ربنا لك الحمد والفضل والمنة على ما تكرمت
به علينا فجعلتنا مسلمين.... أرشد الله البشرية إلى الإسلام وأمرهم بالأخذ
به وأخبرهم بأنه هو الدين الذي ارتضاه، قال تعالى (إن الدين عند الله
الإسلام) فهو الحق قَبًله من قَبًله وجحده من جحده قال تعالى (إنا هديناه
السبيل إما شاكرا وإما كفورا) [الإنسان- 3].
دين الإسلام دين اليسر والسماحة والرحمة ورفع الحرج، قال تعالى (وما جعل
عليكم في الدين من حرج) [الحج- 78] ومن مزايا هذه الشريعة التيسير قال
تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) [البقرة- 185] وقد بين
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)
[متفق عليه]، وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا من الشدة من قبل
الصحابة رضي الله عنهم في تعاملهم مع من وقع منه الخطأ قال النبي صلى الله
عليه وسلم "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" [رواه البخاري].
فالإسلام دين اليسر ومن أخذ به وعمل به على ما كان عليه النبي صلى الله
عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم فقد فاز وظفر،عن عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لقد أفلح من
أسلم وكان رزقه كفافا وقنعه الله بما آتاه" [رواه مسلم]، ومن مظاهر
التيسير في هذا الدين التيمم فمن اراد أن يكون على طهارة ولم يجد الماء أو
عجز عن استعماله لمرض أو نحوه انتقل إلى التيمم بالتراب الطاهر فيصبح بعد
ذلك على طهارة.
التيمم لغة: القصد، شرعا: مسح الوجه واليدين بالتراب الطاهر بقصد الطهارة.
مشروعية التيمم
شرع التيمم لما يجب الوضوء أو الغسل له والدليل على مشروعية التيمم قوله
تعالى (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)
[المائدة- 6] وفي حديث عمار فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما كان
يكفيك هكذا" فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح
وجهه وكفيه [رواه البخاري].
والتيمم من خصائص هذه الأمة عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت
لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي
الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه
خاصة وبعثت إلى الناس عامة" [رواه البخاري ومسلم].
والشاهد في الحديث "وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" فالأرض مسجد موضع للسجود
وللصلاة فيها في أي مكان من الأرض إذا أدركته الصلاة صلى فيه إذا لم يكن
هناك محذور شرعي، وكذلك الأرض طهور بالتيمم بالتراب إذا استوفى شروط
التيمم.
شروط التيمم
-1 النية "أن ينوي بهذا التيمم رفع الحدث الأصغر أو الأكبر".
الحدث: معنى يقوم بالبدن يمنع من الصلاة ونحوها.
-2 عدم القدرة على استعمال الماء وذلك في الحالات التالية:
أ) عدم وجود الماء لقوله تعالى (فلم تجدوا ماءً) فقد يكون الشخص في
الصحراء والبلد بعيدة عنه جدا بحيث لو أراد الذهاب إليها قد يخرج وقت
الصلاة ففي هذه الحالة إذا لم يجد الماء يتيمم ثم يصلي، وإذا كان معه ماء
قليل ويخشى إن توضأ به أن يهلكه العطش جاز له التيمم أو أن الماء يباع وهو
لا يجد ثمنه فيجوز له التيمم.
ب) إذا عجز عن استعمال الماء وهذه الحالة تكون في بعض الأمراض التي يتضرر
الجسم فيها باستعمال الماء أو في حالات الحروق وعليه ففي أي مرض يعجز
المريض عن استعمال الماء ينتقل إلى التيمم.
ت) في حالة الخوف كأن يكون قد حيل بينه وبين الماء ويخشى إن خرج لطلبه أن
يؤذيه العدو، أو في حالة البرد الشديد وليس عنده وسيلة لتدفئة الماء ويخشى
إن استعمله أصابه الضرر، ففي البخاري أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة
فتيمم وتلا (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فلم يعنف.
-3 من شروط التيمم أن يكون التراب طاهراً.
-4 أن يكون التراب مباحا فليس بمسروق أو مغصوب ويمكن أن يحمل التراب إلى من يتيمم به في المنزل أو المستشفى.
صفة التيمم
النية ثم التسمية ثم يضرب التراب بيديه مرة واحدة ثم يمسح وجهه بيديه مرة
واحدة ثم يمسح ظاهر كفه اليمنى بباطن اليسرى ثم يمسح ظاهر كفه اليسرى
بباطن اليمنى.
فروض التيمم
-1 مسح الوجه.
-2 مسح الكفين.
-3 الترتيب فيبدأ بمسح الوجه ثم الكفين.
-4 الموالاة وهي أن يمسح اليدين مباشرة بعد مسح الوجه فلا يطيل الفاصل الزمني بينهما.
مبطلات التيمم
-1 وجود الماء (فإذا وجد الماء لا يصح التيمم إلا عند العجز عن استعماله).
-2 نواقض الوضوء (جميع نواقض الوضوء يبطل بها التيمم فإذا تيمم وأحدث قبل أن يصلي فعليه أن يتيمم من جديد).
-3 إذا حصل ما يوجب الغسل بطل التيمم.
¼ متى يجوز الانتقال من استعمال الماء إلى التيمم؟
- بعض الناس عندهم فهم خاطئ وقاصر في فهم الأدلة الشرعية ويترتب على ذلك
الخطأ في العمل بالأحكام الشرعية فالبعض يظن أنه إذا اراد الطهارة فهو
مخير بين أن يتوضا بالماء أو يتيمم وهذا خطأ قال تعالى (فلم تجدوا ماء
فتيمموا صعيدا طيبا) ومن يتيمم والماء موجود عنده فصلاته غير صحيحة وعليه
إعادتها، وهناك من يجد الماء قريبا منه وهو يستطيع استعماله ولكنه ينتقل
إلى التيمم لأن الماء يباع، مع العلم أنه يجد ثمن الماء، وكان الواجب أن
يشتري الماء ويتوضأ ولا يتيمم، وما أنفقه في شراء الماء فهو في سبيل الله
ومأجور عليه وما ينفق لأداء عبادة لله ينبغي أن يخرج هذا المال بطيب نفس
فهو مخلوف وخير وبركة في الدنيا والآخرة ومن عرف ربه حق المعرفة هان عليه
بذل المال والنفس في سبيل عبادة ربه، ومن تفضل الله عليه بالهداية وجد
لذته وسروره في هذه العبادة كما يقول ابن القيم رحمه الله: إن أعظم لذة
وسرور في الدنيا في عبادة الله وأعظم لذة وسرور في الآخرة في رؤية الله،
قال تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) [القيامة: 22-23] رزقنا الله
معرفة دينه والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا فإنه دين يسر وسماحة فما
على العبد إلا أن يقبل على ربه بصدق وسيجد الراحة والطمأنينة والسعادة في
هذا الإسلام، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
الموضوع : يسر الاسلام فى الطهارة احدى ابحاث التربية الاسلامية المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر |
|