c.ronaldo
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 30
تاريخ التسجيل : 20/01/2010
| موضوع: حياة النبى الإثنين أبريل 12, 2010 12:50 pm | |
| <!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-bidi-language:AR-EG;} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} -->
سيرة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أولا:المولد النبوي والتوازن الكوني
يقول الله تعالى:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"ويقول النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"إنما أنا رحمة مهداة".
وكتصوير نظمي وصياغة شعرية جمالية لهذه الرحمة على سبيل العشق والمحبة يقول البصر رحمه الله تعالى:
فهو الذي تم معنا وصورته ثم اصطفا حبيبا بارئ النسم
منزه عن شيك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت فيه مدحا واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم
لو ناسبت قدره آياته عما أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
ثم يقول:
أبان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم
سئل النبي صلى الله عليه وسلم :متى ولدت يا رسول الله ؟
قال :في زمن الملك العادل!
بهذه الذكرى أو الصفة يؤرخ النبي صلى الله عليه وسلم لمرحلة ولادته كتأكيد على جوهر الرسالة وغايتها التي جاء من أجلها ألا وهي: إقامة العدل والمساواة بين الناس،لأن العدل يمثل الوسط الذهبي لكل الفضائل وأنماط السلوك و به قامت السموات والأرض.
يقول الله تعالى :"الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان،الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "سورة الرحمن آية 1-7
فالعدل أساس الملك و الكون،وأساس الدين والعقيدة،ومن هنا فقد كان الإمام العادل من ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وهذا فيه معنى دقيق ألا وهو ارتداء الإمام العادل لرداء العدل الذي قد يحميه من العوامل الكونية ومؤثراتها البيئية على بنيته وتكوينه سواء النفسي أو الجسدي،لأنه سيكون حينئذ مستغنيا عنها طالما أنه ملتزم لمبدأ العدل الذي يقترن لغة بالاعتدال وهو ضد مظاهر الفساد والزوال .
من هنا فالعادل قد يخلد فوق التراب وتحته.فوق التراب بالثناء الحسن وعلو الصيت والسجل المحمود عبر مرور الزمن والتاريخ ،وتحت التراب بعد أكل الدود والطفيليات لجسده وتحلله بفعل البلى والتغيرات البيئية والمناخية وما إلى ذلك.
وهذا المآل قد ثبت تاريخيا وبالملموس وخاصة في حق الملك العادل الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيما قد يحكيه بعض المؤرخين .
بحيث أن الإشارة النبوية قد خلدت هذا الشخص أي كسرى أنو شروان في التاريخ حينما وصف بصفة العدل ومن جهة أخرى جعلت منه مسرحا للفضول لغاية التنقيب على جسده مما سيتأكد معه صفة العدل الملازمة لمن لم يأكل التراب جسده،على نمط الشهداء وغيرهم من الصالحين.
هكذا إذن قد يتحصل رجل العدل على حصانة كاملة سواء فوق التراب أو تحته،ناهيك عن الحصانة الكبرى حينما تكتمل عقيدته ويصح توحيده الذي هو أصل العدل ومصدره الشامل،فيكون غدا يوم القامة عارٍ عن كل رداء سواء كان معنويا بسبب منصب الحكم الذي تولاه أو كان ماديا بسبب الحصون التي كان يتحصن بها والتي مهما تنوعت فقد تبقى مادية ترابية محضة ومتحللة .
وحيث أن هذا العبد العادل وفي هذا اليوم الرهيب يكون في مقام الفقر المطلق وفاقدا لأبسط وسائل الحماية والتغطية فإنه في تلك المرحلة سينعم بالرداء الإلهي المباشر كجزاء مناسب للصفة التي تحلى بها ألا وهي العدل،وهو اسم من أسماء الله الحسنى،وهو بهذا يكون قد قلد مولاه وأطاعه في التزامه لمعنى هذه الصفة التي على أساسها قامت السموات والأرض وكل ما في هذا الوجود،وهو عنوان الكمال والتوازن الكلي له،وهذا قد حدث في زمن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كتلازم كوني وغيبي وظاهري وباطني كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله".
وبخصوص هذا الحديث يقول الشيخ محيي الدين بن عربي الحاتمي:"كذلك استدار الزمان فأظهر محمدا صلى الله عليه وسلم كما ذكرناه جسما وروحا بالاسم الظاهر حسا،فنسخ من شرعه المتقدم ما أراد أن ينسخ منه وأبقى ما أراده الله منه،وذلك من الأحكام خاصة لا من الأصول ،ولما كان ظهوره بالميزان وهو العدل في الكون وهو معتدل لأن طبعه الحرارة والرطوبة كان من حكم الآخرة،فإن حركة الميزان متصلة بالآخرة إلى دخول الجنة والنار،ولهذا كان العلم في هذه الأمة أكثر مما كان في الأوائل،وأعطي محمد صلى الله عليه وسلم علم الأولين والآخرين لأن حقيقة الميزان تعطي ذلك ،وكان الكشف أسرع في هذه الأمة مما كان في غيرها..."الفتوحات المكية دار صادر ج1ص144 .
هذا العدل أو الميزان سيكون عنوان الوجود الإنساني وأجلى مظاهر زمنه وتكوينه وذلك بالموازنة بين الروح والجسد وتحقيق صورة الإنسان الكامل الذي ينبغي أن يستنير ويستهدي به كل طالب للسعادة والكمال والعدل وصحة الميزان.
ألا بأبي من كان سيدا وآدم بين الماء والطين واقف
فذاك الرسول الأبطحي محمد له في العلى مجد تليد وطارف
أتى بزمان السعد في آخر المدى وكانت له في كل عصر مواقف
أتى لانكسار الدهر يجبر صدعه فأثنت عليه ألسن عوارف
إذا رام الأمر لا يكون خلافه وليس لذلك الأمر في الكون صارف
هكذا إذن قد جاءت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم في ظرف كوني ووجودي مكتمل الدورة وفي طور إنساني مختتم النفَس لكي يجدد له مظاهره على وتيرة العدل بعدما افتقد عبر القرون والأزمان واختل التوازن بتكسير الميزان( القسطاس).
من هنا فقد يمكن تفسير خصوصيات ولادته صلى الله عليه وسلم في ظل الظروف الاجتماعية التي كانت قائمة آنذاك سواء كانت عامة أو خاصة.
فالتأريخ العام قد كان وما يزال يتم بعام الفيل وهو مظهر من مظاهر الظلم والطغيان الذي صار يسود العالم ظاهرا معلنا ومبادرا لا متحفظا،أي أن الظلم قد أصبح هو صاحب الجراءة والإقدام على اقتحام المقدسات والحرمات،وبالتالي العمل على قلب الحقائق والمبادئ ضدا على المصلحة العامة وبوازع النفس والأنانية والتعصب.
إذ أن أبرهة الحبشي كان قد أغار على مكة المكرمة من أجل هدم كعبتها كرد فعل على فشل مشروعه التركيعي من الجانب الروحي للأمة العربية الأبية،وهو يتمثل في بناء كنيسة القليس كمحاولة لصرف العرب عن الحج إلى الكعبة مربط الوحدة العربية ومجمع توجههم .
وحيث أن أبرهة لم يكن عادلا فإنه قد أراد أن يسقط ظلمه على كل من خالفه وأن يجعل من نفسه مقام المشرع الذي هو من اختصاص الألوهية وتصرفها بالمباشرة أو الواسطة النبوية،لأنه لا أحد يمكن له أن يفرض عقيدته على الآخر من منطلق القوة أو من مبدأ القناعة الشخصية،وذلك لأن أبسط اعتراض يمكن له أن يدحض دعواه ،وهو: من تكون أنت حتى تفرض علي معتقدك وشعائرك وشريعتك بالقوة والإكراه؟
فالجواب لن يعدو هاتين الفرضيتين وهما:
-أنا إنسان مثلك
-أنا غير إنسان
في حالة قوله أنا إنسان مثلك فسيكون الجواب هو:أن المثل لا يمكن أن يتميز عن غيره بالامتياز أو الاشتمال والاحتواء!إذن،فلا يمكن لأحد المثلين بسط نفوذه على الآخر بالقوة مع ادعاء العدالة في إرغامه على اتباع معتقده ،لأنه سيقابل بعدم توازن المعتقد في حد ذاته كيفما كان نوعه طالما أنه مفروض بحسب المزاج والقوة الظرفية،وهذا ما لا يضمن له الاستمرارية.
والسبب هو أن هذا المعتقد رهين بتوازن القوة والقهر والغلبة من هذا الطرف أو ذاك،أ ي حينما تكون دولة قوة فقد تكون عقيدة حاكمها هي المسيطرة وعندما تصبح ضعيفة يتغير نفوذها وتتراجع عقيدتها ،على نمط تغير الحضور اللغوي بين الدول وارتباطه بالتقدم الاقتصادي والتقني وغيره من المظاهر المادية، فتتولى الريادة العقدية بدلها دولة أخرى لها نفس المعتمد على القوة والطغيان وفرض المعتقد بالعنف.
إذن فلا عقيدة ثابتة ستسود العالم ولا وحدة تصور ستجمعه، وبالتالي فلا سلم ولا عدل سيربط علاقات دوله بعضها ببعض.
أما في حالة قوله:أنا غير إنسان. فهو إما أن يكون من جنس المخلوق أو غير مخلوق، ومحال أن يكون غير مخلوق،إذن فهو بالضرورة يكون مخلوقا ،ومحال أن يكون ملَكا،لأن الملائكة غير قابلة لأن تسير على الأرض مطمئنة ،ومحال أن يكون حيوانا محضا لأن الحيوان غير ناطق.
فالنتيجة إذن هي أنه إنسان مهما علا شأنه في شكله وقُنْيته وسطوته وشتى مظاهر سعيه.
لكن مع هذا فالعدل مطلوب ضرورة عند الإنسان الخالص لكي يستقيم أمره وينسجم مع وجوده وكونه،وإلا عرف نشازا وتصادما واندثارا لا محالة.
من هنا فقد يأتي المطلب الشريف حو ل ضرورة وجود النبوة والرسالة الإلهية لإقامة العدل وتثبيت العقيدة في الوجود والمجتمع،وذلك لأن شخص النبي مماثل للإنسان العادي ومتميز عنه،مماثل باعتبار البشرية والظاهر ومتميز باعتبار الاختصاص والاصطفاء.
هذا الاختصاص ليس ذاتيا ولا اجتماعيا محضا ولا نخبويا أو نتيجة مجهود فردي وقوة بطش عسكري،وإنما هو من اختيار إلهي عادل،به قد قام العدل في السموات والأرض وتم التواصل بين الكائنات المرئية وغيرها .
في حين لم يتم الإلزام بما تضمنه هذا التخصيص أوالاختيار إكراها وإخضاعا اعتباطيا وجزافيا وإنما هو مع ذلك قد جاء بآيات ودلائل وبينات قد تتفق عليها جميع العقول الإنسانية السليمة وتستجيب لمضمونها فطرة وذكاء ووعيا.
هذه البينات ستعرف في حق الأنبياء والرسل بالمعجزة،وهي في حد ذاتها لها دلائل على العدل ،وذلك لأنها في حالة ما أخضعت الآخر من الناس وعجزته عن الإتيان بمثل ما جاء به النبي أو الرسول من حقائق وعلوم وتحديات كونية فقد يكون من الواجب عليه عدلا وأخلاقا عقدية أن يسلم له و يعترف بخصوصيته وتميزه،طالما أن هذا النبي قد أثبت معجزته تلك من غير دجل أو شعبذة أو تخييل ومناورة.
قلت:إنها في حد ذاتها قد تكون عدلا،لأن صاحبها لا يلزم غيره بمعتقده إكراها وفرضا بالقوة أو سيطرة كما عبر بذلك قول الله تعالى:"إنما أنت منذر لست عليهم بمسيطر"، وإنما قد يخضعهم بالدليل،ولله لا لنفسه.أي لمصدر العدل والتشريع،والذي هو نفسه مصدر المعجزة ومصرِّفها،والتي قد ابتدأت عمليا بولادة النبي صلى الله عليه و سلم ،كان يؤرخ لها بعام الفيل.
وهذا فيه إيذان واضح بأن العدل يغلب الظلم والحق يغلب الباطل والطغيان مهما علا شأنه ومها ظهر جبروته على الأرض الفانية،وذلك لسبب بسيط وهو حكم الميزان والعدل الذي أسس عليه الكون:"والسماء رفها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان و أقيموا الوزن بالقسط".
فأبرهة قد كان رمز الظلم الظاهر في الأرض،وعلى ضده قد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سر العدل الباطن،ومحال للظلم المبني على الوهم والسراب أن يهزم الحقيقة الثابتة في الوجود ولو كانت باطنية.
الموضوع : حياة النبى المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: c.ronaldo |
|
مهـ مع القرآن ـاجر
تقيم نشاط المنتدى : 100136746
نسبة تقيم الاعضاء لمشاركتى : 84
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
| موضوع: رد: حياة النبى الثلاثاء أبريل 13, 2010 5:02 am | |
| عفوا مكرر الموضوع : حياة النبى المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: مهـ مع القرآن ـاجر توقيع العضو/ه :مهـ مع القرآن ـاجر | |
|
|