[ [ [ مـــعـــركــــة
قـــديـــــــش ] ] ]
وقعت المعركة عام 1274 ق. م.
التقى فرعون مع ملك الحيثيين
عند الجبال التي تحيط بمنبع نهر العاصي ، في شهر
مايو. قام فرعون بتسجيل أسماء قادة الحيثيين الذين كانوا ضده ، و أسماؤهم "بيداسا" ،
و "دَعَرد" ، و "أنيا" ، و "ماسا" ، و
"قرعقيسا" ، و "عرزاوا"
، و توصل المؤرخون إلى شخصيات بعضهم عند مقارنتها ببعض الشخصيات التاريخية
التي عاشت في تلك المنطقة آنذاك. كان مما أسخط الحيثيين أن شعباً يسمى شعب الأموريين (و كانوا
يسكنون جانب الفرات في مدينة إسمها أمور) قد هربوا إلى فرعون و تحالفوا معه.
إسم ملك الحيثيين "مُوَتَلّي". قام
"مُوَتَلّي" بالتحالف مع حاكم منطقة حلب في سوريا بالإضافة لعدد من حكام
المناطق و القبائل. أعدّ "مُوَتَلّي" كميناً مُحكَماً ، فوضع قواته
وراء تلةٍ في مدينة قديش ، منتظراً فرعون ، و كان فرعون يعتقد أنهم في حلب ،
فاطمأن و لم يعلم ما خُبّئ له ، و لما قبض المصريون على اثنين من جنود "مُوَتَلّي"
، علم فرعون بالكمين و أرسل يستحث
بقية جيشه ، تحديداً فرقة "تاه" و "سيت"
(سماهما على إسم بعض الآله المصرية) ، و لكن "مُوَتَلّي" علم أن كمينه قد اكتُشِف ، و لم
يمهل فرعون ليصل
بقية جيشه ، فعجّل بالهجوم.
خرجت 2500 عربة مجرورة بالخيل من وراء التلة بقيادة أخو
مُوَتَلّي و هجمت
على فرقتين من جيش فرعون: فرقة "أمون" و فرقة
"رع" (و كانتا تشكلان الجزء
الأكبر من الجيش) و عاثوا دماراً في جيش فرعون ، و دمروا معظم فرقة
أمون و قتلوا أفرادها
، حينها تراجع المصريون و معهم فرعون ، بل إنّ فرعون بنفسه أوشك أن يقع في الأسر لولا أن أنقذه بعض الجنود ،
بل كان الجنود من الأموريين ، و هجم الأموريون (الذين ظهروا فجأة لمساعدة فرعون) على الحيثيين و دفعوهم للتراجع
قليلاً ، حينها أعاد المصريون التجمع و بدأوا في محاصرة الحيثيين ، و كادوا أن يحكموا عليهم الخناق
لولا أن تراجعت عربات الحيثيين و انضمت للمشاة.
انتهت المعركة أخيراً ، و لكنها لم تنته بنصرٍ أو هزيمة.
كان كلا الطرفين
بالغ القوة و مُحكم التنسيق و التخطيط ، فعقد فرعون و مُوَتَلّي
صلحاً و عادا أدراجهما
، و لكن مدينة قديش نفسها ظلت في يد الحيثيين ، و بدأ مُوَتَلّي في التوسع و غزو الشمال ، بل و استولى
على مدينة أمورو التي كانت مركز شعب الأموريين.
كانت النتيجة مغضبة للشعب المصري ، فظهرت بعض الثورات
على فرعون و رآه
الناس ضعيفاً ، و لكن فرعون خسر الكثير من رجاله في المعركة و جيشه
قد ضعف و أُنهِك
، و لم يستطع مواصلة المعارك مرة أخرى ضد الحيثيين إلا عام 1269 قبل الميلاد ، و انتهت معاركه
مع الحيثيين تماماً عام 1258 عندما عقد هدنةً مع الملك الجديد "هتوسلي" (و كان هو مصمم
الفخ في معركة قديش و قائد العربات التي هجمت على جيش فرعون و دمرت فرقة أمون).
عقد السلام هذا نَقَشه الطرفان على صفيحةٍ من الفضة و
صنعوا منها نسخةً
طينية. أما الصفيحة فضاعت و اختفت ، و أما النسخة الطينية فلا زالت
موجودة إلى اليوم
، و هي مُعلّقة في مقر الأمم المتحدة (مركز الظلم و الإجرام) كإحدى أول
الهُدَن المعروفة ، و توجد نسخة في مصر على شكل بردية
الموضوع : مـــعـــركــــة قـــديـــــــش (اسلام محمد) المصدر : منتديات اضواء الاسلام الكاتب: c.ronaldo