
المسابقون سرعتهم، ويتحولون من مجرد مسابقة إلى المسارعة في المسابقة! ولا ننسى أن بعض المسابقين قد يسقط في الطريق،
ويخرج من السباق، ولا يصل إلى مرحلة المسارعة إلا أصحاب الطاقات والهمم والسرعات والعزائم.
وعلى ضوء هذا البيان ندعو إلى ملاحظة الفاعلين للفعلين: {سابقوا} و{سارعوا}. فالفاعلان المأموران مختلفان. إن واو الجماعة
في فعل {سابقوا} تعود على المؤمنين المسابقين، بينما واو الجماعة في فعل {سارعوا} تعود على المتقين المسارعين في السباق.
ومعلوم أن بعض المؤمنين قد لا يتمكن من إكمال السباق، فلا يصل إلى مرحلة المسارعة، أما المتقون فإن زاد التقوى عندهم يعينهم
على إكمال أشواط المسارعة.3. حكمة ذكر الكاف وحذفها:الجنة التي يتسابق إليها المؤمنون: {عرضها كعرض السماء والأرض…} ولذلك أدخل حرف الكاف على العرض.
أما الجنة الثانية التي يسارع إليها المتقون فإن عرضها: {السماوات والأرض} بدون حرف الكاف.
وحكمة إدخال الكاف على آية المسابقة في الحديد أن الجنة التي يتسابقون إليها أعرض، وحكمة حذف الكاف من آية آل عمران
أن الجنة التي فيها أقل عرضاً. والجنة الأولى أعرض لأن عدد المسابقين إليها أكثر، فهم مؤمنون بالمفهوم العام، أما الجنة الثانية
في آل عمران فإنها أقل عرضاً من جنة سورة الحديد، لأنها للمتقين المسارعين إليها، ومعلوم أن المتقين أقل عدداً من المؤمنين،
ولذلك كانت الطريق التي يتسابقون فيها أقل عرضاً من طريق الأولين، وكانت الجنة التي يتسابقون إليها أقل عرضاً كذلك، ولذلك
ذكرت الكاف في الآية الأولى دون الثانية.4. الفرق بين (السماء) و(السماوات):الجنة التي يسابق إليها المؤمنون في آية الحديد: {عرضها كعرض السماء والأرض}، فذكرت (السماء) بلفظ المفرد. و(السماء)
هنا اسم جنس، ينطبق على المفرد والجمع، وحكمة التعبير بالمفرد هنا أن هذه الجنة أعرض؛ لأنها المتسابقين إليها أكثر، وهم المؤمنون.
أما آية آل عمران فقد اختارت الجمع: (السماوات)، فقالت: {وجنة عرضها السماوات والأرض} والتعبير بالجمع في مقابل اسم الجنس
يدل على أن العدد أقل، وذلك لأن عدد المسارعين إلى الجنة التي عرضها السماوات أقل من عدد المسابقين إلى الجنة التي عرضها
كعرض السماء والأرض، لأنهم متقون في مقابل المؤمنين، والمتقون أقل عدداً من المؤمنين!
(السماء) اسم جنس، وهو أعم من الجمع (السماوات)، والسماء أعرض من السماوات لأن مساحة اسم الجنس أوسع من مساحة
الجمع، فالسماوات أقل عرضاً من السماء! ويشير إلى هذا قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى
السماء فسواهن سبع سماوات…} [البقرة: 29].
ونلاحظ كيف جعلت الآية المفرد (السماء) أصلاً انبثق منه الجمع (السماوات)، لنعرف أن المفرد أعم وأكثر وأوسع من الجمع.
تقول: عندي أرض كبيرة. وعندما تقسمها تقول: عندي عدة أراضٍ. فالأراضي أقل من الأرض بهذا الاعتبار!5. المؤمنون المسابقون أكثر من المتقين المسارعين:ذكرت آية الحديد أن الجنة: {أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}. وذكرت آية آل عمران أن الجنة: {أعدت للمتقين}.
وقد سبق أن تكلمنا عن حكمة هذا الاختلاف بين الآيتين، على اعتبار أن المؤمنين المسابقين في الحديد أكثر من المتقين المسارعين
في آل عمران، فهما صنفان، لكل صنف صفاته!6. حكمة التشجيع والترغيب في الحديد:عقبت آية الحديد على سباق المؤمنين إلى الجنة العريضة بأن هذا فضل من الله، فقالت:
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم}، بينما لم تذكر آية آل عمران هذا التعقيب.
ولعل حكمة ذلك أن موضوع آية الحديد استدعى ذلك التعقيب، فالمسابقون فيها هم مؤمنون آمنوا بالله ورسله، وسباقهم
ما زال في بداياته، وهم بحاجة إلى مزيد من الترغيب والحث والتشجيع، حتى يستمروا في السباق، ويزيدوا من سرعتهم فيه،
فأخبرتهم الآية أن هذا السباق فضل من الله، تفضَّل به عليهم، وهو سبحانه ذو الفضل العظيم، يتفضل به على من يشاء من عباده.
ولم تذكر آية آل عمران هذا التعقيب، لأن المسارعين فيها إلى الجنة هم المتقون، وهم ليسوا بحاجة إلى تشجيع وتحميس وحث،
لأنهم ارتقوا إلى درجة أعلى، استشرفوا فيها الجنة التي يسارعون إليها، فغذُّوا السير إليها، وضاعفوا سرعتهم نحوها.7. دعوة للاتصاف بصفات المتقين:انتقل السياق في آية آل عمران للحديث عن أهم صفات المتقين المسارعين إلى الجنة الخاصة، فذكر أنهم ينفقون في سبيل الله
في السراء والضراء، ويكظمون الغيظ، ويعفون عن الناس، ويحسنون في الصلة بالله، ويسارعون إلى التوبة والاستغفار… وذكر هذه الصفات
للإشارة إلى أنهم نجحوا في التربية، وترقُّوا في التزكية، وفازوا في المسارعة إلى الجنة، ودخلوها برحمة الله: {أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} [آل عمران: 136].وهذا الثناء عليهم دعوة للمؤمنين المتقين إلى الاقتداء بهم، في الاتصاف بتلك الصفات، وفي الفوز بالجنات.والخلاصة: بين الآيتين المتشابهتين المختلفتين عموم وخصوص؛ فآية سورة الحديد أعم وأشمل، ولذلك اختارت ألفاظاً تدل على ذلك العموم،
أما آية سورة آل عمران فإنها أخص، ولذلك اختارت ألفاظاً تدل على ذلك الخصوص… وسبحان مُنزل هذا القرآن المعجز! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الموضوع : بين المسابقة والمسارعة في القرآن المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: flower |
|
| |
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136745
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الثلاثاء يونيو 29, 2010 10:40 am | |
| السلام عليكم ورحمه الله
جزاكِ الله كل خير
على المعلومات القيمه التى اعطيتها لنا
والى الامام ان شاء الله
وبانتظار جديدكِ بكل شوق
وبارك الله فيكِ الموضوع : بين المسابقة والمسارعة في القرآن المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر | |
|
|
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| |
| |
محمد شريف
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 21
تاريخ التسجيل : 25/10/2009
| موضوع: رد: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:00 pm | |
| |
|
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| |
| |
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136745
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الأربعاء يونيو 30, 2010 9:49 am | |
| السلام عليكم طرح قيم احتجت ارجع له مرة اخرى لاٌول لكِ بارك الله فيكِ وكمان لاقولك اطلعى على الخاص ممكن؟ الموضوع : بين المسابقة والمسارعة في القرآن المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر | |
|
|
| |
طائر الحرية
تقيم نشاط المنتدى : 10364
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 41
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
| |
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| موضوع: رد: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الأربعاء يونيو 30, 2010 2:18 pm | |
| |
|
| |
نور الجنه
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| |
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| |
| |
ناهد
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 35
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| |
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| |
| |
قسوة الايام
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 11/06/2010
| |
| |
flower
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2009
| موضوع: رد: بين المسابقة والمسارعة في القرآن الأربعاء يوليو 07, 2010 6:48 pm | |
| |
|
| |
| بين المسابقة والمسارعة في القرآن | |
|