صاعدت النبرات وتعالت النغمات وتسارعت الخفقات بين جماهير الشارع الرياضي المصري اهتماما وترقبا لمباراة العودة الحاسمة بين الترجي التونسي والأهلي المصري في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الافريقي والمزمع اقامتها الاحد القادم باستاد رادس.. توجهت جماهير الكرة بكل مشاعرها واحاسيسها واضعة كل آمالها في تلك المباراة لتحصل ولو علي نسبة ضئيلة من التفاؤل في الغد والثقة في المستقبل بعد حالة الاحباط الشديد التي تفشت فيها من صدمتها المروعة بالهزيمة غير المقبولة والخسارة غير المعقولة للمنتخب الوطني -التاسع في التصنيف العالمي- من النيجر.

ولعل الظروف والملابسات التي يمر بها فريق الأهلي دفعت الجماهير لوضع ايديها علي قلوبها وعمقت تحفظاتها ورسخت تخوفاتها من تكرار مطبات المنتخب في مواجهتيه مع سيراليون والنيجر وانتقال عدواها إلي الأهلي في مباراته القادمة.. ولذلك فقد تضاعفت اهتماماتها بهذه المباراة وتحولت من مجرد الترقب والدعاء والابتهال إلي الغوص في الأمور الفنية والبحث في الجوانب الخططية والابحار في المسائل المهارية وتناول عناصر الخطة والتشكيل والتغيير التي سيلجأ لها الجهاز الفني بقيادة حسام البدري في يوم الاحد الحاسم.

من المؤكد ان اختلاف الهدف من المباراة القادمة عن التي سبقتها وجرت بالقاهرة سيلقي بظلاله ويؤثر بعمق علي حسابات الجهاز الفني للأهلي.. كان المستهدف من المباراة الأولي هو تحقيق أكبر فوز وبلوغ أغزر نتيجة تعينه من خلال قطع أطول مسافة من مشوار التأهل للدور النهائي..

وقد تحقق للأهلي بنسبة ضئيلة الهدف المنشود وكان من الممكن ان تتنامي النسبة لو زادت الاهداف واستغل اللاعبون الفرص العديدة التي لم تكن في حاجة سوي لنفخ الكرة لتسكن الشباك التونسية أو لو تصدي شريف اكرامي للهدف المباغت الذي استقر في الشباك الحمراء.. وبات من الضروري في ظل تغيير المعطيات وتبدل الغاية المنشودة ان تتغير الحسابات الفنية وينعكس هذا التغيير علي التشكيل والخطة.. ولعل غياب المهاجمين عن الفريق بسبب الاصابة يجعل البدري مضطرا لاختيار تشكيلا اضطراريا واتباع طريقة مرنة تتيح له استغلال كل القدرات المتوفرة وتحميه من مواجهة الاخطار المتوقعة..

اما عن الطريقة فلابد ان تتعدل عن الطريقة التي اتبعها في لقاء الذهاب لتكون ٤/٣/٢/١ بدلا من ٤/٣/١/٢.. فلم يعد متاحا بعد غياب فرانسيس وأسامة حسني إلا محمد فضل ومحدم غدار وكلاهما لا يتحمل وحده المسئولية الجسيمة الواقعة علي هجوم الأهلي في هذه المباراة.. ومن ثم وجب التركيز علي القادمين من وسط الملعب للمؤازرة الهجومية سواء بتسديداتهم المتقنة كما هو الحال مع أبوتريكة وربما شهاب لو عاد لمستواه السابق في الموسم الماضي أو الاختراق والانطلاق كما هو الحال مع بركات.. وقد يحظي الهجوم أيضا بمساندة من الأكثر اندفاعا من الخلف كشريف عبدالفضيل المتعود علي التسديد لشرط ان يضبط توجيه قذائفه وأحمد فتحي الذي احرز هدف الأهلي الثاني في شباك الترجي.

وإذا كان نقص الصفوف يفرض علي البدري تعديل الخطة واللعب بمهاجم واحد سواء اكان فضل أم غدار.. فأن وفرة الاعداد الجاهزة من المدافعين ستجعله مستريحا وهو يختار مدافعين ولن يلجأ للاستعانة ببعضهم في غير مكانة أو “عدلته”.. المؤكد عودة سيد معوض للظهير الأيسر.. وربما كانت عودة شريف عبدالفضيل للدفاع الأيمن إذا رأي البدري الاستعانة بأحمد السيد استغلالا لفدائيته في قلب الدفاع مع الصخرة الصلبة وائل جمعة..

أما إذا لم يشأ الدفع بالسيد فان عبدالفضيل سيحتل مكانه في الدفاع الأيمن ليتقدم أحمد فتحي لظهير الوسط ناحية اليمين ومعه عاشور وشهاب وامامهما بركات وأبوتريكة خلف رأس الحربة الوحيد.

التعادل بأي نتيجة يمنح الأهلي بطاقة التأهل للنهائي.. لكن المؤكد ان البدري لن يجعل من التعادل هو الغاية المنشودة وانما سيدفع لاعبيه بكل قوة لخطف هدف يربك حسابات البنزرتي كما ارتبكت من قبل في اللقاء الذي جمع الفريقين بالقاهرة.. ولذلك فان الطريقة التي سيتبعها الأهلي لابد ان تتحور وتتطور تبعا لمجريات اللعب وظروف اللقاء اعتماد علي تعدد المهارات وتراكم الخبرات في اللاعبين المختارين ومن المؤكد ان كل اللاعبين في التشكيلة الاساسية لديهم هذه المقومات.